تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والعظماء قال الله عزّ وجلّ: (إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) وقال: (إنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بَقَدَرٍ) وعلى هذا الإبتداء خوطبوا في الجواب فقال تعالى حكايةً عمن حضره الموت: (رَبّ ارجعون لَعَلّي أعْمَلُ صالحاً فيما تَرَكت) ولم يقل رَبّ ارجعن.

(إنما الكلام أربعة) قال أبو محمد: قال أبْرَوِيزُ لكاتبه في تنزيل الكلام: (إنما الكلام أربعة: سؤالكَ الشيء، وسؤالك عن الشيء، وأمرك بالشيء، وخبرُك عن الشيء، فهذه دعائم المقالات إن التُمس إليها خامِسٌ لم يوجد، وإن نَقَصَ منها رابع لم تتم، فإذا طَلَبْتَ فأسْجح، وإذا سألت فأوْضِحْ، وإذا أمَرْتَ فاحْكِمْ، وإذا أخْبَرْتَ فخفق)

وقال له أيضاً: (وأجمع الكثير مما تريد في القليل مما تقول) _يريد الإيجاز_ وهذا ليس بمحمود في كل موضع، ولا بمختار في كل كتاب، بل لكل مقام مقال، ولو كان الإيجاز محمودًا في كل الأحوال لجرَّده الله تعالى في القرآن، ولم يفعل الله ذلك، ولكنه أطال تارةً للتوكيد، وحَذَفَ تارةً للإيجاز، وكَرَّر تارة للإفهام، وعِلَلُ هذا مستقصاةٌ في كتابنا المؤلف في (تأويل مُشْكِلِ القرآن)، وليس يجوز لمن قام مقاماً في تحضيض على حرب، أو حَمَالة بدم، أو صلح بين عشائر أن يُقَلِّلَ الكلامَ وَيَخْتَصِرَهُ، ولا لمن كتب إلى عَامَّةٍ كتاباً في فتحٍ أو استصلاحٍ أن يُوجِزَ، ولو كتب كاتب إلى أهل بلد في الدعاء إلى الطاعة والتحذير عن المعصية كِتَابَ يَزِيدَ بن الوليد إلى مَرْوَان حين بلغه عنه تَلَكّؤُهُ في بيعته (أمَّا بعد فإني أرَاكَ تُقَدِّمُ رِجْلاً وَتُؤَخِّرُ أُخْرَى فَاعْتَمِدْ على أيتهما شئت والسلام) لم يَعْمَلْ هذا الكلام في أنْفُسها عملَهُ في نفس مَرْوَان ولكن الصواب أن يُطِيل ويُكَرِّر ويُعِيدَ ويُبْدِىءَ ويُحَذِّرَ ويُنْذِرَ.

ـ[أبو الفرج المنصوري]ــــــــ[05 - 06 - 09, 06:02 م]ـ

(ما تُخطيئ فيه العامة وتسميه على غير اسمه)

قال أبو محمد:

من ذلك (أَشْفَارُ الْعَيْنِ) يذهب الناس إلى أنها الشّعَرُ النابت على حروف العين وذلك غلط إنما الأشفار حروف العين التي ينبت عليها الشعر والشَّعْرُ، الشَّعَرُ هو الهُدْب

وقال الفقهاء المتقدمون: في كل شُفر من أشفار العين رُبْعُ الدية يعنون في كل جَفْن وَشُفْر كل شيء: حَرْفه وكذلك شَفِيره ومنه يقال: (شَفِيرُ الوادي) (وشُفْرُ الرَّحم) فإن كان أحد من الفصحاء سَمَّى الشعر شُفْرا فإنما سماه بمَنْبِتِه "والعرب تسمِّى الشيء باسم الشيء إذا كان مجاوراً له أو كان منه بسبَبٍ"

وقال أيضًا:

وَمن ذلك (حُمَةُ العقرب وَالزُّنبور) يذهب الناس إلى أنها شَوْكَةُ العقرب وَشَوكة الزنبور التي يَلْسعان بها وذلك غلط إنما الحُمَةُ سمُّهما وضَرُّهما وكذلك هي من الحية لأنها سم ومنه قول ابن سيرين (يكره التِّرْياق إذا كان فيه الحُمَة) يعني بذلك السم وأراد لُحوم الحيَّات لأنه سم

ومنه قوله: (لا رُقْيَة إلا من نَمْلَة أو حُمَة أو نَفْس).

وقال أيضًا:

ومن ذلك (الحِشْمَة) يضعها الناس موضع الإستحياء قال الأصمعي: وليس كذلك إنما هي بمعنى الغضب وحكى عن بعض فصحاء العرب أنه قال: (إن ذلك لممَّا يُحْشِمُ بني فلان) أي: يغضبهم

وقال أيضًا:

ومن ذلك (الْقَافِلَةُ) يذهب الناس إلى أنها الرُّفْقَة في السفر ذاهبةً كانت أو راجعةً وليس كذلك إنما القافلة الراجعة من السفر يقال: قَفَلَتْ فهي قافلة وَقَفَلَ الجُنْدُ من مَبْعَثهم أي: رَجَعوا ولا يقال لمن خرج إلى مكة من العراق قافلة حتى يَصْدُروا.

وقال أيضًا:

وَمن ذلك (المأتَمُ) يذهب الناس إلى أنه المصيبة ويقولون: كنا في مأتَمٍ وليس كذلك إنما المأتم النساء يجتمعن في الخير والشر والجمع مآتِمُ والصواب أن يقولوا: كنا في مَنَاحة وإنما قيل لها مَنَاحة من النَّوَائح لتَقابلهن عند البكاء.

ـ[سعيد يوسف الأثري]ــــــــ[06 - 06 - 09, 08:26 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك أخي الكريم فاختيارك صائب وجمعك موفق

ـ[أبو الفرج المنصوري]ــــــــ[08 - 06 - 09, 04:21 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك أخي الكريم فاختيارك صائب وجمعك موفق

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير