تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ماذا دهى الناس؟! ..]

ـ[أبو طعيمة]ــــــــ[30 - 11 - 08, 02:07 م]ـ

مَاذا دَهَى النَّاسَ حَتَّى لا وَفَاءَ لهمْ = مَنْ يُوقَ شَرًّا فَقَدْ وَافَاهُ إِحْسَانُ

إِنْ قُلْتَ صِدْقًا فَقَدْ آذَيْتَ أَكْثَرَهُمْ = أَوْ لُذْتَ بالصَّمْتِ قَالُوا المَرْءُ حَيْرَانُ

يَسْتَعْجِبُونَ وما حالي بِذِي عَجَبٍ = لَكِنَّ قَوْمًا لأَهْلِ الشَّرِّ أَعْوَانُ

يَسْتَقْبِحُونَ مِنَ الإِحْسَانِ أَحْسَنَهُ = ويَحْسَبُونَ بِأَنَّ الذَّمَّ إِحْسَانُ

فِيهِمْ مُرُوؤَاتُ مَنْ لا يُعْطِيَنَّ يدًا = وَفِيهِمُ الحَزْمُ حَيْثُ الحَزْمُ خِذْلانُ

وَفِيهِمُ الرَّأْيُ مَكْنُونٌ بِهِ خَطَلٌ = وَلَيْسَ فِيهِمْ لِحُسْنِ الرَّأْيِ إِمْكَانُ

وَيَرْقُبُونَ مُرُورَ الدَّهْرِ في شَغَفٍ = عَسَى يَكُونُ بِمَرَّ الدَّهْرِ أَحْزَانُ

فَإِنْ رَأَوْكَ بِحَالٍ قَدْ تُسَرُّ بِهَا = مَنُّوا النُّفُوسَ بِأنَّ الدَّهْرَ خَوَّانُ

ـ[الكهلاني]ــــــــ[30 - 11 - 08, 06:07 م]ـ

بارك الله فيك يا أبا طعيمة وجزاك خيرا.

وَفِيهِمُ الحَزْمُ حَيْثُ الحَزْمُ خِذْلانُ

أخشى أنك أردت أن تذمهم فمدحتهم, وقد تأملته مرارا فلم أحسبه إلا مدحا فتأمله. وقد أكون مخطئا في فهمه والله أعلم.

واعلم أن الشاعر قد يؤتى من حيث لا يحتسب فيمدح الرجل وهو يرى أنه يذمه.

واسمع هذه القصة العجيبة الطريفة قال الجاحظ في الحيوان:

"قال سعيد بن سَلْم: لما قال الأخطلُ بالكوفة: أخطأ الفرزدقُ حين قال:

أبَني غُدَانةَ إنني حَرّرْتُكُمْ ... فوهبتكم لعَطيّةَ بن جِعالِ

لولا عَطِيَّةُ لاجتَدَعْتُ أُنُوفكُمْ ... منْ بينِ ألأم أعْيُنْ وَسِبَالِ

كيف يكون قد وهبهم له وهو يهجوهم بمثل هذا الهجاء؟ قال: فانبرى له فتى من بني تميم فقال له: وأنتَ الذي قلتَ في سويد بن منجوف:

وما جِذْعُ سَوْءٍ رَقق السُّوسُ جَوْفَه ... لِمَا حَملَتْهُ وائلٌ بمطيق

أردت هجاءه فزعمتَ أنّ وائلاً تعصبُ به الحاجات، وقَدْرُ سويد لا يبلغ ذلك عندهم، فأعطيْتَه الكثيرَ ومنعتَه القليلَ.

وأردتَ أن تهجوَ حاتمَ بنَ النعمانِ الباهليّ، وأنْ تصغِّرَ شأنه، وتَضَعَ منه، فقلتَ:

وسَوّدَ حاتماً أنْ ليس فيها ... إذا ما أُوقدَ النيرانُ نارُ

فأعطيتَه السُّودَدَ من قيس ومنعتَه ما لا يضرُّهُ.

وأردت أن تمدح سِماك بن زيد الأسدي فهجوتَه فقلت:

نِعم المجيرُ سِماكٌ من بني أسَدٍ ... بالطَّفِّ إذْ قَتَلْتَ جِيرانَهَا مُضرُ

قد كنتُ أحسِبَهُ قَيْناً وأُنْبَؤُه ... فاليومَ طُيِّرَ عن أثوابه الشرَرُ

وقلتَ في زُفرَ بنِ الحارث:

بني أمَيّة إني ناصحٌ لكُمُ ... فلا يَبيتَنَّ فيكُمْ آمِناً زُفَرُ

مُفْتَرِشاً كافتراش الليث كلْكلَهُ ... لوَقْعَةٍ كائن فيها لكم جزَرُ

فأردت أن تُغْري به بني أُمَيّةَ فوهّنْتَ أمرهم، وتركتَهُمْ ضُعفاءَ ممتَهَنِينَ، وأعطيتَ زُفَرَ عليهم من القوةِ ما لم يكنْ في حسابه."

وفي الشعر والشعراء أن سويد بن منجوف لما بلغه بيت الأخطل قال:"هجوتني بزعمك فمدحتني، لأنك جعلت وائلا حملتني أمرها، وما طعمت في بني تغلب منها! "

وفي الأغاني أن سماكا الأسدي قال للأخطل:"يا أخطل أردت مدحي فهجوتني, كان الناس يقولون قولا فحققته" وذلك لأن قوم سماك كانوا يسمون القيون.

ولما بلغ بيت الأخطل هذا بعض العرب قال:"لو أردت المبالغة في هجائه ما زدت على هذا"

ولما سمع عطية بن جعال بيتي الفرزدق قال:"ما أسرع ما رجع أخي في عطائه."

لأنه قال:"من بين ألأم أعين وسبال" فكيف يكون أعتقهم من الهجاء وهذا قوله فيهم!!!

والله أعلم وجزاك الله خيرا.

ـ[أبو طعيمة]ــــــــ[01 - 12 - 08, 10:07 ص]ـ

جزاك الله خيرا أخي الكهلاني على ما تتحفنا به دوما من فرائد الاستدلالات في اللغة و الشعر .. أما عن كون البيت في باب المدح وليس في الذم فلعلي أختلف معك فيه .... لأني أردت أن الحزم لا يكون معهم إلا في ما يخذلونك فيه فهم أشد الناس في عقد الحزم على خذلانك، وهذا لا شك أنه مقذع في حقهم ... إلا إذا كان لا يُفهم هذا المعنى من البيت أو أن تركيبة البيت لم تلامس هذا المعنى بالكامل فالخطأ مني و الله أعلم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير