تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

مسألة متعلّقة بالمدّ المتصل العارض للسكون

ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[19 Apr 2005, 06:08 م]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

مقدّمة

من المعلوم أنّ المدّ العارض للسكون معناه وقوع سكون عارض للوقف بعد حروف المدّ واللين الثلاثة وهي الألف مطلقاً والواو الساكنة المضموم ما قبلها والياء الساكنة المكسور ما قبلها نحو {مئاب}، {مؤمنون}، {نستعين} وإنّما سمّيَ السكون عارضاً لأنّه يَعْرضُ للحرف عند الوقف ويفارقه في الوصل. وحكمه عند القراء الجواز فورد فيه القصر-أي حركتان - أخذاً بالحركة الأصلية والطول - أي ستّ حركات - باعتبار السكون العارض ومرتبة بين المرتبتين وهو التوسّط -أي أربع حركات - جمعاً بين الحالة الأصلية والحالة العارضة.

ومن المعلوم أيضاً أنّ المدّ المتصل نحو {الماء}، {السفهاء} {سوء} {سيء} وهو وقوع الهمزة بعد حروف المدّ واللين في كلمة، فحكمه التوسّط وفويق التوسّط عند حفص من طريق الحرز- أي أربع حركات أو خمسة - فالتوسّط أخذاً بمذهب الإمام الشاطبيّ في المدود وأمّا فويق التوسّط فهو الوارد في كتاب التيسير لأبي عمرو الداني وهو أصل الشاطبية.

وقد يجتع المدّ المتصل والعارض في حرف واحدٍ وذلك عندما تكون الهمزة متطرّفةً كالوقف على {السفهاء} فقد اجتمع سببان في المدّ وهما المتصل والعارض. وعلى هذا فتكون عدد الأوجه ثلاثة عند الوقف على {السفهاء} وهي التوسط وفويق التوسّط على أنّه مدّ متصل. ويجوز المدّ بالطول أي ستّ حركات باعتباره عارضاً للسكون لكن بشرط وهو بيت القصيد.

بيت القصيد:

فبيت القصيد هو أنّ مدّ المتصل العارض للسكون بمقدار ستّ حركات ليس على إطلاقه بل لا بدّ له من قيد وهو أن يكون القارئ قد قرأ من قبل بطول المدّ العارض للسكون لتحصل التسوية بين المدود العارضة للسكون لقول بن الجزري " واللفظ في نظيره كمثلة " فإذا قرأنا المدّ المتصل العارض للسكون بالطول فحتماً يكون ذلك على أساس أنّه مدّ عارض فإن كان كذلك فلا بدّ من تسويته بالمدود العارضة للسكون.

فإذا وقفنا على قوله تعالى { ... في طغيانهم يعمهون} ثم ّ على {أولئك}، فعلى وجه القصر في {يعمهون} نقف على {السفهاء} بالتوسّط وفويق التوسّط على أنه متصل، وعلى وجه التوسّط في {يعمهون} جاز كذلك التوسّط وفويقه في {السفهاء} لنفس العلّة، وعلى وجه الطول في {يعمهون} جاز في هذه الحالة في {السفهاء} ثلاثة أوجه عند الوقف وهي: التوسّط وفويقه على أنّه متّصل والطول على أنّه عارضٌ للسكون بالتسوية مع {يعمهون}

فنكون بذلك جمعنا بين النصوص إذ لو قرأنا مثلاً بالطول في {السفهاء} وبالقصر في {يعمهون} نكون قد خالفنا نص بن الجزري الذي يقول " واللفظ في نظيره كمثلة " لأننا فرأنا {السفهاء} بالطول على أنّه عارض فحينئذ لا بدّ من التسوية.

هذه الجزئية التي أريد أن أعرضها على العلماء وطلبة العلم عسى الله أن يوفقنا لمعرفة الحق واتباعه، وصلى الله على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم وأخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

محمد يحي شريف الجزائري

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير