فالجواب: أن العبد و الفرس لم يأت فيهما حديث عام، يدل على أن الزكاة تجب في العبيد، فأصل العبيد ليس فيهم زكاة، و أصل الفرس ليس فيها زكاة، فخرج منها ذلك الذي يعده الإنسان لنفسه فليس فيه زكاة، لكن الذهب و الفضة فيهما زكاة في الأصل، فمن الذي قال:
إن كون الإنسان يقتنيها لنفسه يسقط الزكاة.
ثم إن قياسها على الفرس و العبد و الثوب و ما أشبه ذلك قياس متناقض.
كما بينا ذلك في رسالتنا الصغيرة حجما الكبيرة معنى (وجوب زكاة الحلي ـ من كلام الشيخ العثيمين رحمه الله).
ـ[أبو همام عبد الحميد الجزائري]ــــــــ[24 - 06 - 09, 11:17 م]ـ
الفائدة 151
سبق أن قلنا: إن "من" من أسماء الشرط، و هي للعاقل، و "ما" كذلك من أسماء الشرط، و هي لغير العاقل.
قال تعالى: (من يعمل سوءا يجز به) النساء/123. فـ"من" هنا شرطية للعاقل.
و قال تعالى: (و ما تفعلوا من خير يعلمه الله) البقرة/197.
فـ"ما" هنا شرطية لغير العاقل.
الفائدة 152
و قول المؤلف (و لفظ أي فيهما)
أي: في العاقل و غير العاقل، و مثاله قوله تعالى: (أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى) الإسراء /110.
و "أي" هنا لا شك أنها في العالم، و يقولون: لا تقل في العاقل بالنسبة لله عز وجل، و بل قل للعالم، لأنه موصوف بالعلم، و لا يوصف بالعقل.
الفائدة 153
قوله رحمه الله:
و لفظ أين و هو للمكان ... كذا متى الموضوع للزمان
و في هذا البيت إشارة إلى النوع الثالث من المبهمات من الأسماء، و هو أسماء الاستفهام، فكل أسماء الاستفهام للعموم.
مثال ذلك:
من يقوم؟ من اسم استفهام يفيد العموم، لأنه إذا قام أي واحد صح.
و ضرب المؤلف رحمه الله مثالا بـ"أين" للمكان و "متى" للزمان، و مثال "أين" قول النبي صلى الله عليه و سلم للجارية: أين الله؟.
فهذا استفهام عن مكان الله.
قالت الجارية: في السماء.
أهل التحريف قالوا: أين الله؟ يريدون أين ملك الله؟
هذا الرسول صلى الله عليه و سلم يخاطب امرأة جارية يقول:
أين الله؟ و يريد أين ملك الله؟
على كل حال "أين" يستفهم بها عن المكان.
فإذا قلت: أين زيد؟ تقول: في المسجد، في البيت، إلى غير ذلك.
يعني أين هو من الرجال، أين هنا: بمعنى (من) و يقال أين المكان على سبيل التجوز.
الفائدة 154
و قوله رحمه الله (كذا متى الموضوع للزمان)
أي: أن متى"تأتي ليستفهم بها عن الزمان)
تقول: متى يأتي زيد؟ فتقول: غدا.
و قال رجل للنبي صلى الله عليه و سلم: متى الساعة؟
يسأل عن زمانها، قال صلى الله عليه و سلم:
(إذا ضيعت الأمانة، فانتظر الساعة).
و ليعلم أن (متى) أيضا تأتي اسم شرط، و مثالها: متى تقم نذهب.
و بناء على هذا فإن قول المؤلف رحمه الله:
و كل مبهم من الأسماء، يشمل أسماء الشرط و أسماء الاستفهام و الأسماء الموصولة، و هي الذي للمفرد المذكر، و التي للمفردة المؤنثة، اللتان و اللذان للمثنى المذكر و المؤنث، و الذين لجمع الذكور، و اللائي لجمع الإناث، فكل الأسماء الموصولة تفيد العموم، قال الله تعالى:
(و الذي جاء بالصدق و صدّق به أولئك هم المتقون) الزمر/33.
فقوله (الذي) مفرد، و الخبر جمع (أولئك هم المتقون).
فدل ذلك على أن الأسماء الموصولة كلها حتى المفرد منا تفيد العموم، و هذا هو النوع الثالث من أنواع العموم.
الفائدة 155
ثم بين المؤلف رحمه الله النوع الرابع بقوله:
78ـ و لفظ لا في النكرات ثم ما ... في لفظ من أتى بها مستفهما
قوله (و لفظ لا في النكرات)
هذا هو النوع الرابع من أنواع العموم، و أتى بالمثال، لأن "لا" للنفي، و "النكرات" هو المنفي، و على هذا فكل نكرة دخلها النفي فهي للعموم، و لهذا قال العلماء: النكرة بعد النفي للعموم.
ـ و مثل "لا": "ما" سواء باشر النكرة النفي نحو: ما أحد قائما، أو باشر عاملها نحو: ما قام أحد.
الفائدة 156
و قوله (ثم ما في لفظ من أتى بها مستفهما)
قد علمت مما تقدم أن "ما" الاستفهامية ليس هذا موضعها، فكان يجب على الناظم أن يذكرها قبل لا في النكرات، كما لا يخفى إذ هي من الأسماء المبهمة التي هي من القسم الثالث، فذكره لها هنا غير مناسب كما نبهنا عليه، ففي كلامه رحمه الله قصور، فلو قال:
و كل مبهم من الأسما كما ... مَنْ و أي حيث كل عمَّا
¥