تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الاستعاذة معان وفوائد واحكام]

ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[07 Dec 2004, 02:53 م]ـ

هل يسمح لي مشايخي الكرام إرسال رسالة بهذا العنوان لكي يرشدوني وينصحوني، وهذا من باب العرض على العلماء، ارجو القبول من أجل إرسال الرسالة، وجزاكم الله خيرا.

ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[07 Dec 2004, 03:43 م]ـ

(أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)

معان، وفوائد، وأحكام

تأليف

إسلام منصور عبد الحميد

المقدمة

الحمد لله ـ والصلاة والسلام على رسول الله – صلى الله عليه وسلم - وبعد.

هذه هي رسالة في معان وفوائد وأحكام الاستعاذة، وهي جزء من مشروع كتاب في التفسير سميته

(فتح الوهاب بمعان وفوائد وأحكام كلام رب العباد).

وسأبذل جهدي بإذن الله – سبحانه وتعالى - أن تتابع هذه الرسائل الواحدة ردف الأخرى حتى يكتمل الكتاب بأخر سورة في القرآن، سورة الناس.

ومنهجي في هذا الكتاب يفهم من خلال عنوانه، فسأعرض فيه الآية، ثم معاني المفردات، ثم المعني الإجمالي، ثم الفوائد والعبر، ثم الأحكام الشرعية المتعلقة بالآية.

وقد يقول قارئ هذه الرسالة بعد قراءتها: أنك لم تتعرض لمباحث كثيرة في الاستعاذة، كأوقات الاستعاذة وأنواعها، أو أنني لم أذكر بعض الأحكام العقدية كالاستعاذة من الجن.

فأقول:- أن المقصود بالاستعاذة التي في أول القراءة هي قولك " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " وهذا ليس له علاقة بأنواع الاستعاذة وأوقاتها، ومما يدل على ذلك أنني ما وجدت أحداً ذكر هذه المباحث في كتب التفسير مما وقفت عليه في هذا الموطن، وإنما ذكروه في مكانه، كما في سورة الأحقاف، والجن وغيرها من المواطن.

وأخيراً:

فأسأل الرحمن – سبحانه وتعالى – أن ينفعني بهذا العمل، يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

وأسأل الرحمن أن يجعله

خالصا له وأن يقبله

وأسأل كل مشايخي وإخواني، إذا رأوا تصويباً في أيِّ عمل أعمله ألا يتباطئوا في نصحي وإرشادي، فلن يجدوا بإذن الله سبحانه وتعالى إلا قبول النصح، وتصويب الخطأ، والاتفاق في وجهات النظر، طالما توفر الإخلاص عند كل من الطرفين، والحرص على مشاعر كل طرف للطرف الآخر، وعدم التعصب بالرأي، وعدم اتهام النيات، إلى آخر الآداب التي ذكرتها في كتاب النصيحة.

إذا وجدت عيبا فسد الخللا قلَّ من لا عيب فيه وعلا

وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

أولا: معاني المفردات

? تأويل قوله: (أَعُوذُ).

(عوذ) [العين والواو والذال أصلٌ صحيح يدلُّ على .... الالتجاء إلى الشَّيء، ثم يُحمَل عليه كلُّ شيء لصق بشيءٍ أو لازَمَه.]

[فقوله: «أعوذ» مشتق من العَوْذ، وله معنيان]:

• أحدهما: [الالتجاء والاستجارة]، و [التحيز إلى الشيء، على معنى الامتناع به من المكروه]

ومن الأمثلة العربية التي تشهد لهذا المعنى:

1 - [يقال: عذت بفلان واستعذت به؛ أي لجأت إليه، وهو عياذي؛ أي ملجئي].

2 - وفي حديث حذيفة: [تُعْرَضُ الفتنُ على القلوب عَرْضَ الحصير عُوداً، عُوداً] بالدال، قال ابن الأَثير: وروي [بالذال المعجمة] كأَنه استعاذ من الفتن.

• والثاني: [الالتصاق].

ومن الأمثلة العربية التي تشهد لهذا المعنى:

1 - [يقال: «أطيب اللحم عوذه» وهو ما التصق منه بالعظم]، [قال ثعلب: قلت لأَعرابي: ما أَطيب اللحم؟ قال: عُوَّذُه].

2 - ويقولون لكلِّ أنثى إذا وضعت: عائذ. وتكون كذا سبعةَ أيّام، وإنّما سمِّيت لما ذكرناه من ملازمة ولِدها إيّاها، أو ملازمتها إيّاه.

3 - وناقة عائذ: عاذ بها ولدها.

4 - ومُعَوَّذُ الفرس: موضع القلادة.

? تأويل قوله: مِنَ الشَّيْطَانِ

الشيطان واحد الشياطين

وله ثلاثة معان:

• أولها وهو أصحها: البعيد.

مُشْتَقّ مِنْ شَطَنَ إِذَا بَعُدَ فَهُوَ بَعِيدٌ بِطَبْعِهِ عَنْ طِبَاع الْبَشَر وَبَعِيد بِفِسْقِهِ عَنْ كُلّ خَيْر.

ومما يدل على ذلك من كلام العرب

1 - شَطَنَتْ دَاري من دارك - يريد بذلك: بَعُدت.

2 - ومن ذلك قول نابغة بني ذبيان:

نأتْ بِسُعَادَ عَنْك نَوًى شَطُونُ فبانَت, والفؤادُ بها رَهِينُ

3 - وبئر شطون. أي: بعيدة القعر.

4 - والشطن: الحبل؛ سمي به لبعد طرفيه وامتداده.

• الثاني: المتمرد، وهو قريب من الأول، بل إن البعض يقرن بينهما

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير