[أرجو الجواب؟]
ـ[مرتضى ابوزيد]ــــــــ[20 - 10 - 08, 09:52 م]ـ
Question سؤال: هل من المهم أن يتوسع دارس اللغة العربية في البحث اللغوي ليعرف المتفق عليه من المختلف فيه بين النحاة والصرفيين واللغويين علما بأن الأعم الغلب مختلف عليه بين المدارس النحوية أم ينتقل إلى فن آخر من الفنون بعد تمكنه من النحو والصرف بحيث يستطيع أن يقيم لسانه ويتجنب الخطأ ويصرف وقته فيما فيه فائدة؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - 10 - 08, 12:47 ص]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
واضح من كلامك أنك تقصد بسؤالك ما ينبغي دراسته لطالب العلوم الشرعية.
فاعلم يا أخي الفاضل أن المهم لطالب العلوم الشرعية معرفة تصحيح المعاني والمقاصد، وليس فقط تصحيح الألفاظ والعبارات؛ فأهم شيء لطالب العلم أن يكون عنده ملكة في فهم كلام العرب حتى يسبق إلى قلبه المعنى المراد من الكلام عند سماعه، ومن تعمق في دراسة خلافيات النحو دون التمرس في كلام العرب لم يزده النحو إلا بعدا عن الفهم الصحيح.
والتمرس في كلام العرب يكون بكثرة الاطلاع على كلام الفصحاء وإدمان النظر في أقوالهم وأخبارهم وأشعارهم حتى تحصل له هذه الملكة المطلوبة في فهم الكلام.
ومن الخطأ أن يظن طالب العلم أن دراسته للعربية تتوقف عند حد ليبدأ في دراسة الفنون الأخرى؛ بل الصواب أن يجعل للعربية قسطا من وقته بين الفينة والفينة ليتوسع فيها، لا سيما وكثيرا ما تقابل الدارس للفنون الأخرى مسائل لغوية تحتاج إلى نظر وبحث وفحص وتدبر، وهذا كثير في التفسير والحديث والفقه.
واعلم يا أخي الكريم أن أكثر الاختلافات بين أهل العلم إنما هي في فهم الدليل، وليست في معرفة الدليل، فيقل أن تجد مسألة مختلفا فيها بين أهل العلم سببها خفاء النص الوارد فيها عن بعضهم، والأكثر أن يكون الاختلاف سببه اختلافهم في فهم الدليل، وهذا يدل على أن ملكة الفهم من أهم الأمور لطالب العلم؛ حتى يكون مثل الصحابة في الملكة اللغوية، وهذا لا شك أنه بعيد جدا، ولكن المقصود أن يحاول الإنسان الاقتراب منه قدر الإمكان.
واعلم أيضا أن قولك (الأعم الأغلب مختلف عليه) فيه نظر؛ فإن أكثر المسائل اللغوية والنحوية اتفاقية، ومعظم الخلافات في مسائل نظرية تعليلية لا ينبني عليها عمل، مثل أسباب الرفع والعوامل ونحوها.
وقولك (ويصرف وقته فيما فيه فائدة) يلوح منه أنك تحسب أن علوم اللغة لا فائدة منها، وهذا من أكبر الأخطاء التي يقع فيها طلبة العلم، بل قد ذكر غير واحد من العلماء أن أكثر ضلال من ضل عن منهج سلف الأمة في العمل والاعتقاد إنما كان بسبب البعد عن معرفة لغة العرب.
ـ[أبو يوسف المالكي]ــــــــ[21 - 10 - 08, 02:22 ص]ـ
إعلم - أخي مرتضى - وفقنا الله وإياك - أن العربية نحوَها وصرفها وبلاغتها، شعرَها ونثرها، مما لا ينفك العالم بله الطالب عن دراسته وسبر أغواره حتى يأتي أمر الله!
وكما قال الأستاذ أبو مالك فلا حد لفن العربية يقف عنده الطالب ويقول حسبي. وإذا تتبعنا المباحث اللغوية التي يتناولها المفسرون والأصوليون والفقهاء والمحدثون نجد أن الدرجة المطلوبة عسيرة التحصيل في زماننا هذا.
وألفية ابن مالك وحدها تحتاج إلى ختمات وختمات بشروح وحواش مختلفة حتى تملك زمامها.
عليك بقسط راتب من العربية في مسيرة طلبك للعلم، وأتمثل بهذه الأبيات حاثا لك على ذلك:
النحو زين للفتى - يكرمه حيث أتى
من لم يكن يعرفه - فحقه أن يسكتا
إن البيان كاسمه بيان - دل على ما قلته العيان
وكيف يرتقي إلى البيان - من ليس ذا نحو ولا بيان
ـ[مرتضى ابوزيد]ــــــــ[21 - 10 - 08, 12:20 م]ـ
جزى الله خيرا الأستاذ أبامالك وأبا يوسف لكن فى الحقيقة ما كنت أقصده هو ما أشار إليه ابن الجوزي في صيد الخاطر حين بين أن من طلبة العلم من يشتغل بفن متعمقا في جميع مسائله (أهل الحديث) وطرق الروايات ولا يدري شيئا عن الفقه ولا القراءات ولا التفسير ... الخ
ونحن الآن بين أنواع من العلوم والفنون هي من وسائل الدعوة بمكان ولا تحتاج فقط إلا إلى قراءة وفهم كما الحال في الإعجاز العلمي للقرآن والسنة فهل يترك المرء هذه الوسائل العصرية ويعيش مع خلافات بائدة كما ينشغل البعض بدراسة الخلافات بين الفرق الإسلامية فى الوقت الذي جدّت فيه وسائل وعلوم هي للدعوة إلى الإسلام أجدى من دراسة هذه الخلافيات التى لا يعرف عنها الغربي ولا الشرقي شيئا.
وأنا في الحقيقة لا أهون من قيمة دراسة اللغة بمختلف علومها لكن أنظر إلى الأهم في هذه المرحلة، والأجدى.
إخواني: والله يحزننى كثيرا أن أجد في كتب العقيدة المؤلفة حديثا طرحا واسعا للمسائل بين الفرق التي بادت وبادت معها أصولها العقدية فما الفائدة إذن من بعث هذه الأفكار ولو على سبيل التحذير. أليس قد ثبت عن الأئمة أن الشبهة لا تحكى إلا إذا كانت منتشرة؟ وهذه الشبهات غير معروفة لدى عامة المسلمين.
فأنا اعتبر الانشغال بدقيق المسائل وعويصها في اللغة ـ دون إقامة اللسان، ومداومة الاطلاع على كلام العرب ـ من هذا الجنس الذي يصرف عن الأهم خصوصا في عصرنا هذا. وأظن ان هذا من التكلف الذي أمرنا باجتنابه، أو التشدق الذي يخالفه سلوك المؤمن.
وفق الله الجميع ومعذرة للإطالة
¥