موطن الداء حقاً وأعظم الخلل الكلامي والمنهجي الذي يدخل الفقه هو ما وقع من المعاصرين في زماننا ..
وبيان هذا:
أتى المعاصرون فدعوا للاجتهاد ونبذ التقليد، والأخذ من حيث أخذ الأئمة، والنظر المباشر في الأدلة، والاستئناس بأقوال الفقهاء من غير تقليد لهم ولا تقديم لهم بين يدي النظر في النص (وهذا حسن ولاشك)
الآن سيقبل القوم ليجتهدوا ..
ما آلة الاجتهاد والنظر في النص؟
الجواب: آلتان عظيمتان:
الأولى: النظر في ثبوته.
الثانية: النظر في دلالته.
ما حظ أكثر دعاة الاجتهاد المعاصرين من الآلتين؟
الجواب:
أما في منهجية ثبوت الأدلة وعدم ثبوتها تصحيحاً وتضعيفاً = فكانت بضاعتهم ما كتبه ابن حجر وقبله ابن الصلاح من قواعد للنظر الحديثي فيها من الأثر الكلامي المنطقي والخلل المنهجي والنقص الاستقرائي ما لا يمكن إنكاره إلا بنوع مكابرة.
وأما في دلالات النصوص = فبضاعتهم هي أصول فقه المتكلمين مخلوطة بأصول الأحناف بنسبة (4 - 1)،وهي كما قلنا أكثرها أصول فاسدة ..
فأقبل المجتهدون المعاصرون على الوحي يستنبطون منه بهاتين الآلتين الكسيحتين،وبإقبالهم هذا يعظم دخول الخلل الكلامي والمنهجي للفقه ..
والعجيب أنك ترى الواحد منهم ربما سمى هذا فقهاً سلفياً بينا هو ينتهي كثيراً إلى ما يخالف أكثر السلف والأئمة الأربعة بل وإلى ما لا يعرف قائل به أحياناً، ويوم يوافقهم فلم يوافقهم من حيث قالوا هم قولهم، ولهذا تعمى عليه أحياناً مآخذ أقوالهم حتى ربما جعل حجة لهم مالم يستدلوا به؛ليهون على نفسه ما يجد من جهل مآخذهم وحججهم ..
وتراه ربما التمس لنفسه سلفاً من عبارة مجملة هنا أو أثر كسيح السند هناك ..
ولو خالفهم من حيث قالوا هم ونظروا = لهان الأمر شيئاً ما ..
لكن البلاء أنه أقبل على الوحي بهذه الآلات التي لا يعرفها السلف ولا الأئمة الأربعة، وسمى هذا اجتهاداً ونظراً مجرداً في الوحي وفقهاً سلفياً، وفقه الدليل!!
ولذلك يفرحون بابن حزم والصنعاني والشوكاني حتى ولو لم يكن هذا الفرح من ظاهري المذهب، وترى الواحد منهم ولعاً بكل كتاب فيه تخريج للفروع على الأصول ككتاب ابن دقيق العيد ونحوه، ولو تأملوا في سبب ندرة هذه الكتب وقلة الأثر الأصولي في كتب الفقه عند الأمة = لعلموا من أين دب الوهن للبناء العلمي لهذه الأمة ..
فتدبر هذا؛ فإنه دقيق مهم ..
ـ[سيف بن مداني بن عمر]ــــــــ[29 - 10 - 10, 01:52 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذا الكلام الدقيق والبحث المعمق وارجع مرة اخرى واسال وليسعني صدرك شيخي
اذكر لنا أمثلة فقهية {قال بها الائمة الاربعة أو غيرهم قيل دخول الفلسفة وعلم الكلام} مخالفة لما هو مدون في أصول فقه المتكلمين فمثلا قولنا {كل أمر مجرد عن القرائن يفيد الوجوب} قضية كلية لا يمكن ولا تصح في نصوص الشرع وان صحت في بعض جزئياته فهل هذا ما تقصده بغض النظر عن صحة هذا المثال؟ بمعنى أنك تريد افهامنا أن تقنتن الاصول بالقواعد الكلية {المشابهة للمنطق الرياضي} غير صالحة للنصوص الشرع؟ ومن هنا دخل الخلل فنصوص الشرع و كيفية وضعه وطبيعة التشريع تختلف عن القوانين الكلية والمبادئ السببية وبارك الله فيك وجزاك خيرا ونفعنا بك وادخلك الله الجنة بلا حساب ولا عذاب محبكم سيف بن مداني الجزائري
ـ[أبو عبد الله التميمي]ــــــــ[13 - 11 - 10, 04:58 م]ـ
أبا فهر، وفقكم الله وسددكم ..
وهل من إلماحة عن أثر القرائن في فقه الأئمة؟؟
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[13 - 11 - 10, 05:09 م]ـ
أبا فهر = الكتب التي خرجت على الفروع على الأصول، وهنٌ في الأصل؟!
أرجو توضيح الفكرة.
ـ[عامر احمد الاحمد]ــــــــ[15 - 11 - 10, 09:57 م]ـ
كل عام وأنتم إلى الله أقرب
محبكم عامر