ـ شُرِح متنُ الورقات قديما، و اعتُنِيَ به كثيرا، و شَرْحُه لا يزال ممتدا إلى عصرنا هذا.
ـ أول من شرحه من العلماء: الإمام ابن الصلاح رحمه الله، و شرحه معروف، و هو نسخة خطية بالجامع الكبير الغربي لصنعاء اليمن.
ثم تتابع العلماء على شرح الكتاب.
(ترجمة المؤلف)
الفائدة 2
علمه و ثناء العلماء عليه:
ـ نعت الامامُ الذهبيُّ "الجُوَيْنيَّ" في السِّيَر فقال:
(إمام كبير، شيخ الشافعية، و هو إمام الحرمين، أبو المعالي، عبد الملك بن الإمام أبي عبد الله أبي محمد بن عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن يوسف الجويني له تصانيف عديدة، و سَمِعَ من علماء عدة)
ـ مدحه السمعاني بقوله:
"كان أبو المعالي إمام الأئمة على الاطلاق، مُجْمَعا على إمامته شرقا و غربا لم تر العيون مثله! "
ـ تفقه على والده، توفي أبوه و لأبي المعالي عشرون سنة.
فدرّس مكانه، و عمره 20 سنة!، فكان يناظر، و كان حاذقا في الشافعية، و هو من أصحاب الوجوه عندهم.
خوضه في علم الكلام:
ـ و بدأ بأن تبحر في علم الكلام، و قرأ فيه كثيرا، ثم رجع إلى ما عليه العامة من العقيدة المأخوذة من الوحي دون الخوض في علم الكلام.
ـ صرح بأمور توافق المعتزلة، حتى قال المازري و هو يشرح رسالة للشافعية: (وددت لو مسحتها بيدي).
توبته من الخوض في علم الكلام:
ـ قال رحمه الله: (قرأت 50 ألفا (أي ورقة)، ثم خلّيت على أهل الاسلام بإسلامهم، و علومهم الظاهرة، و ركبت البحر الخضم، و غصت في الذي نهى عنه أهل الاسلام، كل ذلك في طلب الحق، و كنت أهرب في سالف الدهر من التقليد، والآن فقد رجعت إلى كلام الحق، عليكم بدين العجائز!، فإن لم يدركني الحق بلطيف بره، فأموت على دين العجائز، و يختم عاقبة أمري عند الرحيم على كلمة الاخلاص (لا إله إلا الله)، فالويل لابن الجويني!!).
ـ كان رأسا من رؤوس الأشاعرة في تأويل الصفات، ثم ألف رسالة اسمها (العقيدة النظامية) رجع فيها عن التأويل إلى مذهب الحق. ذكر ذلك الذهبي في السير،و شيخ الاسلام، وابن القيم في أعلام الموقعين.
و لكن بقيت بضاعته في الحديث شحيحة.
قال الذهبي: (كان هذا الإمام مع فرط ذكائه و إمامته في الفروع و أصول المذهب و قوة مناظرته لا يدري الحديث كما يليق به لا متنا و لا سندا)
تصانيفه:
ـله كتب كثيرةخدم بها مذهب الشافعية و علم الأصول منها:
1ـ نهاية المطلب في المذهب.
2ـ و الشامل في أصول الدين.
3ـ البرهان في أصول الفقه (مطبوع).
4ـ غياث الأمم في مسائل الإمامة ....
(أبو هَمّام: ذكره الشيخ سعيد أرسلان باسمه التام في إحدى محاضراته هكذا: غياث الأمم في التياث الظُلَم).
وفاته
ـ توفي رحمه الله سنة 478 هـ في 25 ربيع الآخر.
(مقدمات في أصول الفقه)
الفائدة 3
تعريف موجز لعلم أصول الفقه:
ـيُعَرّف باعتبار مفرديه و يعرّف باعتباره عَلَماً مركبا.
ـأصبح هذا العلم مصطلحا، رديفا لعلم الفقه و علم المصطلح .. و هذا باعتباره عَلَمًا.
ـ هو عبارة عن المناهج و الأسس التي تبين الطريق و توضحه للفقيه الذي يجب عليه أن يلتزمه في استخراج الأحكام من أدلتها.
ـ و يكون في البحث عن الأدلة الإجمالية: الكتاب و السنة و القياس، مباحث الكتاب الكلية: العام و الخاص و الناسخ و المنسوخ و المطلق و المقيد ....
ـ يبحث في أصول الأدلة.
الفائدة 4
الفرق بين الأصول و الفقه
الأصول: يكون في البحث عن الأدلة الإجمالية.
أما الفقه: فيبحث في الأحكام الشرعية العملية المأخوذة و المستنبطة من أدلتها التفصيلية.
مثال: (حكم الأكل و الشرب في نهار رمضان) حكم عملي مأخوذ من دليل كلي.
الفائدة 5
الفرق بين وظيفة الأصولي و الفقيه
هو أن الفقيه يأخذ هذه القواعد و الأدلة التي أغناه عن التوصل إليها الأصولي و يطبقها على الجزئيات.
الفائدة 6
موضوع أصول الفقه
هو الأدلة الإجمالية الموصلة إلى الأحكام الشرعية العملية و اختلاف مراتبها و كيفية استثمار الأحكام الشرعية منها على وجه كلي:
1ـ نعرف الأدلة الكلية المجملة
2ـ ثم نعرف أقسام هذه الادلة
3ـ ثم نعرف مراتب هذه الأدلة أيهما يقدم على الآخر
4ـ ثم نعرف كيف نستثمر استنباط الأحكام العملية من خلال هذه الأدلة الكلية.
الفائدة 7
حكم تعلم علم أصول الفقه
ـ فرض كفاية شأنه كشأن علم المصطلح و علم التخريج و علم اللغة و علم التفسير .....
ـ و مَثَلُ أهلِ هذه العلوم كمَثَلِ الأطباء! إذا لم يكن في البلد أطباء، كانت الأبدان عليلة، فكذلك إذا لم يكن في البلد علماء كانت الأديان عليلة.
ـ يقول أبو بكر الوراق: (الناس ثلاثة: أمراء و علماء و فقراء، فإذا فسُد الأمراء فسُدت المعيشة، و إذا فسُد الفقراء فسدت الأخلاق، و إذا فسد العلماء فسد الدين!!)
ـ قد يتعين على آحاد من الناس تعلم هذا العلم إذا وجدوا القدرة و الشوق و الرغبة في هذا العلم ليسقطوا الفرض عن غيرهم.
ـ إذا فقدت الأمة علماءها فقدت مكانتها و عزّها!!
¥