جزى الله الشيخ الفاضل محمد زياد التكلة خيرا على هذا الرد القيم , وثبتنا وإياه على الإسلام والسنة.
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[09 - 03 - 06, 06:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الشيخ عبد الرحمن قائد: وجزاك خيرا.
وصلني من بعض الزملاء رسالة موجزة من الأخ الشيخ عمر بن موفق النشوقاتي الدمشقي حول المصنف، وفيها إشارات لأمور لم ترد في كلامي، وهذا كلامه بحروفه:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
وبعد: فإن كتاب المصنف للإمام الحافظ عبد الرزاق بن همام الصنعاني، المتوفى سنة (211 هـ) من أمهات كتب السنة المطهرة، التي جمعت الأحاديث والآثار الواردة في أبواب الأحكام، وقد صدر هذا الكتاب سنة 1390 هـ، محققاً تحقيقاً علمياً في المجلس العلمي بالهند، حققه العلامة المحدث الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي رحمه الله تعالى.
وقد بين المحقق في مقدمته (ص: 3) أن في النسخة التي اعتمدها نقصاً بسيطاً في أول الكتاب وفي وسطه، وأن المخطوط يبدأ بباب غسل الذراعين من أبواب الوضوء.
من هنا استغل بعض الناس هذا النقص، وادعى أن الحديث المنسوب إلى عبد الرزاق: (أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر) لابد أن يكون موجوداً في هذا النقص، لأنه لم يعثر عليه في المطبوع من المصنف، بحجة أن العلامة القسطلاني قد عزاه إلى عبد الرزاق في المواهب اللدنية (1/ 71).
فقام هذا المشار إليه بتلفيق هذا الجزء المفقود، أودع فيه هذا الحديث ومجموعة أحاديث وآثار أخرى جمعها من هنا وهناك، وأضاف إليها بعض صيغ الدعوات والصلوات على النبي صلى الله عليه وسلم، وركّب لها أسانيد إلى بعض السلف، ثم كلف من ينسخ له هذا الجزء مع بقية المجلد الأول والثاني من المصنف، مدعياً أن النسخة كتبت في بغداد المحروسة سنة (933 هـ).
ثم أرسلت النسخة إلى من تبنى طباعتها، وطبع الجزء المفقود في دبي بعنوان: "الجزء المفقود من الجزء الأول من المصنف للحافظ الكبير عبد الرزاق بن همام الصنعاني" بتحقيق: د. عيسى بن عبد الله بن محمد بن مانع الحميري، وتقديم: د. محمود سعيد ممدوح المصري.
وقبل أن أسرد الأدلة والشواهد على وضع هذه القطعة من المصنف أنوه إلى أنه قد سبقني إلى نقدها وبيان حالها الأخ الشيخ محمد زياد بن عمر التكلة، فكتب في ذلك مقالاً مطولاً، ونشره في موقع "ملتقى أهل الحديث" في الانترنت، وسرد فيه الأدلة الكافية الواضحة على افتراء هذا الجزء، إلا أنه أطال فيه النفس وشدد في العبارة، فاستأذنته في تهذيب مقالته والزيادة عليها بما يتيسر فأذن مشكوراً.
وأبين هنا أن المطلب الأول ملخصٌ في معظمه من كلام الأخ المذكور، وأما المطلب الثاني فهو من إعدادي، سائلاً المولى عز وجل أن يكتب النفع به، آمين.
المطلب الأول:
الأدلة العلمية المبينة لافتراء هذا الجزء
وهنا نتكلم في نقاط هامة:
أولاً: النسخة المعتمدة في إخراج هذا الجزء مكتوبة بخط هندي يشبه خط المطبوعات الحجرية، وفيه اصطلاحات الخط الهندي، كما يتضح من الصورة التي نشرها ابن مانع في مقدمة تحقيقه للجزء، والناسخ ادعى أن النسخة كتبت في بغداد المحروسة سنة (933 هـ)، والخبراء يعلمون أن طريقة الكتابة هندية، وليست طريقة البغداديين، ولا هي من خطوط ذلك القرن.
من أمثلة ذلك كتابة كلمة (الطاؤس) و (الملئكة) في السطرين الخامس والحادي عشر من النموذج الأول، وكتابة الحاء والغين المقطوعتين في (نجيح) و (الفراغ) في السطرين الأول والسابع من النموذج الثاني.
وقد أرفقت ها هنا صورة عن هذين النموذجين لتتضح صحة ذلك.
ثانياً: ليس في النسخة التي اعتمدها الناشر أية سماعات كما بين ذلك في مقدمة الجزء (ص: 14)، وليس في المخطوطة إسناد النسخة أيضاً، كما هو المفترض في مخطوط كهذا، ومن المعلوم لدى أهل الحديث والمشتغلين بتحقيق كتبه أنه لا يثبت المخطوط عن مؤلفه ولا يصح الاعتماد عليه إلا إذا كان مسموعاً مصححاً مقابلاً، وخصوصاً في الكتب الحديثية التي تروي الأحاديث بأسانيدها، وهذا ما تفتقده النسخة التي اعتمدها الناشر.
¥