ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[15 Sep 2010, 12:57 م]ـ
فهذا ما طلبتموه أستاذنا الكريم من النصوص التي فيها الإحالة على " المباني "، بل سائر تصانيفه.
يقول العاصمي في مقدمة كتابه 1/ 2:
((فقد سألني بعض من أوجبت في اللَّه سبحانه حقّه وذمامه، وألزمت نفسي إتحافه وإكرامه، لمّا اتّفق في الاختلاف إلينا أيّامه، أن أذكر له نكتاً من شرح سورة (الإنسان)، وأجعل ذلك إليه من غرر الصنائع والإحسان، بعد ما رآني لحظت " بعض فوائد سورة (الرحمن) "، واستخرجت أصولاً في علوم القرآن .... )).
ويقول في (الفصل الثاني: في إعراب السورة ووقوفها) 1/ 77:
((وقوف السورة: فإنّ الوقوف على ثلاثة أوجه: حسن، وكافٍ، وتمام مختار، وقد بيّنّا وجوهها في " كتبنا المؤلّفة في ذلك الباب "، إلّا أنّا نذكر منها هاهنا على [سبيل] الاختصار، فمن أراد الشرح فقد عرّفته مكانه)).
ويقول في (الفصل الثالث: بعض فوائد السورة) 1/ 95:
((وكذلك قوله: (و ما جعلناه القبلة التي كنت عليها)؛ أي: كنت عليها قبل أن نولينك قبلة ترضاها وتهواها، وعلى ما ذكرناه في كتاب " أزمة الإعراب "، وفي كتاب " المباني لنظم المعاني "، فذكر لهما وجهاً من تقديم أو تأخير أو صرف إلى معنى أنتم، ولم يذكر ذلك في قوله: (كان مزاجها كافوراً)، وأي ضرورة حملته على هذا الكلام وقد أغناه الله عن هذا التخبط في الأحكام)).
ثم يقول في الفصل السابق 1/ 102:
((وقد يصلح رفع: (دانية) على الاستئناف، كأنك قلت: وظلالها دانية عليهم. وقد قيل: إن في قراءة أبيّ: (و دانٍ عليهم ظلالها) بالرفع، وفي قراءة عبد الله: (ودانياً عليهم ظلالها) بالنصب، وكلاهما بالتذكير، والتأنيث، والتذكير في هذا كالذي ذكرت في قوله: (خاشعاً أبصارهم) و (خاشعة أبصارهم) في كتاب " أزمة الإعراب ")).
ثم يقول 1/ 110 – 111:
((وقد قلنا في " كتاب المباني ": يحتمل أن الله سبحانه ذكر في هذه السورة الفضة لأنه ذكر قبلها السندس الخضر والإستبرق، فذكر بعدها حلى الفضة؛ لأن بياض الفضة مع خضرة السندس أحسن، وذكر في سورة الحج الذهب؛ لأنه ذكر معها الحرير، وصفرة الذهب مع الحرير أزين.
ويحتمل أيضا أنه ذكر الفضة في هذه السورة لأنه ذكر قبلها أواني الفضة بقوله: (قوارير من فضة)، (ويطاف عليهم بآنية من فضة) فذكر (أساور من فضة) لتكون الأبواب موافقة، على ما جرت من عادات الملوك إذا اتخذوا مجلسا من بياض جعلوا ما يتعلق به من ذلك الجنس أيضا، وكذلك في الملبس، ثم إذا اتخذوا السواد جعلوا سائر أخواته على ما يوافقه، فذكر الفضة عقيب ذكر الفضة أحسن وأوفق.
و يصلح أن يكون تخصيص الفضة في هذه السورة إشارة مرموزة إلى الجارية التي كانت للمرتضى - رضوان الله عليه - المسماة (فضة)، على ما ذكرناه في الفضة، والرموز تدخل في كلام الحكماء لنوع من الاستظراف والحسن في الإيماء)).
ويقول في أول (الفصل الرابع: نظم السورة وتلفيق آياتها وخصائصها) 1/ 117 – 118:
((وأمّا الّذي وعدناه من ذكر نظم هذه السورة بعد ذكر فوائدها فهو أحقّ ما نفتتح به بعد الفراغ من ذكر الفوائد، وإن كنّا قد أوردنا لنظم آيات القران كتاباً عنونّاه بكتاب " المباني لنظم المعاني "، وبيّنّا [هناك] مقدّمات الكلام في هذا الفنّ التي لا يسع لمن يتكلّم في القرآن الإغفال عنها؛ إذ لابد له منها، ولا يمكننا ذكرها جميعاً في هذا الكتاب؛ لأنّا أسّسناه في غير ذلك الباب، إلّا أنّا ذكرنا [هاهنا] طرفاً من ذكر النظم، ومن أراد الزيادة عليه فقد هديته إليه، وقد قيل: أنجز حرٌّ ما وعد)).
ويقول وهو يتحدث عن (ذكر مشابه موسى الكليم) 2/ 450 – 452:
((وأما المحاماة والدعوة:
فقوله تعالى [حكايةً] عن فرعون: (ألم نربّك فينا وليداً ولبثت فينا من عمرك سنين - وفعلت فعلتك الّتي فعلت وأنت من الكافرين. قال فعلتها إذاً وأنا من الضالّين. ففررت منكم لمّا خفتكم فوهب لي ربّي حُكماً وجَعَلَني من المرسلين. وتلك نعمة تمنّها عليّ أن عَبَّدت بني إسرائيل " بتأويل: (و تلك نعمة) على وجه الاستفهام بمعنى الإنكار، وقد يحذف حرف الاستفهام، والمراد إثباته، إذا كان في موضع يعرف منه، ولا يخفى حكمه، كما قال الشاعر:
¥