تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال محمد: سمعت علي بن شقيق يقول: سمعت عبدالله بن المبارك يقول على رؤوس الناس: دعوا حديث عمرو بن ثابت فإنه كان يسب السلف).

ثم قال في موضع آخر من المقدمة أيضاً:

(وحدثني محمد بن عبدالله بن قهزاذ، من أهل مرو، قال: أخبرني علي بن حسين بن واقد، قال: قال عبدالله بن المبارك: قلت لسفيان الثوري: إن عباد بن كثير من تعرف حاله؛ وإذا حدث جاء بأمر عظيم؛ فترى أن أقول للناس: لا تأخذوا عنه؟ قال سفيان: بلى؛ قال عبدالله: فكنت إذا كنت في مجلس ذكر فيه عباد، أثنيت عليه في دينه، وأقول: لا تأخذوا عنه.

وقال محمد: حدثنا عبدالله بن عثمان قال: قال أبي: قال عبدالله بن المبارك: انتهيت إلى شعبة، فقال: هذا عباد بن كثير فاحذروه).

ثم قال في موضع ثالث منها:

(حدثني محمد بن عبدالله بن قهزاذ، قال: سمعت عبدالله بن عثمان بن جبلة يقول: قلت لعبدالله بن المبارك: من هذا الرجل الذي رويت عنه حديث عبدالله بن عمرو (يوم الفطر يوم الجوائز)؟ قال: سليمان بن الحجاج؛ انظر ما وضعت في يدك منه.

قال ابن قهزاذ: وسمعت وهب بن زمعة يذكر عن سفيان بن عبدالملك قال: قال عبدالله، يعني ابن المبارك: رأيت رَوح بن غطيف، صاحب الدم قدر الدرهم، وجلست إليه مجلساً، فجعلت أستحيي من أصحابي أن يروني جالساً معه، كره حديثه.

حدثني ابن قهزاذ قال: سمعت وهباً يقول عن سفيان، عن ابن المبارك؛ قال: بقية صدوق اللسان؛ ولكنه يأخذ عمن أقبل وأدبر).

ثم قال في موضع رابع منها:

(وحدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال: سمعت بعض أصحاب عبدالله قال: قال ابن المبارك: نعم الرجل بقية، لولا أنه كان يكني الأسامي ويسمي الكنى؛ كان دهراً يحدثنا عن أبي سعيد الوحاظي؛ فنظرنا فإذا هو عبدالقدوس.

وحدثني أحمد بن يوسف الأزدي قال: سمعت عبدالرزاق يقول: ما رأيت ابن المبارك يفصح بقوله: كذاب إلا لعبدالقدوس، فإني سمعته يقول له: كذاب).

ثم قال في موضع آخر منها:

(وحدثني محمد بن عبدالله بن قهزاذ قال: سمعت أبا إسحاق الطالقاني يقول: سمعت ابن المبارك يقول: لو خيرت بين أن أدخل الجنة وبين أن ألقى عبدالله بن محرر، لاخترت أن ألقاه ثم أدخل الجنة؛ فلما رأيته، كانت بعرة أحب إلي منه).

ثم قال في موضع آخر منها:

(قال [يعني بشر بن الحكم]: وسمعت الحسن بن عيسى يقول: قال لي ابن المبارك: إذا قدمت على جرير فاكتب علمه كله إلا حديث ثلاثة؛ لا تكتب حديث عبيدة بن معتب؛ والسري بن إسماعيل؛ ومحمد بن سالم).

***************

وأختم ما تقدم عن هذا الحبر الجليل بترجمة كتبها له بعض الأئمة وهو الإمام الحافظ ابن رجب؛ فقد قال في (شرح علل الترمذي) (1/ 473 - 478) بعد تراجم بعض الأئمة:

(فهذا ما أشار إليه الترمذي من تراجم بعض أعيان الأئمة الحفاظ المقتدى بهم في هذا العلم؛ وذكر أنه ذكره على وجه الاختصار، ليُستدل به على منازلهم وتفاوت مراتبهم في الحفظ.

ونذكر بعض تراجم الأئمة الذين تكرر ذكرهم في هذا الكتاب في أثناء الأبواب، وحكي عنهم الكلام في الجرح والتعديل والعلل، ولم يذكرهم ها هنا.

(فمنهم عبد الله بن المبارك الخراساني أبو عبد الرحمن إمام خراسان الجامع بين الخلال الحسان.

قال ابن عيينة: (كان فقيهاً، عالماً، زاهداً، سخياً، شجاعاً، شاعراً).

وقال أحمد: (لم يكن في زمن ابن المبارك أطلب للعلم منه، رحل إلى اليمن، وإلى مصر والشام والبصرة والكوفة، وكان من رواة العلم، وكان أهل ذاك).

كتب عن الصغار والكبار، وجمع أمراً عظيماً، ما كان أحد أقل سقطاً من ابن المبارك؛ وكان يحدث من حفظه، لم يكن ينظر في كتاب).

وقال أيضاً: (ما أخرجب خراسان مثل ابن المبارك).

وعن الثوري قال: (ابن المبارك أعلم أهل المشرق وأهل المغرب).

وعن ابن عيينة قال: (ابن المبارك عالم المشرق والمغرب وما بينهما).

وقال ابن مهدي: (ما رأيت مثل ابن المبارك!)، فقيل له: ولا سفيان ولا شعبة؟! فقال: (ولا سفيان ولا شعبة).

وقال معتمر بن سليمان: (ما رأيت مثل ابن المبارك، نصيب عنده الشيء الذي لا يصاب عند أحد).

وقال أبو الوليد الطيالسي: (ما رأيت أجمع من ابن المبارك).

وروى ابن الطباع عن ابن مهدي قال: (الأئمة أربعة: الثوري ومالك، وحماد بن زيد، وابن المبارك).

وقال أبو إسحاق الفزاري: (ابن المبارك إمام المسلمين).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير