ـ[عبدالعزيز البرجس]ــــــــ[13 - 12 - 08, 04:38 ص]ـ
ألا تنوب الحروف بعضها عن بعض؟ (بشكل عام)
ـ[أبو قصي]ــــــــ[16 - 12 - 08, 06:00 م]ـ
ومالصيحيح: (اعتذر عن الحضور) أو (اعتذر عن عدم الحضور) وهل يستقيم المعنى في كلتا الجملتين السابقتين؟
وجزاكم الله خيراً
كلاهما صحيحٌ؛ فيجوز لك أن تقولَ:
1 - (اعتذر عن عدم الحضور، وعن ترك الحضور، وعن أن لَّم يحضر، وعن الغياب)، كما هو الأصلُ.
2 - و (اعتذر عن الحضور) تريدُ أنه (اعتذر عن تركِ الحضور)؛ فتحذف المجرورَ، وتُنيبُ ما أضيفَ إليه مُنابَه، للقرينة المعنوية، والحالية، والاستعمالية الغالبة.
والعربُ ممَّا تحذفُ بعضَ الكلامِ اتّكالاً على فَهم السامعِ، وعِرفانِه المحذوفَ بالقرائن؛ فربَّما حذفت ما هو دَليلُ النفيِ، كالمثالِ السالفِ. ومن شواهده قولُ النابغة الذبيانيّ:
فإني لا أُلامُ على دخولٍ ... ولكنْ ما وراءَك يا عصامُ
قال الأعلمُ الشنتمريُّ في شرح ديوانه:
(يريدُ: لا ألامُ على ترك الدخول عليه).
وقالَ قيس بن رفاعة:
أنا النذيرُ لكم مني مناصحةً ... كي لا ألامَ على نهي وإنذار
أراد: كي لا ألام على تركِ نهيٍ.
وثمَّ شواهدُ أخرى غيرُ هذه.
وربَّما حذفت غيرَ دليلِ النفي ممَّا يتعدَّى إليه الفِعلُ بالجارِّ، أو بنفسهِ؛ قالَ تعالى: ((واسأل القريةَ)) أي: أهل القرية. وتقولُ: سلَّمت على الديارِ. تريدُ: أهل الديار. وكلُّ ذلكَ من المجازِ بالحذفِ.
ونظيرُ هذا ممَّا تتجوّز فيهِ العربُ اعتمادًا على فَهم السامعِ بالأصلِ، وتمكنّه أن يردَّ الكلامَ إلى موضعه = قلبُها أطرافَ الكلامِ؛ مثلُ جعلها الفاعلَ مفعولاً، والمفعولَ فاعلاً، كما قالَ الشاعر:
مثل القنافذ هدّاجون قد بلغت ... نجران، أو بلغت سوآتِهم هجرُ
يريدُ: قد بلغت سوآتُهم هجرَ.
وما قيس على كلامِ العربِ فهو من كلامها.
ـ[بلال اسباع الجزائري]ــــــــ[16 - 12 - 08, 11:47 م]ـ
جزاكم الله خيرا.