تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأخص بالسؤال المشتغلين بعلم الحديث ودراسته ومناهجه في المغرب.

إنما تكلمتُ لإثراء البحث ... حتى يأتي من عندهم الأهلية والكفاءة ...

وسؤالي: كيف عرفنا قيمة ابن القطان، هل بكتابه بيان الوهم والإيهام فقط؟. وهل كتاب واحد كاف لمعرفة قيمة العالم؟.

نعم، إذا كان مثل بيان الوهم والإيهام ... فيكفي في معرفة مكانة الرجل ... وعلمه ... وإقتداره من العلم الذي كتب فيه ... وقد قيل قديما: احذر صاحب الكتاب الواحد .... مع أن لابن القطان - رحمه الله - غير بيان الوهم ... وما بقي من جزء حديث عاشورا في طريقه ليرى النور - إن شاء الله - فقد جاءت الأخبار من مراكش الحمراء أن الدكتور آيت سعيد مجد في تحقيقه وفقه الله.

ثم: هل صحيح أنه لم يأت بين القرن السابع (قرن ابن القطان) والقرن الرابع عشر (قرن الغماري) ناقد غير أحمد الغماري؟.

هذه مسألة نسبية ... فلا شك في وجود مجموعة من النقاد بينهما ... ولكن تحققهم بذلك الوصف ... أقل من درجة ابن القطان ... ومجرد النقد وحده غير كاف هنا ... بل هناك عوامل أخرى توفرت لابن القطان ... وأوصاف وجدت فيه ... ؛ فقدها غالبية من جاء بعده ... ثم إن ممارسة العملية النقدية عند من وقف الباحثون على كتبهم في هذا الشأن محدودة ... ليست بسعة كتاب ابن القطان ولا تقاربه ...

ومن الناحية المنهجية: ما هي كتب أهل هاته الفترة (سبعمائة عام) لمحدثي وحفاظ المغرب التي درسناها وبحثنا فيها حتى استخلصنا هاته النظرية؟.

هذه إحدى المعضلات ... فليس هناك من المصنفات في تلك الفترة ما يضاهي كتاب ابن القطان ... حسب علم القائل الذي نقلتَ قوله ... و من تكلم إنما يحكم من خلال ما وقف عليه ... وما غاب لاصلة له به ... ولو كان شئ له مقام الوهم والإيهام ما غاب ذكره عن الجميع ... وإن وقفتَ - رعاك الله - على مصنف يضاهي كتاب ابن القطان فهاته - مشكورا - حتى نغير به فكرة القوم ...

وهل يكفي طبع كتاب لأحد العلماء حتى يصبح حافظ عصره؟.

إن كان فيه دلالة على ذلك فلم لا؟

ثم ما هي مراتب: ابن الدراج السبتي، وابن رشيد الفهري، وأبي العلاء العراقي، وأبي زيد عبد الرحمن بن عبد القادر الفاسي، وأبي العباس أحمد بن يوسف الفاسي، وعبد الله بن طاهر السجلماسي، وأحمد بن محمد المقري، وعبد الرحمن وعبد الله ابني إدريس العراقي، وحمدون ابن الحاج السلمي، وأبي حفص عمر بن عبد الله الفاسي، وأحمد بن المبارك اللمطي، وعبد الرحمن سقين العاصمي، ومحمد بن حمدون ابن الحاج السلمي، ومحمد المدني بن علي بن جلون، وجعفر بن إدريس الكتاني، ومحمد وأحمد ابني جعفر الكتاني، وعبد الحي ومحمد ابني عبد الكبير الكتاني، وأبي شعيب الدكالي، والمدني ابن الحسني، ومحمد الحجوجي، وغيرهم من الأعلام المغاربة الذين ألفوا في النقد الحديثي، أو كانت لهم يد بيضاء في نشر الحديث وعلومه؟.

أغلب من ذكرتَ - أخي الفاضل - إنما معرفتهم بالحديث من حيث استحضار قدر كبير من متونه حفظا ... واستظهار شئ من تعاريف أنواعه ... حتى مجالس شروحهم لا تتعدّى - في جملتها - ظواهر الألفاظ ... وتكرار ما في الفتح وغيره ... والعناية بالمسائل الفقهية المذهبية ... ليس دون ذلك قدر مهم يذكر ... ودعك من ابن رشيد وأبي العلاء ومن في درجتهما فقد ارتقوا درجة أعلى من باقي المذكورين ... ولكن لا تصل درجة العلامة ابن القطان ... من حيث العمق في النقد ... و التجرد الكامل في البحث ... وأكبر من ذلك أن ابن القطان؛ وصل إلى درجة التنظير في علم المصطلح ... و إلى الاستقلال بالتصحيح والتضعيف بدون اعتماد سابقة أحد من أئمة هذا الشأن ... و ... و ....

ثم هل كل ناقد للحديث محدث وحافظ؟، وما هي شروط مرتبة الحافظ التي ذكرها العلماء؟، وما فلسفتها وماهيتها؟، وهل يشترط في الحافظ أن يكون ناقدا؟، وما هو المعيار لقبول النقد وعدمه؟، وهل كل منتقد ناقد؟.

من تعنّى للإجابة على هذه الأسئلة بعلمية كاملة ... وتجرد صادق ... وعمق في البحث ... ودقة في النقد ... وإتباع لمنهجية صارمة في التحليل ... وسعة في الإطلاع على آثار القوم ... بعد تحصيل أدوات ذلك ... من أهمها: تصور تام حسن لمسائل هذا العلم ... ومعرفة كبيرة بمناهج أئمته ... فما أظنه سيبتعد في نهايته عما سبق مما نقلتَه عن الأساتذة المشار إليهم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير