تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وصح عن أنس رضي الله عنه، أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا خيرنا وابن خيرنا، ويا سيّدنا وابن سيّدنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس قولوا بقولكم ولا يستفزنكم الشيطان، أنا عبد الله ورسوله، وما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلنيها الله". رواه النسائي في الكبرى وأحمد وغيرهما، وصححه ابن حبان والضياء وابن عبد الهادي في الصارم المنكي وابن مفلح في الآداب وغيرهم.

وعن عمر رضي الله عنه مرفوعا: "لاتطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، فإنما أنا عبد؛ فقولوا: عبد الله ورسوله". رواه البخاري، وقال شيخه علي بن المديني: هذا حديث صحيح مسند.

قال الحميري: [وأعجب من غمز المعترض لي في اعتراضه بين فينةٍ وأخرى بالمحدث محمود سعيد ممدوح حيث اعتبرني جاهلاً في هذا الفن، وكأن العمل في المصنف عمل الدكتور محمود سعيد ممدوح، علمًا بأن سماحة الشيخ لا دخل له في تحقيق المصنف وتوثيقه لا من قريب ولا من بعيد، ولكنه استشير كما استشير غيره من أهل العلم، فطلبت منه مقدمة فتفضل بها مشكورًا ليس إلا].

قلت: بل هناك (إلا)!! وهو تغرير ممدوح بالقراء وإيهامه ثبوت النسبة وثقة المخطوط المزور، ومدحه لعملك إجمالاً (وقد تبين ما فيه!!)، مع علمه بحال أحاديثه عموماً؛ وبكلام مشايخه الشديد في الحديث الذي بُني عليه الجزء وبسببه خرج خصوصاً! مع أنه ليس من لوازم التقديم النفاق والمحاباة في الباطل وكتمان الحق!

فكان له دخل في توثيقه من قريب لا من بعيد، خلافاً لما زعم الحميري، ونحن إلى الساعة نترقب من ممدوح اعتذاراً وتراجعاً عن هذا، ولكن لا حياة لمن تنادي!

ثم ما هذه المقدمة والنتيجة في كلام الحميري؟ هو يعجب من اعتباري له جاهلاً في هذا الفن، وكأنني أعتبر العمل لممدوح!

فيُفهم من عبارة الحميري أن لو كان العمل لممدوح لكان الاتهام بالجهل في فن الحديث حقيقاً، وليس كذلك، فالعمل ليس لممدوح بل للحميري! فأسقط الحميري صاحبه من حيث أراد إنقاذه! ورحم الله القائل: لا تصحبنَّ الأحمقا .. فربما تمطى!

وإنني لا أعلم أحداً ضرَّ محمود سعيد ممدوح مثل صاحبه الحميري!

الخاتمة

* تلخص مما سبق أن ما يسمى (الجزء المفقود من الجزء الأول من مصنف عبد الرزاق) لم يتغير الحكم عليه بالوضع والتزوير، بل زاد ظهوراً وقوة.

* وأن محققه المدعو عيسى بن عبد الله بن محمد بن مانع الحميري لم يكتف بجريمة إخراجه ونشره مع التغرير بصحته، بل كتب ردًّا على سائر العلماء من شتى البلدان الذين نهضوا للتحذير من هذه السابقة في الوضع والكذب على النبي صلى الله عليه وسلم، وأسمى رده (الإغلاق على المعترضين على الجزء المفقود من مصنف عبد الرزاق)، أصرَّ فيه واستكبر وعاند.

* وتبيّن أنه بنى ردّه على أربعة أمور: التهرب المقصود، والكذب العمد، والجهل العريض، والتلبيس والتدليس.

* فظهر منه بالتهرب والتدليس فقدانه الإنصاف وعدم اكتراثه بالحق ومقدار دينه وحبه المدعى للرسول صلى الله عليه وسلّم وسنّته.

* وظهر بأنه يرتجل الكذب ولا يستحي منه مطلقاً، بل يورد من كلامه ما ينقضه بنفسه مراراً، مما يدل أنه لا يبالي بالكذب، ويصل الحال إلى أن يكذب على مراجع وكتب ويُحيل عليها إمعاناً في الكذب، ويظن أن أحداً لن يرجع وراءه!

* وظهر منه من غرائب الجهل ما يجعل من الواجب إعادة النظر في كيفية حصول هذا الجاهل بمبادئ العلم عموماً والحديث خصوصاً على الشهادات العليا فيه!

* واعترف في النهاية أن للعلماء شأناً وقواعد في الكلام على الحديث، وأن له شأناً خاصاً مع أناسٍ أولهم ابن عربي الحاتمي صاحب وحدة الوجود.

* ظهر أن جرثومة الهوى والبدعة الغالية هي السبب في وضع الجزء المفترى، وإخراجه، والإصرار عليه بالجدال الباطل، وفي ذلك عبرة للمعتبر.

وأخيراً فإنني أحمد الله الذي يسّر الردَّ على المجرم الحميري مع ضيق الأوقات، ووفَّق للذب عن سنّة الحبيب المصطفى عليه أطيب الصلوات وأزكى التحيات.

وأختم بالنصيحة للحميري وممدوح بإعلان التوبة الصادقة من هذا الجُرم العظيم، فالرجوع للحق خير من التمادي والمكابرة في الباطل، فإن فعلا (فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)، (وإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَعُودُواْ نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ).

كما أدعو من اغتر بهما أن يراجع نفسه، وينظر في أي طريق كان يُسار به، فليتركه وليتمسّك بالكتاب والسنة كما فهمهما السَّلف الصالح، فمن فعله نجا من الضلال وأهله، وإلا انزلق حيث ينزلق أربابُه في الجهل والخطأ والكذب، وليعتبر كيف يغار هؤلاء على مثل محي الدين ابن عربي والغمارية وأضرابهم بينما لا تهتز لهم شعرة في الغيرة على سنّة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ويروّجون للكذب على النبي والطعن في صحابته! والله المستعان.

اللهم اجعل هذا العمل وغيره خالصاً لوجهك الكريم، وتقبّله وارحم صاحبه يا غفور يا رحيم.

قال كاتبه محمد زياد بن عمر التُّكلة:

فرغت من كتابته ضحى الاثنين 21 جمادى الآخرة 1427 في مدينة الرياض.

(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير