تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[خالد- طالب علم]ــــــــ[26 Mar 2006, 06:34 م]ـ

الحقيقة أن الأستاذ أبو عبد المعز قد أحسن في إيراد هذه الطرفة الممتعة عن عليان المجنون. فلا شيء يصلح أن يكون نذيرًا للكلاب سوى الحجر .. ولكن ألا يرى أن هذا النذير لا ينفع مع هذه الكلاب؛ لأن من طباع الكلاب دوام اللهث؛ لأنها منقطعة الفؤاد، كمن لا فؤاد له، إن حملت عليها بحجر أو نحوه تلهث، وإن تركتها تلهث؛ ولهذا شبه الله تعالى بها الذي آتاه الله آياته، فانسلخ منها؛ كما تنسلخ الحية من جلدها، فقال عز من قائل:

(فمَثَلُه كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ)

قال ابن قتيبة:” كل شيء يلهث؛ فإنما يلهث من إعياء، أو عطش إلا الكلب، فإنه يلهث في حال الكلال، وحال الراحة، وحال الصحة، وحال المرض والعطش، فضرَبه الله مثلاً لمن كذَّب بآياته “.

فهل ينفع هذا النذير المسمَّى بالحجر مع هذه الكلاب المنقطعة الفؤاد؟؟؟

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[26 Mar 2006, 07:21 م]ـ

الأستاذ خالد .....

من غرائب سلوك الكلاب أنك إذا قذفتها بحجر تعتقد أن الحجر طعاما أو شيئا صالحا للأكل فتهرع إلى حيث السقط ...... فتأخذ ما ضرب بها على أنه ألقي إليها ... حتى إذا تأكدت من أنه لا يصلح للأكل وعادت تنبح من جديد. وإذا ضربتها مرة أخرى مضت لتتأكد من جديد أ حجر ألقي إليها أم طعام ...... وهلم جرا ....

فاعجب لهذا الكلب الذي يعتقد أنه أذكى من نذيره .. لكنه الطمع الطمع ... حمله على إدراك الواقع على غير ما هو عليه ..... وهو مع غروره عنيد: إذا خنس لحظة لا تعتقدن أنه بلع ريقه وانصرف ..... سيناوشك من جديد لا محالة بغتة أو على توقع ......

ـ[خالد- طالب علم]ــــــــ[26 Mar 2006, 08:17 م]ـ

المهم يا أبا عبد المعز أن الكلاب لا تنفع معها النذر .. ومن الغريب أن تضرب بها الأمثال في الأمانة والوفاء لأصحابها. ولعلك سمعت بقول أحد الشعراء في مدح أحد الخلفاء:

فإنك كالكلب في الأمانة === وكالتيس في قراع الخطوب

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير