قال الدارقطني في ((الأفراد)) (5/ 363 أطرافه): ((تفرد به أبو الصباح، عن أبي هاشم الرماني، عن أبي صالح)) انتهى بمعناه.
وهذا واهٍ بمرة، وخلف هذا قال أحمد: لا أعرفه!
وأبو الصباح هو عبد الغفور، قال البخاري: ((تركوه، منكر الحديث))، وهذا جرحٌ شديدٌ، وقال ابن عدي: ضعيف منكر الحديث، ورماه ابن حبان بالوضع، وضعفه ابن معين، وأبو حاتم، وتركه النسائي وغيره، والكلام فيه طويل الذيل.
7 - أبو الهيثم الطائي.
أخرجه بحشل في تاريخ واسط (ص 101).
قال شيخنا في ((جنة المرتاب)) (2/ 263): ((لا أعرفه)).
· وقد توبع أبو صالح؛ تابعه أبو رزين مسعود بن مالك، عن أبي هريرة سواءً.
أخرجه الطبراني في الأوسط (1/رقم 74) عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح وأبي رزين، عن أبي هريرة t .
والأعمش مدلِّسٌ، ولم يصرح بسماعه، والله أعلم.
وقد روي بعضه بسندٍ آخر عن أبي هريرة t .
أخرجه أبو يعلى (11/ رقم 6572) قال: حدثنا عبد الرحمن بن صالح، حدثنا عبد الرحيم، حدثنا عبد الله بن سعيد، عن أبيه، عن جده، عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r ... فذكر حديثًا، وفيه: ((والإمام جُنَّةٌ ضَامِنٌ لِصَلاةِ القَوْمِ ... )).
· قلت: وهذا سندٌ ضعيفٌ جدًّا.
وعبد الله بن سعيد هو ابن أبي سعيد المقبري، وهو متروك الحديث.
وقد خولف سعيد بن أبي سعيد فيه كما سيأتي بيانه في حديث أبي شريح.
ورُوي بعضُه بسندٍ آخر عن أبي هريرة.
فرواه الحسن البصري، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: ((المُؤذِّنُونَ أُمَنَاءُ النَّاسِ عَلَى صَلاتِهِم، وَصِيَامِهم، وَفِطْرِهم، وضحاهم)). فهذا يشهد لشطر الحديث الثاني.
أخرجه الدارقطني في ((العلل)) (8/ 252)، والبحيري في ((الفوائد)) (ق26/ 1) عن مقدام بن داود، ثنا عبد الله بن محمد بن المغيرة، ثنا سفيان الثوري، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن أبي هريرة مرفوعًا به.
وهذا ضعيفٌ جدًّا، ومقدام؛ قال فيه النسائي: ليس بثقةٍ، وقال الدارقطني:
((ضعيف)).
وابن المغيرة قال فيه أبو حاتم: ليس بالقوي، وقال ابن يونس: منكر الحديث.
كما أن الحسن مدلِّسٌ، ولم يصرِّح بتحديثٍ.
والمحفوظ عن يونس، عن الحسن مرسلاً، كما أخرجه الشافعي في ((مسنده)) (ص33) - ومن طريقه البيهقي في ((الكبرى)) (1/ 426،431) و ((المعرفة)) (1/ 449) - عن عبد الوهاب، والبيهقي في ((المعرفة)) (1/ 450) و ((الكبرى)) (1/ 432) عن محمد بن أبي عدي، كلاهما عن يونس، عن الحسن: قال النبي r ... فذكره.
وزاد ابن أبي عدي: قال الحسن: قال النبي r : (( الإِمَامُ ضَامِنٌ، والمؤذن مؤتمن ... )) فذكر الحديث.
قال الدارقطني: ((الصحيح عن يونس، عن الحسن مرسلاً)).
ولكن رجَّح ابن المديني هذا المرسل على حديث الأعمش، وفيه نظرٌ لما تقدم.
فلم يسلم من هذه الطرق إلا طريق الأعمش وسهيل، والله أعلم.
وأما معنى: ((الإِمَامُ ضَامِنٌ)) فقد صحَّ من حديث أبي هريرة، وسيأتي بيانه في الفصل الآتي، والله الموفق.
* * *
قال الترمذي: ((وفي الباب عن عائشة، وسهل بن سعد، وعقبة بن عامر)).
ومعلوم أن قوله: ((وفي الباب)) لا يستلزم أنه يكون بلفظ حديث الباب، وإنما أحاديث تصلح أن تكتب في هذا الباب، كما ذكر العراقي، وعنه السيوطي.
فسأذكر الأحاديث التي توافق لفظ حديث الباب أو تقاربه، ثم ما أراه يصلح أن يكتب في الباب، ولم أراع الترتيب فيها من حيث الصحة، والله الموفق.
* * *
ثانيًا: حديث عائشة