[(سيماهم في وجوههم من أثر السجود) الأثر المعنوي أم الحسي؟]
ـ[ابو حنيفة]ــــــــ[05 May 2005, 01:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين أما بعد:
يعلم الجميع أن الله قد أكرم عباده المؤمنين ومنّ عليهم بطاعته وجعلها لهم سبيلا للوصول الى غايتهم التي يبتغون الوصول اليها وهي دار الكرامة في جنات النعيم، ومن ذلك أنه ميّز العابدين القائمين الصائمين عن غيرهم في حسن طليعتهم، وجمال خلقتهم، ونضارتهم ...
والمتأمل في الايات يلحظ هذه الدلالة على الأقل في الحياة الآخرة قال سبحانه (وجوه يومئذ ناضرة)، (وجوه يومئذ ناعمة) (تعرف في وجوههم نضرة النعيم).
وفي الدنيا مشاهد وملاحظ مابين الصالحين من عباد الله وغيرهم من أهل الفسق والفجور من اختلاف في البهاء النضارة .. ولايتنازع فيه اثنان.
وحينما قرأت قوله تعالى (سيماهم في وجوههم من أثر السجود) تذكرت مارأيت من اثر في وجوه الصالحين والعبّاد فوجدت أن هناك أثرا مثل ركبة العنز، غير أني لم أجده في آخرين فبحثت في كتب التفسير فوجدت عدة أقوال لم أوفق في تمييزها والتوصل الى تفسير واضح فأحببت أن أرود هذا الجمع لبعض أقوال أهل التفسير بين يدي الباحثين في هذا الملتقى المبارك لعلي أجد توضيحا منهم.
من جامع البيان عن تأويل آي القران للإمام الطبري ت 310هـ
وقوله: {سيماهم في وجوههم من أثر السجود} يقول: علامتهم في وجوههم من أثر السجود في صلاتهم. ثم اختلف أهل التأويل في السيما الذي عناه الله في هذا الموضع.
1/فقال بعضهم: ذلك علامة يجعلها الله في وجوه المؤمنين يوم القيامة , يعرفون بها لما كان من سجودهم له في الدنيا. ذكر من قال ذلك عن ابن عباس {سيماهم في وجوههم من أثر السجود} قال: صلاتهم تبدو في وجوههم يوم القيامة. و عن خالد الحنفي , قوله: {سيماهم في وجوههم من أثر السجود} قال: يعرف ذلك يوم القيامة في وجوههم من أثر سجودهم في الدنيا , وهو كقوله: {تعرف في وجوههم نضرة النعيم} وعن عطية , في قوله: {سيماهم في وجوههم من أثر السجود} قال: مواضع السجود من وجوههم يوم القيامة أشد وجوههم بياضا. وعن مقاتل بن حيان , قال: {سيماهم في وجوههم من أثر السجود} قال: النور يوم القيامة. قال علي بن المبارك: سمعت غير واحد عن الحسن , في قوله: {سيماهم في وجوههم من أثر السجود} قال: بياضا في وجوههم يوم القيامة.
2/ وقال آخرون: بل ذلك سيما الإسلام وسمته وخشوعه , وعنى بذلك أنه يرى من ذلك عليهم في الدنيا.ذكر من قال ذلك عن ابن عباس , في قوله: {سيماهم في وجوههم} قال: السمت الحسن., عن ابن عباس , في قوله: {سيماهم في وجوههم من أثر السجود} قال: أما إنه ليس بالذي ترون , ولكنه سيما الإسلام وسحنته وسمته وخشوعه. عن مجاهد {سيماهم في وجوههم من أثر السجود} قال: الخشوع والتواضع. * عن مجاهد {سيماهم في وجوههم من أثر السجود} قال: الخشوع. عن مجاهد , في هذه الآية {سيماهم في وجوههم من أثر السجود} عن مجاهد , في قوله: {سيماهم في وجوههم من أثر السجود} قال: هو الخشوع , فقلت: هو أثر السجود , فقال: إنه يكون بين عينيه مثل ركبة العنز , وهو كما شاء الله.
3/ وقال آخرون: ذلك أثر يكون في وجوه المصلين , مثل أثر السهر , الذي يظهر في الوجه مثل الكلف والتهيج والصفرة , وأشبه ذلك مما يظهره السهر والتعب في الوجه , ووجهوا التأويل في ذلك إلى أنه سيما في الدنيا. ذكر من قال ذلك: عن الحسن {سيماهم في وجوههم من أثر السجود} قال: الصفرة. حدثنا ابن عبد الأعلى , قال: ثنا المعتمر , عن أبيه , قال: زعم الشيخ الذي كان يقص في عسر , وقرأ {سيماهم في وجوههم من أثر السجود} فزعم أنه السهر يرى في وجوههم. عن شمر بن عطية , في قوله: {سيماهم في وجوههم} قال: تهيج في الوجه من سهر الليل.
4/وقال آخرون: ذلك آثار ترى في الوجه من ثرى الأرض , أو ندى الطهور. ذكر من قال ذلك: عن سعيد بن جبير , في قوله: {سيماهم في وجوههم من أثر السجود} قال: ثرى الأرض , وندى الطهور. وعن عكرمة يقول: {سيماهم في وجوههم من أثر السجود} قال: هو أثر التراب.
الراجح عن الطبري
¥