- وقوله: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا}
- وقوله: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ}
فنقول: "التسبيح والتحميد" يجمع النفي والإثبات؛ نفي المعايب وإثبات المحامد، وذلك يتضمن التعظيم.
فالتسبيح يتضمن نفي النقائص والعيوب.
والتحميد يتضمن إثبات صفات الكمال التي يحمد عليها
فكلما سبّح الربّ تنزّهت نفسه عن أن يصف الربّ بشيء من السوء، فإذا سبح العبدُ الربَّ كان قد زكى نفسه.
وكذلك الحمد، كلما حمد العبد ربه تحقق حمده في قلبه، وازداد ومعرفة بمحامده، ومحبة له، وشكرا له.
والحمد إنما يتم بالتوحيد، وهو مناط للتوحيد ومقدمة له ولهذا يفتتح به الكلام، ويثنى بالتشهد، ولهذا قال في آخر هذا الدعاء: «ولا إله غيرك»
انتهى كلام شيخ الإسلام بتصرف
شرح: «سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك» مأخوذ من كلام الحافظ ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى:
«سبحانك الله وبحمدك» من قالها شاهد بقلبه ربا منزها عن كل عيب سالما من كل نقص محمودا بكل حمد فحمده يتضمن وصفه بكل كمال وذلك يستلزم براءته من كل نقص «وتبارك اسمك» أي عظمت بركة اسمه؛ فلا يذكر على قليل إلا كثره، ولا على خير إلا أنماه وبارك فيه، ولا على آفة إلا أذهبها، ولا على شيطان إلا رده خاسئا داحرا
وكمال الاسم من كمال مسماه فإذا كان شأن اسمه الذي لا يضر معه شيء في الأرض ولا في السماء فشأن المسمى اعلى واجل
«وتعالى جدك» أي ارتفعت عظمته وجلت فوق كل عظمة وعلا شأنه على كل شأن وقهر سلطانه على كل سلطان فتعالى جده أن يكون معه شريك في ملكه وربوبيته أو في إلهيته أو في أفعاله أو في صفاته كما قال مؤمن الجن: {وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا}
فضائل هذا الدعاء على غيره من أدعية الاستفتاح
- منها جهر عمر به يعلمه الصحابة
- ومنها اشتماله على أفضل الكلام بعد القرآن
- ومنها أنه استفتاح أخلص للثناء على الله وغيره متضمن للدعاء والثناء أفضل من الدعاء
- ومنها أن غيره من الاستفتاحات عامتها إنما هي في قيام الليل في النافلة وهذا كان عمر يفعله ويعلمه الناس في الفرض
- ومنها أن هذا الاستفتاح إنشاء للثناء على الرب تعالى متضمن للإخبار عن صفات كماله ونعوت جلاله والاستفتاح بـ «وجهت وجهي ... » إخبار عن عبودية العبد وبينهما من الفرق ما بينهما
- ومنها أن من اختار الاستفتاح بـ «وجهت وجهي ... » لا يكمله وإنما يأخذ بقطعة من الحديث ويذر باقيه، بخلاف الاستفتاح بـ «سبحانك اللهم وبحمدك ... » فإن من ذهب إليه يقوله كله إلى آخره
انتهى كلام الحافظ ابن القيم بتصرف
والآن أتحف كل نفس طيبة مطمئنة عامرة بحب الله لاهجة بذكره سبحانه - أتحفها بتخريج هذا الحديث وجمع طرقه؛ لبيان صحته خلافا لما ذكره البعض من تضعيفه؛ ليكون ذلك عونا لها على المداومة عليه، والتحليق في «روضة الأرواح وجنة الأفراح» مع الذاكرين الله كثيرا والذاكرات، مع استحضار معانيه التي ذكرها العالم الرباني ابن تيمية الحراني، واستذكار محاسنه التي زبرها طبيب القلوب الرضية ابن قيم الجوزية
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[21 - 04 - 08, 05:40 م]ـ
قد ورد هذا الدعاء مرفوعا للنبي صلى الله عليه وسلم وموقوفا إلى عدد من الصحابة رضي الله عنهم.
أما المرفوع فقد ورد عن عدد من الصحابة منهم:
1 - أبو سعيد الخدري
أخرجه أحمد (3/ 69) والنسائي (899، 900) وفي الكبرى (972، 973) من طريق علي بن علي عن أبي المتوكل عن أبي سعيد الخدرى قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة قال: «سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك»
وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي (899)
وهو حديث ضعيف تفرد به علي بن علي الرفاعي
¥