تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[العسر واليسران]

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[31 Jan 2005, 08:11 م]ـ

قال تعالى ((فإن مع العسر يسرا إن مع العسر عسرا إن مع العسر يسرا)) --الشرح6

هل التكرار الحاصل في هذا المقام للتوكيد أم هو كلام مستأنف لمعنى جديد؟؟

أميل إلى كون العسر واحد وهو الضيق الذي كان المسلمون عليه في مكة وكلنا قرأنا السيرة ونعرف كم كانت ظروف المسلمين عسيرة.

وأن اليسر يسران لوروده نكرة غير مرتبط بأل التعريف----- قد يكون أحدهما دنيويا والثاني أخرويا--ويدعم هذا الرأي ما ورد مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم ((لن يغلب عسر واحد يسرين)) وما ورد في الموطأ» «أن أبا عبيدة بن الجراح كتب إلى عمر بن الخطاب يَذْكُر له جموعاً من الروم وما يُتخوف منهم فكتب إليه عمر: «أما بعد فإنه مهما ينزل بعبد مؤمن من منزل شدة يجعل الله بعده فرجاً وإنه لن يغلب عسر يسرين».

بقيت نقطة---فقد ذكر الزمخشري أن (إن مع العسر يسرا) ذكرت مرة واحدة في مصحف إبن مسعود --ولست أرى ذلك فلا وجود لتعليل مناسب لذكرها مرة واحدة عنده--ولا يستقيم ذلك عندي , لقول إبن مسعود ((لن يغلب عسر واحد يسرين)) إذ كيف يصدر منه هذا القول وفي مصحفه ذكرت الآية مرة واحدة؟؟


الله اكبر

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[31 Jan 2005, 10:09 م]ـ
أرجو منك أخي جمال أن تقرأ كلام ابن عاشور هذا في بيانه لوجه التكرار، ثم تبين لنا موقفك منه؛ لأن هذا مما له صلة باهتماماتك البلاغية. قال رحمه الله:

(وجملة: {إِنَّ مَعَ ?لْعُسْرِ يُسْراً} مؤكدة لجملة: {فَإِنَّ مَعَ ?لْعُسْرِ يُسْراً} وفائدة هذا التأكيد تحقيق اطراد هذا الوعد وتعميمه لأنه خبر عجيب.
ومن المفسرين من جعل اليسر في الجملة الأولى يسر الدنيا وفي الجملة الثانية يسر الآخرة وأسلوب الكلام العربي لا يساعد عليه لأنه متمحض لكون الثانية تأكيداً.
هذا وقول النبي صلى الله عليه وسلم «لن يغلب عسر يسرين» قد ارتبط لفظه ومعناه بهذه الآية. وصُرح في بعض رواياته بأنه قرأ هذه الآية حينئذ وتضافر المفسّرون على انتزاع ذلك منها فوجب التعرض لذلك، وشاع بين أهل العلم أن ذلك مستفاد من تعريف كلمة العسر وإعادتها معرفة ومن تنكير كملة «يسر» وإعادتها منكَّرة، وقالوا: إن اللفظ النكرة إذا أعيد نكرة فالثاني غير الأول وإذا أعيد اللفظ معرفة فالثاني عين الأول كقوله تعالى: {كما أرسلنا إلى فرعون رسولاً فعصى فرعون الرسول} (المزمل: 15، 16).
وبناء كلامهم على قاعدة إعادة النكرة معرفة خطأ لأن تلك القاعدة في إعادة النكرة معرفة لا في إعادة المعرفة معرفة وهي خاصة بالتعريف بلام العهد دون لام الجنس، وهي أيضاً في إعادة اللفظ في جملة أخرى والذي في الآية ليس بإعادة لفظ في كلام ثان بل هي تكرير للجملة الأولى، فلا ينبغي الالتفات إلى هذا المأخذ، وقد أبطله من قبل أبو علي الحسين الجرجاني في كتاب «النظم» كما في «معالم التنزيل». وأبطله صاحب «الكشاف» أيضاً، وجعل ابن هشام في «مغني اللبيب» تلك القاعدة خطأ.
والذي يظهر في تقرير معنى قوله: «لن يغلب عسر يسرين» أن جملة: {إِنَّ مَعَ ?لْعُسْرِ يُسْراً} تأكيد لجملة {فَإِنَّ مَعَ ?لْعُسْرِ يُسْراً}. ومن المقرر أن المقصود من تأكيد الجملة في مثله هو تأكيد الحكم الذي تضمنه الخبر. ولا شك أن الحكم المستفاد من هذه الجملة هو ثبوت التحاق اليسر بالعسر عند حصوله، فكان التأكيد مفيداً ترجيح أثر اليسر على أثر العسر، وذلك الترجيح عبر عنه بصيغة التثنية في قوله: «يسرين»، فالتثنية هنا كناية رمزية عن التغلب والرجحان فإن التثنية قد يكنى بها عن التكرير المراد منه التكثير كما في قوله تعالى: {ثُمَّ اْرجِعِ البَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ البَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ} (الملك: 4) أي ارجع البصر كثيراً لأن البصر لا ينقلب حسيراً من رَجعتين. ومن ذلك قول العرب: لَبَّيْك، وسَعْدَيك، ودَوَاليك» والتكرير يستلزم قوة الشيء المكرر فكانت القوة لازِمَ لازِممِ التثنية وإذا تعددت اللوازم كانت الكناية رمزية.
وليس ذلك مستفاداً من تعريف {?لْعُسْرِ} باللام ولا من تنكير «اليسر» وإعادته منكراً.) انتهى

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[31 Jan 2005, 10:28 م]ـ
الأخ العبيدي

لقد قرأته قبل أن أكتب مشاركتي--ولكن لا أعرف ما أقول لك ---إنه كما ينتج أخي بعد صلاة الإستخارة--فأجد قلبي قد مال مع هذا المفسر أو ذاك--ولا أقول بالهوى--إنما بعد تمحيص الاقوال لا أستطيع مقاومة توجه قلبي مع قول دون آخر--واضح أنه قائل بالتكرار ورأيه له وجاهته--ولكنه لم يزحزحني عن رأيي فحاول أنت

ثم خبرني---هل أنت مع قول الكشاف بأن إبن مسعود ذكرها في مصحفه غير مكررة؟؟

ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[31 Jan 2005, 10:59 م]ـ
للفائدة: الحديث الذي اشرتما إليه " لن يغلب عسرٌ؛ يسرين " ورد مرفوعاً وموقوفاً بأسانيد كلها ضعيفة , وإليك بيانها مختصراً:
المرفوع جاء من حديث ابن مسعود رواه الطبراني في الكبير (10/ 85) وفي اسناده ابو حمزة ميمون الأعور ضعيف , وضعف اسناده ابن حجر في الفتح.
وجاء ايضاً من حديث أنس بن مالك رواه الطبراني في الأوسط (2/ 145) والحاكم في المستدرك (2/ 280) وغيرهما وفي اسناده عائذ بن شريح ضعفه الهيثمي في مجمع الزوائد.
ومن حديث جابر ذكره ابن حجر في الفتح وضعفه (9/ 730)
وجاء ايضاً من مرسل الحسن البصري رواه عبد الرزاق في تفسيره وابن جرير والحاكم.
ومن مرسل قتادة رواه الطبري في تفسيره.
كما روي موقوفاً على ابن مسعود من عدة طرق كلها منقطعة أو ضعيفة انظر الفتح (9/ 730)
وجاء موقوفاً على عمر عند مالك في الموطأ من طريق منقطع , وموقوفاً على ابن عباس في معاني القرآن للفراء باسناد ضعيف.
وقال الحاكم في المستدرك: صحت الرواية عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب. اهـ ولم أقف على اسانيدهما , والحاكم مشهور بتساهله فالله أعلم.
للفائدة راجع: السلسلة الضعيفة للألباني رقم (4342)
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير