فالخاص ليس به عموم أبدا، و التخصيص وارد على العموم، لكنه لما ذكر الخاص ذكر التخصيص استطرادا، لأن التخصيص هنا أليق من كونه في باب العام، لكن لو جعله في باب العام لكان أوضح، فيقول مثلا: باب العام، ثم يذكره، ثم يقال: و يخصص العام بكذا و كذا.
الفائدة 164
تعريف التخصيص
قوله (و القصد بالتخصيص): يعني الذي يقصد بالتخصيص.
قوله (تمييز بعض جملة فيها دخل): يعني إخراج بعض أفراد العموم من العموم، هذا هو التخصيص، و قال بعضهم: إخراج ما لولاه لدخل في العموم.
يعني: إخراج بعض الجملة التي دخل فيها هذا التخصيص.
الفائدة 165
أمثلة على التخصيص
إذن التخصيص وارد على العموم:
مثال: فإذا قلت: أعتق رقبة مثلا، ثم قلت: أعتق رقبة مؤمنة، فهذا تخصيص، لكنه يسمى بالمعنى الخاص تقييدا.
مثال: و إذا قلت: أكرم الرجال، فهذا عام، ثم قلت لك: إلا زيدا، و زيد منهم، هذا تخصيص، أخرجنا بعض أفراد العموم من الحكم.
مثال: و هذا موجود بكثرة في القرآن، قال تعالى: (و العصر. إن الإنسان لفي خسر. إلا الذين آمنوا) العصر /1ـ3.
فكلمة الانسان عام، كل إنسان لفي خسر، و قوله (إلا الذين آمنوا) هذا تخصيص.
إذن التخصيص وارد على العموم، و هو إخراج بعض أفراد العام، أو إن شئت فقل: إخراج ما لولاه لدخل في الكلام.
الفائدة 166
82ـ و ما به التخصيص إما متصل ...... كما سيأتي آنفا أو منفصل
يعني: التخصيص يكون على وجهين:
الوجه الأول: تخصيص متصل.
الوجه الثاني: تخصيص منفصل.
فالمخصص الذي به التخصيص إما أن يكون متصلا بالعام، أو منفصلا عنه.
الفائدة 167
أمثلة التخصيص بنوعيه
مثال التخصيص المتصل:
فقوله تعالى: (و العصر. إن الانسان لفي خسر. إلا الذين ءامنوا) هذا تخصيص بقوله تعالى (إلا الذين ءامنوا) أخرجناه من الإنسان بشيء متصل.
مثال التخصيص المنفصل:
وإذا قلت (إن الانسان خلق هلوعا) المعارج/19.و راح الكلام، ثم قلت: إن المؤمن ليس بهلوع، هذا تخصيص منفصل.
.................................................. .يتبع
ـ[أبو همام عبد الحميد الجزائري]ــــــــ[04 - 07 - 09, 09:17 م]ـ
أحبتي في الله، بقي 12 بيتا لإكمال باب الخاص و التخصيص الذي يعد من أطول الأبواب في شرح الورقات، و الأبواب الباقية أقل منه بكثير بحمد الله فأبشروا ....
سنعرف في المجلس القادم:
1ـ أنواع التخصيص المتصل: بالشرط، و بالوصف، و بالاستثناء ....
2ـ و سنعرف أمثلتها ...
3ـ و سنكتشف شروط الاستثناء الخمسة:
أـ أن يكون ممن تكلم بالعموم! ما معنى هذا؟؟
ب ـ ألا يكون منفصلا؟
ج ـ و لم يكن مستغرقا لما خلا؟
د ـ و النطق مع إسماع من بقربه؟
ه ـ و قصده من قبل نطقه به؟
4ـ سنعرف أيضا ما يجوز في الشرط و الاستثناء.
5ـ و نعرف أيضا المطلق و المقيد، و متى يحمل المطلق على المقيد؟ و مدى تعلق ذلك بالسبب و الحكم؟
و هل اتفق العلماء في كل ذلك قولا واحدا؟؟
6ـ ثم ندلف إلى أقسام التخصيص:
ـ تخصيص الكتاب بالكتاب.
ـ تخصيص القرآن بالسنة
ـ و تخصيص السنة بالسنة
ـ و تخصيص السنة بالقرآن.
ـ هل يخصص القرآن و السنة بالإجماع؟
ـ و هل يخصصان بالقياس.
ما رأي المؤلف و ما رأي الشارح؟ في كل هذا؟
ثم نختمها إن شاء الله بفائدة طيبة جدا!!
حينها نتم باب الخاص، و ننتقل إلى باب المجمل و المبين، حيث نحاول إتمام الشريط الخامس لنشرع في السادس ....
و النهاية قريبة بإذن الله ....
فابقوا معنا إخوتي الكرام ....
وفقني الله و إياكم لكل خير ...
ـ[أبو همام عبد الحميد الجزائري]ــــــــ[13 - 07 - 09, 02:37 م]ـ
نتابع بعون الله و توفيقه ...
الفائدة 168
ثم قال المؤلف رحمه الله:
83ـ فالشرط والتقييد بالوصف اتصل .. كذاك الاستثنا و غيرها انفصل
1ـ التخصيص بالشرط تخصيص بمتصل.
2ـ و التخصيص بالوصف تخصيص بمتصل.
3ـ و التخصيص بالاستثناء تخصيص متصل.
ـ هذه 3 أشياء: الشرط و الوصف و الاستثناء.
ـ التخصيص بها تخصيص بمتصل.
الفائدة 169
مثال التخصيص بالشرط
أن تقول: أكرم القوم إن أكرموك.
لو أخذنا بالجملة الأولى دون قولنا: إن أكرموك، لكان الإكرام عاما سواء أكرموك، أو لم يكرموك.
فلو قلنا: إن أكرموك، خصصنا بالشرط.
¥