(باقون على الدرب بعون الله و توفيقه!!!)
ـ[أبو بكر التونسي]ــــــــ[22 - 12 - 09, 12:00 ص]ـ
بارك الله فيك يا أباهمام ووفقك
نحن في الإنتضار ...
ـ[أبو همام عبد الحميد الجزائري]ــــــــ[23 - 12 - 09, 02:00 م]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل أبا بكر، و أعتذر مرة أخرى على التأخر، الذي كان فوق إرادتي و الله المستعان .....
حياكم الله إخوتي الأفاضل ... عود على بدء ....
نواصل بعون الله و توفيقه .....
لا زلنا في الشريط السادس و توقفنا بالضبط في الدقيقة34 و 10 ثواني، و كنا قد أكملنا باب النسخ بحمد الله، و وضعنا عليه خلاصة صغيرة .....
و الآن ....
سنشرع بعون الله في دراسة باب التعارض بين الأدلة و الترجيح ....
قال المؤلف رحمه الله:
*باب في التعارض بين الأدلة و الترجيح*
الفائدة 251
قال رحمه الله:
123 ـ تعارضُ النُّطْقينِ في الأحكام .... يأتى على أربعةِ أقسامِ
قوله رحمه الله:
تعارضُ النطقين، المرادُ به الكتابُ و السنة، لأن القرآن كلامُ الله، و قد قال الله عنه: (هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق) الجاثية: 29. المراد بالكتاب في الآية القرآن، و السنة نطق النبي صلى الله عليه و سلم.
يقول رحمه الله في هذا البيت:
إن التعارض يأتي على أربعة أقسام، بينها بقوله:
الفائدة 252
124 ـ إما عموم أو خصوص فيهما ... أو كلُّ نطق فيه وصف منهما
125 ـ أو فيه كلٌّ منهما و يعتبر ... كلٌّ من الوصفين في وجه ظهر
بين رحمه الله في هذين البيتين الأقسامَ الأربعة و هي:
القسم الأول: التعارض بين عامين.
القسم الثاني: التعارض بين خاصين
القسم الثالث: التعارض بين عام و خاص مطلق
القسم الرابع: التعارض بين عام و خاص من وجه
هذه هي أقسام التعارض الأربعة، ثم قال رحمه الله:
الفائدة 253
126 ـ فالجمعُ بين ما تعارضا هنا ... في الأَوَّلَيْن واجبٌ إن أمكنَا
127 ـ و حيث لا إمكان فالتوقُّفُ ... ما لم يكن تاريخُ كلٍّ يعرفُ
128 ـ فإن علمنا وقت كلٍّ منهما ... فالثانِ ناسخٌ لما تقدّما
طيب!
إذا تعارض عامّان أو خاصّان وجب الجمع بينهما،
1ـ إذا تعارض عامان:
فإذا ورد في القرآن على سبيل المثال:
(ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا و الله ربّنا ما كنّا مشركين) الأنعام: 23
و ورد فيه:
(و لا يكتمون الله حديثا) النساء: 42.
يعني: المشركين، فهذان عامان، فكيف نعمل؟؟
نقول: يجب أولا الجمع، فإن لم يمكن الجمع رجعنا إلى التاريخ إن علمنا المتأخر فهو الناسخ، و إن لم نعلم فالترجيح، و إن لم يكن ترجيح وجب التوقف.
2 ـ إذا تعارض خاصان:
و خاصين مثل: أن يرد نص (أكرم زيدا) و نص آخر (لا تكرم زيدا).
هذا تعارض:
أ ـ فإذا أمكن الجمع، و قيل إن المعنى: أكرم زيدا إن اجتهد، أو: لا تكرم زيدا إن أهمل .... وجب الجمع!
ب ـ و إذا لم يمكن، عَمَلْنا بالمتأخر.
ج ـ فإذا لم يمكن فالراجح.
د ـ و إن لم يمكن فالتوقف.
و هذا معنى قوله:
و حيث لا إمكان فالتوقُّفُ ... ما لم يكن تاريخُ كلٍّ يعرفُ
فإن علمنا وقت كلٍّ منهما ... فالثانِ ناسخٌ لما تقدّما
(وقت كل منهما) أي التاريخ.
هذا الذي ذكرناه بين العامين مطلقا، و بين الخاصين مطلقا، أما القسم الثالث فقال رحمه الله:
.................................... يتبع بعون الله و توفيقه
ـ[أبو بكر التونسي]ــــــــ[23 - 12 - 09, 07:51 م]ـ
وفقك الله أبا همام وسدد خطاء
لعلي أبدأ في التنكيت على ما تتفضل به من الشرح تباعا حتى لا يبعد العهد.
الفائدة 251
قال رحمه الله:
123 ـ تعارضُ النُّطْقينِ في الأحكام .... يأتى على أربعةِ أقسامِ
قوله رحمه الله:
تعارضُ النطقين، المرادُ به الكتابُ و السنة، لأن القرآن كلامُ الله، و قد قال الله عنه: (هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق) الجاثية: 29. المراد بالكتاب في الآية القرآن، و السنة نطق النبي صلى الله عليه و سلم.
فوائد في مطلع هذا الفصل:
- التعارض: تقابل الدليلين على سبيل الممانعة.
- الترجيح: تقوية أحد الدليلين على الآخر.
- التعارض محله الظنيات، فلا تعارض بين قطعيين سواء كانا سمعيين أو عقليين أو مختلفين وهذا محل اتفاق لأنه يلزم منه اجتماع النقيضين، ولا تعارض أيضا بين قطعي وظني لأنه متى ما وقعت المعارضة قدم القطعي فلا يرفع الظنُ اليقينَ.
د ـ و إن لم يمكن فالتوقف.
التوقف ليس مسلكا للأمة وإنما هو للأفراد فلا يلزم الأمة التوقف.
يوضح هذا المعنى أن عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - توقف في الجمع بين الأختين من الإماء لقول الله تعالى "أو ما ملكت أيمانكم" ولقوله جل وعلا "وأن تجمعوا بين الأختين" - وهذا يصلح مثالا للقسم الأول وهو التعارض بين عامين- فالآية الأولى عامة تشمل الأختين والثانية عامة تشمل الحرائر والإماء، فقال رضي الله عنه "أحلتهما آية وحرمتهما آية" ولم يقض بشيء لكن غيره رجح التحريم اعتمادا على قاعدة أن الأصل في الأبضاع التحريم ولأن المدلول عليه في مضانه مقدم على المدلول عليه في غير مضانه، فآية النساء نص في بيان المحرمات بينما الآية الأخرى جاءت في سياق الإمتنان فهي ليست مضنة للأحكام.
والله أعلم
¥