فلفظُ مَنْ في عاقل و لفظ ما ... في غيره و لفظُ أيّ فيهما
و لفظ أين و هو للمكان ... كذا متى الموضوعُ للزمان
و رابعُ الأنواع لا إذ تعملُ ... في النكراتِ إذ عليها تدخل
لكان أولى و أسبك.
ـ[أبو همام عبد الحميد الجزائري]ــــــــ[26 - 06 - 09, 07:01 م]ـ
الفائدة 157
ثم قال رحمه الله:
79ـ ثم العمومُ أُبْطِلَتْ دعواهُ ..... في الفعل بل و ما جَرَى مَجْرَاهُ
يعني رحمه الله أن الأفعال ليس فيها عموم، و لكن فيها إطلاق، 1 ـ مثاله: سها النبي صلى الله عليه و سلم فسجد، هل هذا عام في كل سهو؟
الجواب: لا، ليس عاما، حصل منه السهو و السجود فقط، و لذلك كل فعل فإنه لا يدل على العموم.
2ـ مثال آخر: سافر فقصر
، لا يدل على العموم، لا يدل على أنه في كل سفر يقصر.
و لذلك إذا قلت: قام زيد فكتب.
هل يدل على أنه كلما قام كتب؟
الجواب: لا، لكن لو قال:
كلما سها سجد.
فإنه يدل على العموم من " كلما "، فصار الفعل المجرد لا يدل على العموم، لكن يدل على الإطلاق.
الفائدة 158 ماالفرق بين الاطلاق و العموم؟
و الفرق بين الإطلاق و العموم من وجهين:
1ـ أن الإطلاق يعم جميع الأفراد على سبيل البدل، و العموم يعم جميع الأفراد على سبيل الشمول.
أمثلة المطلق:
1ـ مثال ذلك إذا قلت: أكرم طالبا.
فأخذت واحدا من الطلبة، فأكرمته فهذا يكفي عن الجمع، أخذت اليوم زيدا، و قال غدا: أكرم طالبا.
فأخذت عمرا. يصح هذا، الآن شمل زيدا و عمرا و جميع الطلبة على سبيل البدل، يعني: نأخذ واحدا بدل الجميع، لا تكرم جميع الطلبة.
2ـ مثال آخر:
لو قلت: خذ هذه عشرة دراهم أكرم بها طالبا. فجاء الرجل، و قال: أنا سوف أقسم هذه الدراهم على الجميع، هل له ذلك؟
الجواب: لا، ليس له ذلك، إذن يكرم واحدا فقط، أي واحدا يعطيه العشرة، لأن هذا مطلق.
أمثلة العام:
و إذا قلت: لا تكرم فاسقا.
فقام الرجل و أكرم فاسقا، فإنه يكون مخالفا، لأن هذا عام فيشمل كل من كان فاسقا.
ـ نحن قد قلنا في المثال الأول: أكرم طالبا. و قلنا: إنه إذا أكرم طالبا من الطلبة حصل المقصود و لكن لو قال: لا تهن طالبا. فقام، و أهان بعض الطلبة، فإنه يكون مخالفا، فإن قال:
أنا لم أهن جميع الطلبة، فيقال له: لأن هذا عام، و العموم يتناول جميع أفراده على سبيل الشمول، و الإطلاق يعم جميع الأفراد على سبيل البدل، فبينهما فرق.
2ـ الفرق الثاني بين العام و المطلق أن المطلق لا يستثنى منه، إذا قلت: أكرم طالبا إلا زيدا.
لا يصح هذا، إذا أردت أن أقول: أكرم طالبا إلا زيدا.
أقول: أكرم طالبا، و لا تكرم زيدا.
أما أن أقول: لا تكرم الطلبة إلا زيدا.
فإن هذا لا يصح، لأن الإطلاق لا يتناول إلا واحدا، و الواحد لا يستثنى منه واحد، و لكن لو قلت:
لا تكرم الطلبة إلا زيدا. فإنه يصح، لأنه استثناء من عموم.
و الخلاصة الآن أن الأفعال ليس فيها عموم، و لكن فيها إطلاق، و لكن إطلاق المؤلف ليس مرادا، فإنه إذا قام الدليل على أن الفعل للعموم أخذنا به،لكن لا نأخذه من الصيغة، نأخذه من القرينة، فإذا وجدت القرينة التي تدل على أن هذا الفعل للعموم أخذنا بها، و إلا فإن الأصل أن الفعل للإطلاق، و الإطلاق لا يشمل.
الفائدة 159
قوله (و ما جرى مجراه)
أي ما جرى مجرى الفعل، و هي قضايا الأعيان فهي لا تفيد العموم، كالأحكام مثلا، و غيرها، حكم النبي صلى الله عليه و سلم لرجل على رجل في شيء معين، هذا لا يعم كل صورة تقع، لأن هذا جار مجرى الأفعال، فهو قد يكون لمعنى اقتضاه.
و مثال ذلك: قضى النبي صلى الله عليه و سلم بالشفعة للجار، فإن هذا لا يعم كل جار، لاحتمال خصوصية في ذلك الجار.
و أيضا: استدبار النبي صلى الله عليه و سلم للكعبة في قضاء الحاجة، قال بعض أهل العلم:
هذه قضية عين، لا تقتضي العموم، من ثم قالوا: لا نستدل بها على أنه يجوز أن يستدبر الكعبة في البنيان.
الفائدة 160 الخلاصة
ألفاظ العموم هي أربعة أنواع:
1ـ المفرد المعرف بـ أل
2ـ الجمع المعرف بـ أل
3ـ الأسماء المبهمة.
4ـ النكرات في سياق النفي.
*****************************
انتهى باب العام بحمد الله
******************************
سنشرع قريبا أحبتي في الله في باب الخاص ثم المطلق و المقيد ثم أنواع التخصيص، حيث سنتم الشريط الرابع و نشرع في الخامس بإذن الله ......
فنكون قد أتممنا نصف الشرح و أشرفنا على الانتهاء بحمد الله.
اللهم بارك لنا في هذه المذاكرة الطيبة و أمدنا بعونك و توفيقك.
لا حول لنا و لا قوة إلا بك .....
اللهم وفقنا لإتمام هذا الشرح كتابة و قراءة و حفظا و فهما و عملا في صحة و خير و عافية لي ولجميع إخواني الكرام ...
اللهم وفقنا لما تحب و ترضى ....
اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما نافعا و عملا صالحا متقبلا برحمتك يا أرحم الراحمين ....
اللهم ارض عنا و عن سائر إخواننا في ملتقى أهل الحديث و عن جميع إخواننا المسلمين في مشارق الأرض و مغاربها.
¥