تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[09 - 03 - 2006, 11:44 م]ـ

السلام عليكم

أخي الفاضل عزام ..

لم أفهم سؤالك!

هل تقصد أنه لا فرق بين قولي: " اختار موسى قومه سبعين رجلاً "، وقولي: " اختار موسى سبعين رجلاً قومه "؟

فإن كان هذا هو المراد، فهاك الجواب، وأنقله لك من كتاب (بدائع الفوائد):

قال أبو بكر الزرعي - رحمه الله: الاختيار تقديم المجرور في باب (اخترت) وتأخير المفعول المجرّد عن حرف الجرّ، فتقول: اخترت من الرجال زيداً، ويجوز فيه التأخير. فإذا أسقطت الحرف لم يحسن تأخير ما كان مجروراً به في الأصل، فيقبح أن تقول: اخترت زيدا الرجال، واخترت عشرة الرجال، أي: من الرجال، لما يوهم من كون المجرور في موضع النعت للعشرة، وأنه ليس في موضع المفعول الثاني.

ونضيف للفائدة العامّة:

قال أبو بكر: وأيضاً فإن الرجال معرفة فهو أحق بالتقديم للاهتمام به كما لزم في تقديم المجرور الذي هو خبر عن النكرة من قولك: في الدار رجل، لكون المجرور معرفة وكأنه المخبر عنه. فإذا حذفت حرف الجر لم يكن بدّ من التقديم للإسم الذي كان مجروراً نحو اخترت الرجال عشرة. والحكمة في ذلك أن المعنى الداعي الذي من أجله حذف حرف الجر هو معنى غير لفظ، فلم يقو على حذف حرف الجر إلا مع اتصاله به وقربه منه.

ووجه ثانٍ وهو أن القليل الذي اختير من الكثير إذا كان مما يتبعّض ثم ولي الفعل الذي هو اخترت توهّم أنه مختار منه أيضاً، لأن كل ما يتبعّض يجوز فيه أن يختار وأن يختار منه، فألزموه التأخير وقدّموا الاسم المختار منه، وكان أولى بذلك لما سبق من القول. فإن كان مما لا يتبعّض نحو زيد وعمرو، فربما جاز على قلة في الكلام نحو قول الشاعر: ومنا الذي اختير الرجال سماحة. وليس هذا كقولك اخترت فرساً الخيل، لأن الفرس اسم جنس فقد يتبعّض مثله ويختار منه. وزيد من حيث كان جسماً يتبعّض، ومن حيث كان عَلماً على شيء بعينه لا يتبعّض فتأمّل هذا الموضع.

المصدر:

كتاب بدائع الفوائد:

http://arabic.islamicweb.com/Books/taimiya.asp?book=64&id=286

أرجو أن يكون هذا التوضيح شافياً كافياً ..

ودمتم ..

ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[10 - 03 - 2006, 01:41 م]ـ

بوركت أستاذي الفاضل

وقد كتب عن ذلك السهيلي في نتائج الفكر في النحو.

ـ[عماد كتوت]ــــــــ[10 - 03 - 2006, 04:48 م]ـ

يا الله كم يشعر المرء بضآلته وهو يرى هذا العلم الغزير عندكم، بارك الله فيكم جميعا، ولي سؤال بمناسبة هذه الآية، وهو هل نعرب (قومه) منصوب على نزع الخافض فقط؟ أم لها إعراب آخر؟ أرجو التفصيل للأهمية.

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 - 03 - 2006, 05:33 م]ـ

قال الرازي رحمه الله

(وعندي فيه وجه آخر وهو أن يكون التقدير: واختار موسى قومه لميقاتنا وأراد بقومه المعتبرين منهم إطلاقاً لاسم الجنس على ما هو المقصود منهم وقوله: {سَبْعِينَ رَجُلاً} عطف بيان وعلى هذا الوجه فلا حاجة إلى ما ذكروه من التكلفات.)

وهذا بيان أغنى فعلا عن التكلفات----وهذا الإستخدام منتشر---في كثير من الأحيان نقول --اجتمعت العائلة الفلانية مع العائلة العلّانية مع أنّ المجتمعين قسم معتبر من العائلتين---وإذا أردت عطف البيان قلت--إجتمعت العائلة الفلانية المثقفون منهم

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[10 - 03 - 2006, 06:23 م]ـ

ولي سؤال بمناسبة هذه الآية، وهو هل نعرب (قومه) منصوب على نزع الخافض فقط؟ أم لها إعراب آخر؟

الأخ شاعر

السلام عليكم

لقد اتفقت أقوال العلماء على نصب (قومه) في هذه الآية الكريمة بنزع الخافض، والتقدير: اختار موسى من قومه، يقول أبو عبيدة: " مجازه اختار موسى من قومه، ولكن بعض العرب يجتازون فيحذفون (من)، قال العجاج: تحت التي اختار له الله الشجر ".

ويقول الأنباري: " قومه، وسبعين، منصوبان مفعولان باختار، إلا أنه تعدى إلى سبعين من غير تقدير حذف حرف الجر، وتعدّى إلى قومه بتقدير حذف حرف الجر، والتقدير فيه: واختار موسى من قومه سبعين رجلا، فحذف حرف الجر فتعدّى الفعل إليه ".

ويقول الزمخشري: " أي من قومه فحذف الجار وأوصل الفعل كقوله: منا الذي اختير الرجال سماحة ".

ويقول أبو حيان: " اختار افتعل من الخير، وهو التخيّر والانتقاء، واختار من الأفعال التي تعدّت إلى اثنين أحدهما بنفسه والآخر بواسطة حرف الجرّ، وهي مقصورة على السماع، وهي اختار، واستغفر، وأمر، وكنى، ودعا، وزوج، وصدق، ثم يحذف حرف الجر ويتعدّى إليه الفعل، فيقول: اخترت زيدا من الرجال، واخترت زيداً الرجال، قال الشاعر:

اخترتك الناس إذا رثت خلائقهم --- واعتلّ من كان يرجى عنده السؤل ".

ولا شكّ أنّ ما ذكره علماؤنا رحمهم الله لا غبار عليه من حيث الصحّة، لكنه ليس سوى مجرّد تصحيح للمعنى وتعليل للحذف، وهو ما ينبغي علينا أن نتجاوزه للبحث عن أسرار نزع الخافض في هذه الآية الكريمة وغيرها من الآيات.

وكما أشرنا من قبل فإن حذف حرف الجرّ دلّ على أن موسى عليه السلام قد اجتهد في البحث والتنقيب في قومه، فلم يجد فيهم خياراً سوى هؤلاء السبعين، ولو قيل: اختار موسى من قومه سبعين رجلاً، لدلّ على أن في القوم خياراً كثيرين وأن اختيار موسى عليه السلام قد وقع على هؤلاء السبعين رجلاً. ولا عجب أن يقصد القرآن إلى ذلك، بعد آيات تحدّثت عمّا صنعه بنو إسرائيل بموسى عليه السلام، وعبادتهم العجل من دون الله.

وهنالك من الشواهد القرآنية على هذه الظاهرة، مما يشيع في جوانب النصّ كل تلك الدلالات والإيحاءات بما لا تنهض به الكلمات .. وتعجز عنه الجمل الطوال ..

والله أعلم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير