تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 02:18 م]ـ

وتجنيس الترجيع، وهو الذي سماه التبريزي التجنيس الناقص، وسماه قوم تجنيس التذييل، وهو على الحقيقة الذي يوجد في إحدى كلمتيه حرف لا يوجد في الأخرى، وجميع حروف الأخرى موجود في الأولى، وقسم في وسطها وقسم في آخرها: مثال الأول قوله تعالى: "والتفت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساق" ومثال الثاني قولهم: من جد وجد، ومثال الثالث البيت الذي ذكر لأبي تمام وهو قوله: "يمدون من أيد" البيت.

وقد تكون الزيادة حرفين: فإما أن يقعا في أول الكلمة ويكونا متقاربين كقولهم: ليل دامس، وطريق طامس، وإما أن يقعا في وسطها كقولهم: ما خصصتني بل خسستني. أو آخر الكلمة ويكونا متباعدين كقولهم: سالب وساكب. أو متقاربين كقولهم: شاحب وشاغب.

ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 02:19 م]ـ

ومن القسم الذي توسط في هذا الحرف الواحد قوله تعالى: "وإنه على ذلك لشهيد، وإنه لحب الخير لشديد" وقالوا: هو الذي يرجع فيه لفظ الكلمة الأولى في الكلمة الأخرى، كقول أبي تمام: طويل يمدون من أيد عواص عواصم تصول بأسياف قواض قواضب

ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 02:20 م]ـ

باب الطباق

الطباق اللغوي الذي أخذ منه الصناعي هو قول العرب: طابق البعير في مشيه إذا وضع خف رجله موضع خف يده، وقد رد ابن الأثير على كل من ألف في الصناعة هذا الباب، وقال: إن الجمع من تسميتهم الضدين في هذا الباب خطأ محض، لأن أصل الاشتقاق يقتضي الموافقة لا المضادة، وهو أولى بالخطإ منهم، لأن القوم رأوا أن البعير قد جمع بين الرجل واليد في موطئ واحد، والرجل واليد ضدان، أو في معنى الضدين، فرأوا أن الكلام الذي قد جمع فيه بين الضدين يحسن أن يسمى مطابقاً لأن المتكلم به قد طابق فيه بني الضدين، وهو على ضربين: ضرب يأتي بألفاظ الحقيقة، وضرب يأتي بألفاظ المجاز، فما كان منه بلفظ الحقيقة سمي طباقاً، وما كان بلفظ المجاز سمي تكافؤاً، فمثال التكافؤ قول أبي الشغب العبسي من إنشادات قدامة كامل:

حلو الشمائل وهو مر باسل يحمي الذمار صبيحة الإرهاق

ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 02:50 م]ـ

وأما الطباق الذي يأتي بألفاظ الحقيقة فقد قسموه إلى ثلاثة أقسام: طباق الإيجاب، وطباق السلب، وطباق الترديد.

ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 02:51 م]ـ

تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر ابن أبي الأصبع الصفحة: 9

فمثال طباق الإيجاب قوله تعالى "وأنه هو أضحك وأبكى، وأنه هو أمات وأحيى"، وكقول الرسول صلى الله عليه وسلم للأنصار رضي الله عنهم: "إنكم لتكثرون عند الفزع، وتقلون عند الطمع"، فانظروا إلى فضل هذه العبارة كيف أتت المناسبة التامة فيها ضمن المطابقة.

وكقول علي كرم الله وجهه: من رضي عن نفسه كثر من يسخط عليه، وكقول دعبل الخزاعي: كامل لا تعجبي يا سلم من رجل ضحك المشيب برأسه فبكى

وهذا البيت مع سهولة سبكه وخفة ألفاظه وكثرة الماء في جملته قد جمع بين لفظي التكافؤ والطباق معاً، لأن ضحك المشيب مجاز، وبكاء الشاعر حقيقة

ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 02:52 م]ـ

وكقول الفرزدق وهو من إنشادات ابن المعتز:

كامل لعن الإله بني كليب إنهم لا يغدرون ولا يفون لجار

يستيقظون إلى نهيق حمارهم وتنام أعينهم عن الأوتار

ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 02:53 م]ـ

غير أن هذين البيتين من أفضل شعر سمعته في هذا الباب، لأنهما جمعا بين طباقي السلب والإيجاب، ووقع فيهما مع الطباق تكميل لم يقع مثله في باب التكميل، لأن هذا الشاعر لما وصف هؤلاء القوم بالضعف حيث قال: "لا يغدرون" وعلم أنه لو اقتصر على ذلك احتمل الكلام ضرباً من المدح، إذ تجنب الغدر قد يكون عن ضعف وعن عفة، أتى بصريح الهجاء ليدل بذلك على أنه أراد بكلامه الأول محض الهجاء، واقتضت الصناعة أن يأتي بذلك في لفظ ينتظم به وبما بعده طباق، فقال: "ولا يفون لجار" فتكمل الهجاء، إذ سلبهم الغدر والعجز والوفاء للؤم وحصل في البيت مع الطباق والتكميل الدالين على غاية الهجاء إيغال حسن، لأنه لو اقتصر على قوله "لا يغدرون ولا يفون" تم له القصد الذي أراده، وحصل المعنى الذي قصده، لكنه لما احتاج إلى القافية ليصير الكلام شعراً أفاد بها معنى زائداً حيث قال: "لجار" لأن الغدر بالجار أشد قبحاً من الغدر بغيره فإن قيل: لعنة الشاعر لهم في أول كلامه تدل على أنه أراد بقوله: "لا يغدرون" الهجاء فبطل، تأويله.

ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 02:54 م]ـ

رد الأعجاز على الصدور

وهو الذي سماه المتأخرون التصدير، وقد قسمه ابن المعتز ثلاثة أقسام الأول ما وافق آخر كلمة في البيت آخر كلمة في صدره، أو كانت مجانسة لها كقول الشاعر: كامل يلفي إذا ما كان يوم عرمرم في جيش رأى لا يفل عرمرم

ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 02:54 م]ـ

رد الأعجاز على الصدور

وهو الذي سماه المتأخرون التصدير، وقد قسمه ابن المعتز ثلاثة أقسام الأول ما وافق آخر كلمة في البيت آخر كلمة في صدره، أو كانت مجانسة لها كقول الشاعر: كامل يلفي إذا ما كان يوم عرمرم في جيش رأى لا يفل عرمرم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير