وإنما رواه أبو داود من طريق عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن ابن عمر وفيه انقطاع، سلمة ابن دينار لم يسمع من ابن عمر.
قال علي بن المديني لم يسمع سلمة من أحد من الصحابة إلا جندبا، والحديث أيضاً رواه أحمد من طريق عمر بن عبد الله مولى غفره عن ابن عمر مرفوعاً وفيه ضعف، قال ابن معين عن عمر بأنه ضعيف وقد رجح الدارقطني رحمه الله تعالى في العلل وقفه على ابن عمر.
ورواه ابن ماجة أيضاً من حديث جابر وفيه لين.
والآثار الواردة بأن القدرية مجوس هذه الأمة لا يثبت في رفع شيء منها حديث، وقد صحت عن الصحابة ?. وهي موجودة في دواوين أهل الإسلام المشهورة.
[الشريط التاسع]
17 - ورد عند الإمام ابن عدي في الكامل، والخطيب في تاريخ بغداد، عن جابر بن عبد الله أن النبي ? قال: (الحجر الأسود يمين الله في الأرض) وهذا في إسناده إسحاق بن بشر الكاهلي وهو متهم بالوضع. وقد أحسن ابن العربي حين قال: هذا حديث باطل فلا يلتفت إليه. وقد أورده ابن الجوزي في العلل المتناهية.
وقد جاء هذا الخبر موقوفاً عند ابن قتيبة من طريق إبراهيم الخوزي عن عطاء عن ابن عباس، وإبراهيم الخوزي متروك الحديث قاله الإمام أحمد وغيره، فالخبر لا يصح مطلقاً لا مرفوعاً ولا موقوفاً ..
18 - استلام الركنين الحجر الأسود والركن اليماني يحطان الخطايا حطا، كما جاء في مسند أحمد بسند قوي.
19 - قال ?: (إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء والذين يتخذون القبور مساجد). وهذا الخبر رواه البخاري معلقا دون ((آخره أيضاً)).ورواه مسلم من طريق شعبة عن علي بن الأقمر عن أبي الأحوص عن عبد الله أن النبي ? قال: (لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس) ورواه الإمام أحمد في مسنده من طريق عاصم بن بهدلة عن أبي وائل عن ابن مسعود باللفظ الذي ذكره المؤلف: ((إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء والذين يتخذون القبور مساجد)). وقد حسن إسناده شيخ الإسلام ابن تيمية والحافظ الذهبي.
20 - قال ?: (لعن الله زُوَّاراتِ القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج). الحديث الذي فيه (والمتخذين عليها المساجد والسرج) جاء بلفظ (لعن الله زائرات القبور) والحديث الذي فيه ((لعن الله زوارات القبور)) جاء بغير الزيادة (والمتخذين عليها المساجد والسرج).
هذا الحديث: (لعن الله زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج) رواه الإمام أحمد رحمه الله تعالى وأبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه. من طريق محمد بن جُحادة عن أبي صالح عن ابن عباس عن النبي ?، وأبو صالح هو باذان قال عنه الإمام مسلم ((أبو صالح اتقى الناس حديثه ولا يثبت له سماع من ابن عباس)).
والشطر الأول: ((لعن الله زائرات القبور)) له شواهد سوف يأتي.
والشطر الثاني: ((والمتخذين عليها المساجد والسرج)) قوله ((والمتخذين عليها المساجد)) هذه اللفظة متواترة، تواترت النصوص عن النبي ? في تحريم اتخاذ القبور على المساجد والعكس.
قوله: ((والسرج)) الاتفاق قائم على تحريم إيقاد المقابر وجعل السرج عليها.
ولكن قالت طائفة: بالتحريم و قالت طائفة: بالكراهية ولم يرخص أحدٌ بالجواز مطلقاً.
إنما رخص طائفة أهل العلم للحاجة والضرورة وهذا واضح من فعل النبي ? وفعل الصحابة، كأن نريد أن ندفن الرجل ليلاً فلا مانع من أن نستصعب سراجاً لدلالة الطريق دون تنوير كل المقبرة. وإنما نُنَوِّر ما نحتاج إليه دون فتح المجال لتنوير كل المقبرة قوله: (لعن الله زائرات القبور)، روى الإمام أبو عيسى الترمذي رحمه الله تعالى عن قتيبة ابن سعيد قال حدثنا أبو عوانة عن عمر ابن أبي سلمه عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله ? (لعن زوارات القبور) قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح.
ورواه ابن حبان في الصحيح بلفظ ((لعن الله زائرات القبور)).
21 - ترى بعض الأغبياء والجهلة يقرأ بعض سور من القرآن عند هذا القبر ولاسيما قراءة سورة يس، ولا يصح في ((يس)) حديث صحيح ولا يثبت في ((يس)) حديث، كل الأحاديث الواردة في ((يس)) ضعيفة مطلقاً بدون استثناء، كل حديث ورد في فضل يس أو في قراءة ((يس)) عند الاحتضار أو في غير ذلك كلها ضعيفة لا يصح فيها حديث فكيف بقراءتها عند القبور.
¥