22 - قال ? (اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) هذا الحديث رواه مالك في الموطأ، وابن سعد في الطبقات من طريق زيد ابن أسلم عن عطاء بن يسار عن النبي ?، وعطاء بن يسار تابعي وليس بصحابي فالحديث مرسل صحيح.
ورواه ابن عجلان عن زيد بن أسلم مرسلا، ولم يذكر عطاء والأول أصح، وللحديث شاهد رواه الإمام أحمد والحميدي في مسنده من طريق حمزة بن المغيرة الكوفي عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي ? قال: (اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد).
وحمزة بن المغيرة قال عنه ابن معين ليس به بأس، والحديث إسناده جيد.
[الشريط العاشر]
23 - قد يستدل بعض أغبيائهم وجهلتهم- أي عباد القبور - بحديث قد اختلقوه وهو مشهور في مصنفات عباد القبور والأوثان وهو: ((إذا أعيتكم الأمور فعليكم بأصحاب القبور)) أو بالآخر ((لو حَسَّن أحدكم ظنه بحجر لنفعه ذلك)) وهذان الخبران كذب على رسول الله ? وقد وُضعا لإحياء دين المشركين وملة عَمْرُو بن لُحي وبطلان هذا مما يُعلم بالضرورة من دين المسلمين.
24 - روى الإمام أحمد من حديث عبد الرحمن بن ثوبان عن حسان بن عطية عن أبي منيب الجرشي عن ابن عمر أن النبي ? قال: (من تشبَّه بقوم فهو منهم).قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في الاقتضاء: إسناده جيد، وظاهره يقتضي كفر التشبه بهم، وأقل أحواله التحريم.
25 - قوله ?: (لا ينبغي لأحد أن يسجد لأحد إلا لله) هذا الخبر رواه ابن حبان بنحوه وذلك في صحيحه من طريق أبي أسامة قال حدثنا محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص عن أبي سلمة عن أبي هريرة ? عن النبي ?.
ورواه الترمذي من طريق النضر بن شُمَيل عن محمد بن عمرو بلفظ (لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها) قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه محمد بن عمرو صدوق، إذا تفرد بأصل لم يوافقه غيره ففي حديثه نظر، وقد وثقه جماعة، وصحح له الترمذي وابن حبان وجماعة.
ولكن لهذا الحديث شواهد تدل على أن له أصلا، وأن محمد بن عمرو قد ضبطه، من شواهده حديث معاذ عند أحمد وفيه ضعف، وحديث قيس بن سعد عند أبي داود، وحديث عائشة عند أحمد وابن ماجه، وحديث أنس عند أحمد والنسائي في عِشْرَة النساء، فهذه الشواهد يقوي بعضها بعضاً وتدل على أن للحديث أصلا.
26 - ثبت عن النبي ?: أنه قال له رجل: ما شاء الله وشئت قال ((أجعلت لله ندا؟ قل ما شاء الله وحده): والصحيح في هذا الخبر واللفظ في المسند ((أجعلتني لله عِدلا قل ما شاء الله وحده)) وهذا الحديث رواه الإمام أحمد عن طريق الأجلح بن عبد الله عن يزيد بن الأصم عن ابن عباس ورواته ثقات.
وفي الأجلح بن عبد الله خلاف، وقد وثقه ابن معين والعجلي، وقال أبو حاتم ليس بالقوي يكتب حديثه ولا يحتج به.
وقال يحيى القطان: في نفسي منه شيء.
وقال النسائي: ضعيف ليس بذلك.
وتوسط فيه ابن عدي رحمه الله فقال: له أحاديث صالحة يروي عنه الكوفيون وغيرهم، ولم أجد له حديثاً منكراً مجاوزاً للحد لا إسناداً ولا متناً، وهو عندي مستقيم الحديث صدوق.
وقد صحح هذا الحديث غير واحدٍ من أهل العلم.
27 - قال المصنف: في مسند الإمام أحمد (أن رجلاً أتي به للنبي ? قد أذنب ذنباً، فلما وقف بين يديه قال اللهم إني أتوب إليك ولا أتوب إلى محمد فقال ?: ((عرف الحق لأهله))) وخرجه الحاكم من حديث الحسن عن الأسود بن سَريع وقال حديث صحيح .. قال الشارح: هذا الحديث رواه الإمام أحمد والحاكم من طريق محمد بن مصعب قال حدثنا سَلاَّم بن مسكين والمبارك بن فضالة عن الحسن البصري عن الأسود بن سريع ((صحابي جليل)).
محمد بن مصعب الراوي عن ابن مسكين المبارك هو القُرقُساني قال عنه الإمام أحمد لا بأس به، وقال ابن معين ليس بشيء. وقال النسائي: ضعيف وقال ابن خراش: منكر الحديث هذه العلة الأولى.
العلة الثانية: قال على بن المديني وابن منده والبزار لم يسمع الحسن البصري من الأسود بن سريع، ولكن جاء في التاريخ الكبير للبخاري ما يدل على سماع الحسن من الأسود في الجملة. ولهذا أثبت بعض أهل العلم سماعه.
[الشريط الخامس عشر]
¥