وما هي منزلة الكتب الأخرى المهمة كذلك؛ مثل الموطأ وسنن الدارمي وسنن سعيد بن منصور وصحيح ابن خزيمة وصحيح ابن حبان ونحوها؟
فلعل ذلك الاستقراء يوصلنا إلى نتائج مهمة وفوائد نفيسة، ومنها معرفة سبب وكيفية اختيار الكتب الخمسة، ثم الكتب الستة، دون غيرها؟
وأما التعويل على مجرد الاصطلاحات الواردة في هذا الباب على ألسنة المتقدمين فأظنه لا يكفي للوصول إلى الحق في هذه المسألة، وذلك لكثرة ما فقد من الكتب القديمة التي وردت فيها هذه الاصطلاحات.
والآن هذه قطعة من كلام ابن منده في (شروط الأئمة) لعلها تكشف الستر عن زاوية من زوايا هذه القضية؛ علماً بأن الصورة المطلوبة لن تكتمل إلا بعد دراسة غير عجلى واستقراء غير ناقص.
قال ابن منده (310 - 395) في (شروط الأئمة) (ص42 - 43) عقب نقله لكلمة علي بن المديني في بيان أسماء الأئمة الذين عليهم مدار الأسانيد في كل طبقة ما لفظه:
(وأنا ذاكر إن شاء الله مع هذه الطبقة التي ذكرها علي بن المديني ونسب هذا العلم إليهم جماعة من الأئمة كانوا في أزمنتهم ممن قبل انفرادهم وجعلوا حجة على من خالفهم وإن كانوا دون من ذكرهم علي بن المديني في الرواية واللقي فهم في عصرهم أئمة وقبل انفرادهم واحتج بهم الأئمة الأربعة الذين أخرجوا الصحيح وميزوا الثابت من المعلول والخطأ من الصواب:
1 - أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري.
2 - وأبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري.
وبعدهما:
3 - أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق السجستاني.
4 - وأبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي ..
ومن بعدهم ممن أخذوا طريقتهم وقصدوا قصدهم وإن كانوا دونهم في الفهم
1 - عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي.
2 - وأبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي.
3 - ومحمد بن إسحاق بن حزيمة النيسابوري.
4 - وأحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل.
رحمة الله عليهم أجمعين).
انتهى كلام ابن منده.
إذن فمصطلح الأئمة الأربعة قد ورد على لسان ابن منده؛ ولكنه أخر عنهم الترمذي.
ولا أدري الآن من أضاف الترمذي فجعله خامسهم؛ ولا يبعد أن واحداً من معاصري ابن منده أو سابقيه هو الذي أضافه؛ فلا يشترط أن يكون مصطلح الأئمة الخمسة بمعناه المعروف متأخراً عن اصطلاح ابن منده.
ومما قد يعين كثيراً في التوصل إلى مقاصد مهمة في هذا الموضوع استقراء تأريخ تصنيف المستخرجات، ليتبين مقدار اعتناء علماء الحديث بالأصول من كثرة استخراجهم عليها؛ وكذلك استقراء تاريخ العزو في كتب المحدثين - كالبيهقي والبغوي ومن تقدم عليهما أو عاصرهما أو تأخر عنهما قليلاً - إلى الأصول والأمهات عقب ذكر الحديث بسنده؛ فذلك فيه أيضاً دلالة على منزلة تلك الأصول عند الأمة وعلمائها.
وعسى أن يكون للبحث ما يصله بإذن الله وتوفيقه.
ـ[أبو ثغر]ــــــــ[03 - 01 - 06, 01:28 م]ـ
ولكن لماذا يستخدم الشيعة مصطلح الصحاح الستة بطريقة فاشية
ويمكن التحقق من ذلك بكتابة عبارة (الصحاح الستة) ثم البحث عنها
وإذا كنا نستخدم مصطلح الكتب الستة ولانرضى المصطلح الآخر فلماذا يتوسعون فيه هم؟؟
المتبادر إلى الذهن أن هذا المصطلح مقدمة جيدة لقبول كل نص ورد في الكتب الستة
وبالطبع يقصد به الأحاديث التي تثبت عقيدتهم
والله تعالى أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - 01 - 06, 03:05 ص]ـ
أبحث منذ مدة عمن أطلق اسم (الكتب التسعة) ولم أجد الإجابة.
بحثت في الجامع الكبير للتراث عن مظنة أي شيء من ذلك فلم أجد
أخبرني بعضهم أن الحافظ السخاوي في فتح المغيث استعمل هذا الكلام، فبحثت فيه ولم أجد
هل من الإخوة من يفيدني وجزاه الله خيرا
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[05 - 01 - 06, 05:01 ص]ـ
محمد خلف سلامة
أسأل اله عز وجل أن يوفقك في الدارين وأن يزيدك علماً وفهماً.
تروق لي طريقة تحليلك, وما احوجنا اليها. فالأوليات متلخبطة في أذهاننا لعدة أسباب:
1) دور الساسة في التاريخ وبروز شخصيات جديدة على حساب الأُوَلْ.
2) فترة البيات العلمي والركود الثقافي لعقود في بعض الأجزاء من العالم الإسلامي وبروزها في أقطار أخرى. المسافة الجغرافية أثناء انتقال الحركة العلمية من عاصمة الى اخرى ربما أدت إلى بعض الفجوات بين السطور, وهي ما أشرت اليه انت هنا, حتى اضطررنا الى الاستقراء. هناك أسطر مفقودة ولاشك, وربما هذه الأسطر لم تكتب بعد, وكان يجب أن تكتب.
3) سوء كتابة التاريخ, وأفضل تسمية لكتب التاريخ هو تاريخ العسكر والبلطجية, أو كرونولوجيا الموتى, حيث غاب التحليل ((تشريح الأحداث))
4) عدم إدراك قيمة العلم, أثناء بعض الفترات الزمنية مما ساهم في اندثار بعض المصنفات المرتبطة بأقاليم معينة,
5) العصبيات والأهواء
6) الكلمة القميئة ((وغيرها))
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[05 - 01 - 06, 07:36 ص]ـ
وأنأ أيضاً أدعو لك - أيها الأخ الطيب - أن يوفقك الله تعالى لكل خير، وأن يزيدك علماً وفهماً.
/
/
/