تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[لحن القول , د. عبدالعزيز الحربي]

ـ[أبو خباب المكى]ــــــــ[22 - 11 - 08, 04:00 ص]ـ

حاجَة وحوائج

اللغويون والجموع في نبأ عظيم، فالمقيس فيها كثير، والمسموع كثير، وفيها النادر، والقليل والشاذ، وما جاء على صيغة الجمع وهو مفرد، وما جاء على صيغة من صيغ المفرد وهو في معنى الجمع، وفيها ما يجمع على صيغة جمع القلة وهو كثير، وما جمع على صيغة الكثرة وهو قليل .. ومما اختلفوا فيه أو أنكروه، جمع مشكلة على مشاكل، ومدير على مدراء، وصبور ونحوه جمعا مذكرا سالما، وكذلك لفظ كثير؛ لأنه يستوي في المذكر والمؤنث، ولم يسمع كثيرون .. ومن ذلك جمع حاجة على حوائج، قال الحريري في (درَّة الغواص): (ويقولون في جمع حاجة: حوائج فيوهمون فيه ... والصواب أن يجمع في أقل العدد على حاجات كقول الشاعر:

وقد تخرج الحاجاتُ يا أمَّ مالك كرائمَ من ربٍّ بهن ضنين

وأن يجمع في الكثرة على حاجٍ، مثل هامة وهام) وسبقه المبرّد إلى ذلك، وقَبْلَه الأصمعي، وكان يقول: هو مولّد، وتبعهم في ذلك أصحاب القياس، ورأي الأكثر أنه سماعي، وفي ذلك شواهد من شعر الشعراء الأقحاح، كالشماخ، والأعشى، والفرزدق، وهميان بن أبي قحافة، وتروى في ذلك أحاديث مرفوعة، وآثار موقوفة، ولعلّ أصحَّها إسنادا حديث: (ولا تقضوا عليها – أي: على الطرق – الحوائج) ومن مشهورها: (إن لله عبادا خلقهم لحوائج الناس) ولأبي عمرو بن العلاء وابن الأعرابي وابن خالويه إنشادات، وأثبتها الخليل في العين، وابن دريد في الجمهرة، وابن جني في اللمع، وابن السكيت في كتابه الألفاظ، وقال الجوهري: (هو كثير في كلام العرب) وقال الزبيدي في التاج: (وهو رأي الأكثر) ومن هؤلاء من يقول: حوائج جمع حائجة، ثم انقسموا إلى قسمين، فقال فريق منهم: حائجة هو المفرد إلا أنه لم تنطق به العرب، وقال فريق آخر: بل نطقت به، ولم يوردوا شاهدا على ذلك، ويكفي فيه نقل الإثبات كأبي عمرو بن العلاء، قال رحمه الله: يقال: في نفسي حاجة وحائجة وحوجاء، والجمع حاجات وحوائج وحاج وحِوَج. فظهر بهذا أن لفظ (حوائج) صيغة صحيحة نقلا صحيحا، وأن فرسان النصوص إذا جالت في ميادين الكفاح طارت رؤوس المقاييس في مهابِّ الرياح.

ـ[أبو خباب المكى]ــــــــ[22 - 11 - 08, 04:02 ص]ـ

بَسْ!!

في محفل جمع صفوة من أهل العلم والفضل في لجنة إصلاح ذات البين بمكة شاركت فيه بكلمة (وكِلْمةٌ بها كلامٌ قد يُؤَم) ونبهت على شيء من لحن القول، استحسنه من كان بالحضْرة، وقلت: إنه ضربٌ من إصلاح ذات بين الكلم والمنطق، فقال أوسطهم: فما معنى كلمة (بَس) وقد أوردتها في كلامك؟ فقلت تظرّفًا: الصّواب فيه كسر الباء، أشير إلى معنى آخر سيأتي ذكره، وأوجز ههنا ما قيل في هذه اللفظة من مسوّدات كتبتها من قبل:

قال المجدُ في القاموس: (بَسْ: بمعنى حَسْب، أو هو مسترذل) فقال الزبيدي: متمِّما: كذا قاله ابن فارس. ولم أجده لابن فارس في (المقاييس) ولا في (المجمل) ثم قال: (وقد صححها بعض أئمة الغة، وفي الكشكول للعاملي عن بعض أئمة اللغة أنها فارسية، وليس للفُرْس في معناها كلمة سواها، وللعرب كلمات كثيرة، منها: حسب، وبَجَل، وقَطْ، ومنها: أمسك، واكفف، وناهيك، و مَهْ، ومهلا، واقطع، واكتف) ورجَّح المجمعيون فارسيتها، ولا أعلم مسوغات ترجيحهم، فالنقول متكافئة، والمادة عربية، وفي الألفاظ ما هو مشترك بين اللغات، وهو أصل في كل منها، لم ينقله أحد عن أحد، لاسيما حكاية الأصوات، والألفاظ ذات الحرفين والثلاثة. و (البَس) بفتح الباء: الهِرّ، والأنثى: بَسَّة، بفتح الباء أيضا لا بكسرها، كما نلفظه اليوم، فهول لحن باتفاق، والجمع: بِساس، بالكسر. وأما (بِس) بالكسر – ولا يكون إلا مكرّرا – فهو دعاء للغنم وزجر للإبل، ويجوز فيه فتح الباء وضمها أيضا، والظاهر أن سينه مخففه، وأما مادة (بَسَسَ) فمن مواد القرآن، ومنه (وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسّاً)، أصله من: بسَّت الأفعى إذا انسابت مسرعة. وصفوة القول: أن (بَس) بمعنى حَسْب، كقولنا: فقط، عربية فصيحة في الأرجح، ومن أمثلة العامّة المشهورة: كلَّما أقول: يا رب توبة، يقول الشيطان: بسّ النَوبة.

ـ[أبو خباب المكى]ــــــــ[22 - 11 - 08, 04:03 ص]ـ

البَحرُ المالحُ!!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير