ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 04 - 08, 11:12 ص]ـ
أولا لم يثبت نص مرفوع صريح في النهي عن القراءة في أقل من ثلاثة أيام، وإنما ورد تعليل ذلك بعدم الفقه.
ففي هذا إشارة إلى أن المقصود من ذلك التدبر وفهم القرآن.
قال الشيخ الألباني رحمه الله في صفة الصلاة (الأصل)
(ج 2 / ص 519)
الثالث: عن هَمَّام: أخبرنا قتادة عن يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّيْر عنه؛ أنه قال:
قلت: يا رسول الله! في كم أقرأ القرآن؟ قال:
" اقرأه في كل شهر ".
قال: إني أقوى على أكثر من ذلك. قال:
" اقرأه في خمس وعشرين ".
قلت: إني أقوى على أكثر من ذلك. قال:
" اقرأه في عشرين ". قال:
قلت: إني أقوى على أكثر من ذلك. قال:
" اقرأه في خمس عشرة ". قال:
قلت: إني أقوى على أكثر من ذلك. قال:
" اقرأه في سبع ". قال:
قلت: إني أقوى على أكثر من ذلك. قال:
" لا يفقهه من يقرؤه في أقل من ثلاث ".
أخرجه أحمد (2/ 165 و 189)، وأبو داود أيضاً (1/ 220). وقد روى الجملة
الأخيرة أحمد أيضاً (2/ 164 و 193) عن وكيع عن هَمَّام به بلفظ:
" من قرأ القرآن في أقل من ثلاث؛ لم يفقهه ".
ثم أخرجه (2/ 195) من طريق شعبة عن قتادة به.
ومن هذا الوجه أخرجه الترمذي (2/ 156)، والدارمي (1/ 350)، وابن ماجه
(1/ 406)، لكن بلفظ:
" لم يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث ". وقال الدارمي:
" لا يفقه ".
وهكذا رواه الطيالسي (300) عن هَمَّام، وأبو داود (1/ 221) عن سعيد - وهو: ابن
أبي عروبة -؛ كلاهما عن قتادة به. ثم قال الترمذي:
" حسن صحيح ".
قلت: ورجاله رجال الشيخين. قال الحافظ (9/ 78):
" وشاهده عند سعيد بن منصور بإسناد صحيح من وجه آخر عن ابن مسعود:
" اقرؤوا القرآن في سبع، ولا تقرؤوه في أقل من ثلاث ".انتهى.
فتبين من هذا أنه لم يثبت حديث صحيح صريح في النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث، وأصح ما ورد هو أثر ابن مسعود رضي الله عنه، وقد يحمل على قصد التدبر كما سبق.
وقال النووي: أكثر العلماء على أنه لا تقدير في ذلك،
وإنما هو بحسب النشاط والقوة؛ فعلى هذا يختلف باختلاف الأحوال والأشخاص ".