تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقد تصدى فضيلة الشيخ أبوالفضل ابن الرضا البرقعي للرد على الرافضة من خلال نقضه لكتاب الكليني ومما قاله في هذا الموضوع: "أشكر الله أن الرواة الكذابين جعلوا علم الإمام من الأمور المذكورة في هذا الباب هنا ـ يعني من مصحف فاطمة ومن الصحف الأخرى من الجفر والجامعة ـ وهذا تكذيب ضمني للأخبار الواردة في الأبواب الأخرى التي قالت بأن علم الإمام بالإلهام أو بالوحي أو بالوراثة, وإن كان الرواة لم ينتبهوا إلى ذلك لشدة جهلهم مع أن رواة هذا الباب إما مجهولو الحال كعبد الله الوضاع أو الشاك في الدين كأحمد بن محمد البرقي أو كعلي بن الحكم راوي سلسلة الحمار وكأحمد بن أبي بشر الواقفي وأمثالهم.

وأما متونها فالحديث رقم 2 يقول: جاء ملك إلى فاطمة رضي الله عنها ليؤنسا وحدثها مع أن الشيخ مفيد ادعى الإجماع بأنه لا يوحى لأحد بعد خاتم الأنبياء, وقال علي في نهج البلاغة في خطبة رقم 131: (ختم به الوحي) ومعنى ختم النبوة يعني قطعت الأخبار من السماء". كسر الصنم أو ما ورد في الكتب المذهبية من الأمور المخالفة للقرآن والعقل ص120

وجود المصحف:

يقول الشيعة: أن مصحف فاطمة بقي عند أئمة أهل البيت يتوارثونه مع بقية الكتب المتضمنة لعلوم الانبياء والرسل الماضين, ولم تنتقل إلى غيرهم ولم تصل إلى شيعتهم.

وقال بعضهم: يعتبر مصحف فاطمة من جملة ودائع الإمامة قال الإمام الرضا وهو يَعُدُّ علامات الإمام المعصوم: " .. ويكون عنده مصحف فاطمة عليها السلام" وبالتالي يقولون: أنه موجود عند الإمام المهدي المنتظر (ـ عجل الله بفرجه ـ كما يدعون) في السرداب.

اضطراب الرافضة فيمن أملى هذا المصحف:

اضطرب الرافضة واختلفوا فيمن أملى مصحف فاطمة, فمنهم من قال بأنه من إملاء الرسول صلى الله عليه وسلم, ومنهم من قال بأنه من إملاء جبريل عليه السلام, وكلٌ يستدل بالروايات التالية:

1.عن علي بن سعيد عن أبي عبد اللّه: ( ... وعندنا واللّه مصحف فاطمة، ما فيه آية من كتاب اللّه وإنه لإملاء رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم وخط علي عليه السلام بيده). بحار الأنوار 26/ 41 , بصائر الدرجات ص153

2.عن محمد بن مسلم عن أحدهما: ( ... وخلفت فاطمة مصحفا ما هو قرآن ولكنه كلام من كلام اللّه أنزل عليها, إملاء رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم وخط علي). بحار الأنوار 26/ 42 , بصائر الدرجات ص155

3.عن علي بن أبي حمزة عن أبي عبد اللّه: ( ... وعندنا مصحف فاطمة سلام الله عليها أما واللّه ما فيه حرف من القرآن، ولكنه إملاء رسول اللّه وخط علي). بحار الأنوار 26/ 48 , بصائر الدرجات ص161

وقد حاول بعض علمائهم الجمع بين هذه الروايات فقالوا: قال العلامة الأمين: والأولى أن يقال إنّهما مصحفان: أحدهما: من إملاء رسول الله صلّي الله عليه وآله وسلّم، وخطّ علي عليه السلام , والآخر: من حديث جبريل عليه السلام.

ويعقب بعد ذلك آية الله الحاج السيد محمد حسين الحسيني الطهراني بقوله: وأنا أقول: ما ضرَّ لو كان مصحفاً واحداً بخطّ علي عليه السلام؟ غاية الأمر أنّ مقداراً منه كان بإملاء الرسول الأكرم في حياته، ومقداراً كان من حديث جبريل بعد مماته. معرفة الإمام 14/ القسم 9

كاتبُ المصحف:

يقول الرافضة: أن المستفاد من الأحاديث الشريفة التي مرَّ ذكرها أنَّ الزهراء، رضي الله عنها، كانت تحسُّ بالملك، وتسمع صوته، ولم تكن تشاهده، فبمجرَّد أن حصل ذلك، شكت إلى أمير المؤمنين عليٍ، رضي الله عنه، حيث لم تكن تتوقَّع هذا الأمر بهذه الصورة المستمرَّة.

وقالوا: ويستفاد أيضاً: أنَّ الذي اكتشف بالفعل أنَّ المُحدِّث مع الزهراء رضي الله عنها هو جبريل الأمين هو أمير المؤمنين عليه السلام كيف وهو الذي كان يلازم رسول الله في جميع حالاته فكان مأنوساً بصوت جبريل، فكان هو صاحب فكرة كتابة المصحف، حيث يسمع صوت جبريل الأمين، فيكتب كلما يسمعه، إلى أن اجتمع في مصحف متكامل، وهو مصحف الزهراء رضي الله عنها.

محتوى المصحف:

يقول الرافضة: إنَّ المصحف يشتمل على أمورٍ كثيرةٍ وهي:

• استيعابه لجميع الحوادث الخطيرة الآتية، خصوصاً ما سيواجه ذريتُها، من المصائب والبلايا، وأيضاً الانتصارات.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير