ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[06 - 01 - 06, 02:43 م]ـ
وجزاك الله خيرا يا أخي العزيز
وبارك الله فيك
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[06 - 01 - 06, 10:33 م]ـ
التعريف الخامس عشر:
(يدل ما ذكر من إسناده على ... )
هذه الدلالة لا يشترط أن تكون مأخوذة من إسناد هذا الحديث بعينه، بل إن هذا بعيد.
وما زال العلماء من قديم يأخذون هذه الدلالات من أمور أخرى خارجة عن إسناد الحديث.
أخي الفاضل اعذرني، لعلي لم أفهم كلامك على الوجه الذي أردتَه.
ولكني أقول - على الاحتمالات كلها:
1 - قولك (وما زال العلماء من قديم يأخذون هذه الدلالات من أمور أخرى خارجة عن إسناد الحديث)، أقول: فما الحاجة إلى الإسناد إذن؟
إذا كانت هذه الدلالات [وأنا أفهم من كلامك هنا التعميم] تؤخذ من أمور أخرى خارجة عن إسناد الحديث، فما فائدة الإسناد؟
فلعلك أردت (بعض هذه الدلات) بدل (هذه الدلالات).
2 - أنا قلت:
الخامس عشر: هو الحديث الذي يدل ما ذُكر من إسناده، على أن كل واحد من الرواة الذين تعاقبوا على روايته: ليس من شأنه أن يكذب، أي يتعمد الخطأ، وليس من شأنه أن يقع منه الخطأ غير النادر، ولا هو مظنة أحد هذين الوصفين؛ ولم يتفرد برواية ذلك الحديث تفرداً لا يحتمل من مثله؛ ولم تخالف روايته رواية من هو – أو هم – أوثق منه؛ ولم يضطرب فيه اضطراباً دالاً على عدم ضبطه.
وقد يلحق علماء العلل بهذا النوع من الحديث أحاديث تخلفت فيها بعض الشروط المتقدمة، ولكنهم وجدوا ما يجبر الضعف الناشئ عن تخلف ذلك الشرط؛ مثل أن يخف ضبط بعض رواته ولكنهم وجدوه لم يتفرد به، بل تابعه على روايته جماعة مثله أي جماعة من العدول الضابطين ضبطاً فيه خفة.
******
فقولي (هو الحديث الذي يدل ما ذُكر من إسناده، على----) لا أريد أن الإسناد يدل بنفسه على كل هذه الأمور، وإنما الذي أريده هو أن يكون الإسناد دليلاً للعلماء والباحثين يوصلهم إلى المطلوب معرفته من حال الحديث؛ فإذا قال الناقد مثلاً: هذا الحديث إسناده يدل على ضعفه، أفيكون هذا التعبير صحيحاً أم غير صحيح؟ الذي أراه هو صحته؛ فإذا كان صحيحاً - كما أرى - فهل دل هذا الإسنادُ، على ضعف المتن، كلَّ من وقف عليه، أعني على الإسناد، أم دل على ذلك أهلَ العلم بالحديث وحدهم؟ الجواب الصحيح - قطعاً - هو الثاني.
إذن دلالة الاسناد على صحة المتن، لا تكون دلالة ذاتية أو اضطرارية بل هي دلالة بحثية نظرية، أعني أنها لا تحصل إلا بعد النظر والتفكر، أي بعد الدراسة؛ وهذه الدراسة لا تتيسر إلا لأهل العلم، ولا تحصل ثمرتها إلا بالوقوف على كل الأمور الخارجية التي لها دخل في نقد ذلك الحديث.
فالذي أردته أنا هو كون الإسناد مفتاحاً لمعرفة حال الحديث وركناً بل شرطاً من شروط تلك المعرفة.
وبعد هذا لا مانع يمنعني من تغيير العبارة إلى ما لا إيهام فيه، وسأفعل بإذن الله.
ولا يخفى عليك أني ألحقت بالتعريف شيئاً مهماً لا بد من النظر فيه ليكمل التعريف، (وهو قولي: وقد يلحق علماء العلل بهذا النوع----)؛ وأنا أعدُّ ذلك الإلحاق جزءاً من التعريف وليس شرحاً له أو استدراكاً عليه، لأني لم أقيد نفسي في هذا التعريف بطريقة المناطقة وأتباعهم، كما سبق التنبيه عليه؛ بل الذي يهمني في صياغة التعريف هو حصول أعلى مراتب الإيضاح والبيان في أخصر تعبير، وإن كان لا بد من الاقتصار على أحد هذين المطلبين - أحياناً - فإني اقتصر على المطلب الأول، وأحرص عليه ولو أوقعني ذلك في تطويل العبارة بطريقة لا يرتضيها أهل المنطق؛ فمن أراد أن ينتقد هذا التعريف، فليأخذ بنظر الاعتبار هذا الجزء من التعريف.
؛
هذا؛ ولو تكرمت ببيان قصدك بأكثر مما بينته، ثم مثلت له ببعض الأمثلة، فلعل ذلك يفتح أبواباً من النقاش المفيد بإذن الله.
حفظك الله، وبارك الله فيك.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[07 - 01 - 06, 01:31 ص]ـ
أخي الكريم
بارك الله فيك
حقيقة أنا لم أفهم كلامك هذا الفهم.
فإذا كان المقصود بالعبارة التي ذكرتها (يدل ما ذُكر من إسناده .. ) هو ما ذكرته في كلامك هنا فإن كلامي لا يَرِدُ عليك
ولكن الذي أريد أن أقوله أن فهم هذه العبارة على هذا النحو بعيد عن الذهن، فعلماؤنا كثيرا ما يقولون: كذا يدل على كذا، ويعنون أن هذه الدلالة إنما أخذت من ذات الشيء المستدل به في كلامهم، لا في أمر خارج عنه.
وأما قولك: (فإذا قال الناقد مثلاً: هذا الحديث إسناده يدل على ضعفه، أفيكون هذا التعبير صحيحاً أم غير صحيح؟ الذي أراه هو صحته)
أنا معك أن هذا التعبير من هذا الناقد صحيح، ولكن إذا تأملت في هذا الكلام أخي الكريم تبين لك أن المقصود منه أن الضعف واضح جدا في الإسناد لا يحتاج لمزيد بحث وتحر لبيانه، فهو ظاهر لأول وهلة لمن كان من أهل هذا الشأن.
ومن الأدلة على صحة كلامي أن هذا الكلام إذا استطعت أن تجده عن أحد العلماء في الكلام على حديث من الأحاديث الضعيفة فإنك لا تجده أبدا - كما أظن - في الكلام على حديث صحيح، فهل سمعت بأحد نقاد الحديث قال: (إسناد هذا الحديث يدل على صحته)؟؟؟
وإنما كان ذلك كذلك لأن الحكم بضعف الإسناد أيسر جدا من الحكم بصحته، لأن إثبات الضعف يكفي فيه وجود أي خارم من الخوارم، كالانقطاع، وكذب الراوي، أو ضعفه، وإرسال التابعي، ونحو ذلك.
أما إثبات صحة الحديث فأمر أصعب من ذلك؛ لأنه يستلزم انتفاء كثير من الأمور، وإثبات كثير من الأمور.
وعلى كل حال فاستعمال العبارات غير الموهمة في التعريفات يكون أفضل.
وأما الإلحاق الذي ذكرتَه في التعريف، فأرى أنه يدخل فيه الحديث الصحيح لغيره، والحديث الحسن لذاته، والحديث الحسن لغيره أيضا فلا يصلح أن يكون تعريفا للحديث الصحيح وحده.
إلا إذا كنت تعني بالصحيح كل ما يجوز الاحتجاج به في الشرع، فحينئذ يشمل ما ذكرته.
وجزاك الله خيرا
وبارك الله فيك
¥