تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الاختلاف في القراءات القرآنية وأثره في اتساع المعاني]

ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[10 Apr 2005, 12:03 ص]ـ

[الاختلاف في القراءات القرآنية وأثره في اتساع المعاني]

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على نبيه الأمين، ورضي الله عن آله وأصحابه والتابعين إلى يوم الدين، أما بعد:

فقد حظيت القراءات القرآنية باهتمام المسلمين منذ نهضتهم الأولى على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام إلى يومنا هذا، فلقد تجرد عدد كبير من علماء المسلمين لخدمة هذا الكتاب، وافنوا أعمارهم بتتبع كل صغيرة وكبيرة حول هذا العلم، وسطروا كل ما جادت به عقولهم وأفكارهم في مؤلفات أصبحت مفخرة المسلمين ومضان الدارسين من بعدهم في الدرس والتأليف.

والمتأمل في الدرس اللغوي العربي يجد أن الدرس العربي قد تأثر تأثراً واضحاً بهذه المؤلفات، إذ لا يكاد يخلو كتابٌ في أصوات العربية وصرفها ونحوها من جملة كبيرة من القراءات وما يتصل بها من مسائل مثلت القواعد والضوابط التي أصلت ورفدت مفردات هذه العلوم التي سطرها علماء المسلمين.

وكان من بين المهتمين بتأريخ القرآن والقراءات طائفة كبيرة من المستشرقين، درسوا تأريخ القرآن والقراءات، وكتبوا في ذلك كتباً وأبحاثاً كثيرة، كان بعضها يتسم بالجدية والنظرة العلمية، وكثير منها لا يخلو من الطعن والتشكيك في القرآن وقراءاته، وكانت مسألة الاختلاف في القراءات القرآنية من المسائل التي اتخذها عدد من المستشرقين مسوغاً للطعن في القرآن الكريم، وراحوا يصفون القرآن وقراءاته بالتناقض والاضطراب وعدم الثبات، وحاولوا تشكيك المسلمين في ذلك، وكان وراء ذلك كله نفي النبوة والوحي عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنكار أن يكون القرآن بقراءاته من الله سبحانه وتعالى.

من أجل هذا كله حاولت أن أبين حقيقة هذا الاختلاف، وموقف علماء المسلمين منه، ومفهومهم له، ومقاصد الاختلاف في القراءات القرآنية، وكيف ساهم الاختلاف في القراءات القرآنية في تعدد المعاني واتساعها.

فجاء هذا البحث ليلقي الضوء على جزء من هذا الموضوع، ويكشف عن شيءٍ من أسرارهِ وذلك من خلال مباحثه الثلاثة:-

المبحث الأول: نشأة القراءات القرآنية والمراحل التي مرت بها.

المبحث الثاني: مفهوم الاختلاف في القراءات القرآنية عند العلماء.

المبحث الثالث: القراءات والمعنى.

إنَّ هذا البحث هو إسهامه متواضعة لخدمة القرآن الكريم ولغته، من خلال بيان مفهوم الاختلاف في القراءات القرآنية ومقاصد هذا الاختلاف، والله اسأل أن أكون قد وفقت في عرض الموضوع على الوجه الذي يحبه الله ويرضاه، والله من وراء القصد.

[ line]

المبحث الأول

نشأة القراءات القرآنية والمراحل التي مرت بها

الحديث عن القراءات القرآنية يرتبط بالمراحل الأولى التي تلقى فيها النبي صلى الله عليه وسلم آيات التنزيل، ومن ثم تبليغها للصحابة صلى الله عليه وسلم، وكيف تلقى الصحابة الكرام آيات هذا الكتاب وجهودهم في نشر معاني هذه الآيات ومراد الله منها مع العناية بالحفاظ على نقلها للناس كافة كما تلقوها من فم النبي صلى الله عليه وسلم.

وبهذه المعاني وهذا اللسان سار عدد كبير من الصحابة ومَن بعدهم من التابعين يعلمون الناس قراءة القرآن وأحكامه، هذا المشهد يصوره لنا عطاء بن السائب فيما حدث به حماد بن زيد وغيره إنَّ أبا عبد الرحمن السلمي قال: إنا أخذنا القرآن عن قوم أخبرونا أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يتجاوزوهن إلى العشر الأخر حتى يعلموا مافيهن فكنا نتعلم القرآن والعمل به. (1)

ومن هذا يترتب الحديث بشكل موجز عن مراحل نقل القرآن وجمعه قبل الحديث عن القراءات والمراحل التي مرت بها، لان علم القراءات القرآنية ثمرة من تلكم البذور المباركة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير