ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[22 - 04 - 2006, 04:24 ص]ـ
الأخ العزيز جمال - حفظه الله ..
إن تخصيص العذاب المنفيّ في قوله تعالى (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ) بعذاب الدنيا، يردّه ما جاء في سياق الآيات المتقدّمة عليه.
قال تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا * وأَنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ... وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا * اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا * مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) [الإسراء: 9 - 15].
وإذا ذهب جمهور العلماء إلى القول بأن التعذيب المنفيّ هنا دنيوي لما دلّت عليه الآيات اللاحقة، فهذا لا ينافي ثبوت التعذيب في الآخرة لما دلّت عليه الآيات المتقدّمة ..
والأولى الجمع بين العذابين، كما بيّنه الشيخ الشنقيطي رحمه الله، وغيره من العلماء ..
والله أعلم ..
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[22 - 04 - 2006, 06:38 ص]ـ
[ b] الأخ العزيز لؤي
الآية لا تحتاج إلى هذا الجمع الذي قال به الشنقيطي---
# هو يقرّ بأنّ الآية تعني عذاب الدنيا---
# هو بحث بأدلة أخرى تتناول امتحان أهل الفترة في الآخرة وهذا موضوع آخر
فالأمر ليس جمعا بين نصوص لأن الموضوعين مختلفان---موضوع أنّ الله لا يعذب في الدنيا القوم قبل أن يرسل لهم رسولا---وموضوع ما مصير أهل الفترة يوم القيامة
B]
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[22 - 04 - 2006, 07:30 ص]ـ
الأخ جمال ..
أعتذر إليك لأني لم أنقل نصّ الشيخ رحمه الله في تفسير هذه الآية .. ويمكنك الرجوع إليه، والتأكّد من استدلاله في أضواء البيان .. وإني أقتبس إليك ما قاله بالحرف الواحد في بداية تفسيرها:
"قوله تعالى: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) ظاهر هذه الآية الكريمة: أن الله جلّ وعلا لا يعذب أحداً من خلقه لا في الدنيا ولا في الآخرة، حتى يبعث إليه رسولاً ينذره ويحذره، فيعصي ذلك الرسول، ويستمرّ على الكفر والمعصية بعد الإنذار والإعذار ..... ".
(أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، ج3، ص 65).
وكما ترى، فلا علاقة لهذا الذي بيّنه هنا بعذاب الفترة الذي ذكره في كتابه (دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب)!
ثم إن الآيات التي تقدّمت هذه الآية لتدلّ بوضوح على أن المقصود هنا العذاب الأخروي!
والله أعلم ..
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[22 - 04 - 2006, 02:10 م]ـ
الأخ جمال ..
ثم إن الآيات التي تقدّمت هذه الآية لتدلّ بوضوح على أن المقصود هنا العذاب الأخروي!
والله أعلم ..
لا أظن ذلك---لأن الآيات التي تلتها تدل بوضوح أكثر على أنّ المقصود التعذيب الأخروي---
ـ[أبو جمال]ــــــــ[28 - 04 - 2006, 02:30 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله في عمالقة الفصيح
وجل من لا يسهو لا إله إلا هو، فإن الإنسان مهما اتسعت مداركه، يبقى النسيان آفته، والغفلة جرثومته.
فتركيزه على أمر قد ينسيه أمرا آخر.
وفي قوله عز وجل، " وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا " لا بد من النظر في هذه الصيغة وفي السياق الذي حولها حتى نتبين معناها بدقة.
أما الصيغة نفسها فقد جاءت مطلقة، فقد قال تعالى، وما كنا معذبين، ولم يقيد هذا العذاب بأي قيد، فلم يقل أخرويا ولا دنيويا ولم يقل بالريح ولا بالنار ولا بالصيحة، وإنما قال فقط معذبين.
وأما السياق الذي حولها فإنها آيات منها ما تحدث عن عذاب في الدنيا ومنها ما تحدث عن عذاب في الآخرة، وليس في هذه الآيات كلها ما يقيد العذاب الوارد في هذه الآية بالذات، وإلا فاتوا به إن كان كذلك.
وأقوال علمائنا جميعا على العين والرأس، وجزاهم الله وإياكم عنا خير الجزاء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[سليم]ــــــــ[28 - 04 - 2006, 07:37 م]ـ
أخواني في الله لقد حسم هذا الامر إبن عاشور حيث قال:"والعذاب هنا عذاب الدنيا بقرينة السياق وقرينة عطف {وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها} [الإسراء: 16] الآية. ودلت على ذلك آيات كثيرة، قال الله تعالى: {وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون ذكرى وما كنا ظالمين} [الشعراء: 209] وقال: {فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون} [يونس: 47].
على أن معنى (حتى) يؤذن بأن بعثة الرسول متصلة بالعذاب شأن الغاية، وهذا اتصال عرفي بحسب ما تقتضيه البعثة من مدةٍ للتبليغ والاستمرار على تكذيبهم الرسول والإمهال للمكذبين، ولذلك يظهر أن يكون العذاب هنا عذاب الدنيا وكما يقتضيه الانتقال إلى الآية بعدها. على أننا إذا اعتبرنا التوسع في الغاية صح حمل التعذيب على ما يعم عذاب الدنيا والآخرة".
¥