تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أحمد يس]ــــــــ[03 - 04 - 08, 04:41 ص]ـ

وجاء في موقع الشيخ الراجحي في فوائده المقيدة على بعض الأحاديث:

• حديث: {لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث}.

يدل على جواز قراءة القرآن في ثلاث أيام وعلى أنه لا يجوز قراءته في أقل من ثلاث لكن قراءته في سبعة أيام أفضل؛ كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لعبد الله بن عمرو بن العاص {اقرأه في سبع ولا تزد}.

كما في الصحيحين، فهذا يدل على أنه الأفضل؛ ولهذا كان الصحابة يحزبون القرآن في سبع ليال، وهي ثلاث وخمس وسبع وتسع وإحدى عشر وثلاث عشر وحزب المفصل واحد، وإذا قرأه في ثلاث لا بأس لهذا الحديث.

وأما ما ذكر في كتب الوعظ من أن الشافعي كان يختم القرآن في رمضان ستين ختمة، فلعله لم يبلغه النص إن صح هذا عنه.

فنرجو منكم إلقاء الضوء على صحة هذه الآثار ومدى مشروعية هذا الفعل.

ـ[أحمد يس]ــــــــ[03 - 04 - 08, 05:10 ص]ـ

ماذا عن الأثر الذي ورد في قراءة عثمان رضي الله عنه للقرآن كاملا في ركعة واحدة.

نرجو إلقاء الضوء على هذا أيضاً وأنا اعلم أن كثيراً من العلماء صححو وحسنوا سند الروايات التي جاءت عن ختم عثمان -رضي الله عنه- للقرآن في ركعة ولكن قال لي بعض طلبة العلم أن التصحيح والتحسين إنما هو لظاهر السند وإلا فلم يسلم سند منها من انقطاع أو غيره. فهل هذا الكلام صحيح؟

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[03 - 04 - 08, 05:52 ص]ـ

أولا لم يثبت نص مرفوع صريح في النهي عن القراءة في أقل من ثلاثة أيام، وإنما ورد تعليل ذلك بعدم الفقه.

ففي هذا إشارة إلى أن المقصود من ذلك التدبر وفهم القرآن.

أما من أراد كسب الأجر بالقراءة دون التدبر التام وخاصة في الأوقات الفاضلة كرمضان فله أجر القراءة وقد يفوته أجر التدبر.

فالقصد أن من قرأ في أقل من ثلاث لم يخالف هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولاهدي أصحابه، وإنما اختار كسب حسنات القراءة المجردة استغلالا لوقت فاضل.

فالأكمل والأفضل عدم قراءة القرآن في أقل من ثلاث ليال، لأن المقصود التلاوة مع التدبر، أما من قرأه في أقل من ثلاث فلا يعتبر مخالفا للسنة.

ولو أن أعجميا قرأ القرآن وهو لايفقه معناه في أكثر من ثلاث أو أقل لكان حائزا على أجر التلاوة.

فهناك تلاوة مع التدبر وهذه لاتحصل في أقل من ثلاث ليال وهي الأفضل والأكمل، وهناك تلاوة قد تكون في أقل من ثلاث ليال وهي أقل كمالا من الأولى إلا أنها ليست مخالفة للسنة.

تنبيه:

قول البعض أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عبدالله بن عمرو عن القراءة في أقل من ثلاث كما ذكر الشيخ شعيب وغيره فيه نظر إن كان أراد بذلك التصريح، وإنما الوارد (لم يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث).

جاء في بحث للشيخ محمد الدويش

ثالثاً: ذكر من روي عنه الختم في أقل من ثلاث:

وذكر ابن علان (231/ 2):عن ابن أبي داود أنه روى عن الأسود بن يزيد:" أنه كان يختم القرآن في رمضان كل ليلتين" وقال: سنده صحيح، وأخرج الحافظ من طريق الدارمي عن سعيد بن جبير:" أنه كان يختم القرآن في كل ليلتين". قال: وأخرجه ابن أبي داود، قال: وأخرج ابن سعد عن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف أنه كان يفعل ذلك. ومن طريق واصل بن سليمان قال:"صحبت عطاء بن السائب فكان يختم القرآن في كل ليلتين".

وروى أبو عبيد (277) وابن أبي شيبة (2/ 502) عن السائب بن يزيد أن رجلاً سأل عبد الرحمن بن عثمان التيمي عن صلاة طلحة بن عبد الله فقال إن شئت أخبرتك عن صلاة عثمان قال نعم قال قلت لأغلبن الليلة على الحِجْر - يعني المقام - فقمت فلما قمت إذا أنا برجل متقمع يزحمني فنظرت فإذا عثمان بن عفان فتأخرت عنه فصلى فإذا هو سجد سجود القرآن حتى إذا قلت هذه هوادي الفجر أوتر بركعة لم يصلِّ غيرها ثم انطلق، ولابن أبي شيبة (2/ 503) فتنحيت وتقدم فقرأ القرآن كله في ركعة ثم انصرف. وصححه ابن كثير في فضائل القرآن (50).

وأخرج أبو عبيد (278) وابن أبي شيبة (1/ 367،2/ 503) عن نائلة بنت الفرافصة الكلبية حين دخلوا على عثمان ليقتلوه فقالت: "إن تقتلوه أو تدعوه فقد كان يحيي الليل بركعة يجمع فيها القرآن" وحسنه ابن كثير في فضائل القرآن (50).

وأخرج أبو عبيد أيضاً (279) وابن أبي شيبة (2/ 502) عن تميم الداري أنه قرأ القرآن في ركعة. وكذا أخرجا عن سعيد بن جبير أنه قرأ القرآن في ركعة في البيت وصححهما ابن كثير (50).

وأخرج أبو عبيد (281) والفريابي (140) عن علقمة أنه قرأ القرآن في ليلة طاف بالبيت أسبوعاً ثم أتى المقام فصلى عنده بالمِئِين، ثم طاف أسبوعاً ثم أتى المقام فصلى عنده بالمئين، ثم طاف أسبوعاً ثم أتى المقام فصلى عنده فقرأ بقية القرآن. وصححه ابن كثير (50) ورواه ابن أبي شيبة (2/ 503) مختصراً بلفظ أنه قرأ القرآن في ليلة بمكة.

وأخرج أبو عبيد (282) وابن أبي شيبة (3/ 502) عن سليم بن عتر التجيبي أنه كان يختم القرآن في الليلة ثلاث مرات.

ونقل النووي في التبيان والأذكار جملة من ذلك فقال في التبيان (46) "ومن الذين كانوا يختمون ثلاث ختمات سليم بن عمر - رضي الله عنه - قاضي مصر في خلافة معاوية - رضي الله عنه -. وروى أبو بكر بن أبي داود أنه كان يختم في الليلة أربع ختمات. قال الشيخ الصالح أبو عبد الرحمن السلمي - رضي الله عنه -: "سمعت الشيخ أبا عثمان المغربي يقول: كان ابتن الكاتب - رضي الله عنه - يختم بالنهار أربع ختمات، وهذا أكثر ما بلغنا من اليوم والليلة. وروى السيد الجليل أحمد الدروقي بإسناده عن منصور بن زادان من عُباد التابعين - رضي الله عنه - أنه كان يختم القرآن فيما بين الظهر والعصر ويختمه أيضاً فيما بين المغرب والعشاء في رمضان ختمتين، وكانوا يؤخرون العشاء في رمضان إلى أن يمضي ربع الليل، وروى أبو داود بإسناده الصحيح أن مجاهداً كان يختم القرآن فيما بين المغرب والعشاء وعن منصور قال كان علي الأزدي يختم فيما بين المغرب والعشاء كل ليلة من رمضان، وعن إبراهيم بن سعد قال كان أبي يحتبي فيما يحل حبوته حتى يختم القرآن، وأما الذي يختم في ركعة فلا يحصون لكثرتهم ... ". (1)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير