تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ألإقصاء--داء العصر]

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 Apr 2005, 06:02 ص]ـ

السلام عليكم

صار الإقصاء داء العصر عند بعض الإسلاميين--صار السلفي لا يقرأ للاشعري لأنه يؤول أو يفوض في الصفات --وينصح أحبائه بعد القراءة لهم--وكذلك يفعل الآخرون

ولو أعطيتكم المثال التالي لفهمتم مرادي

أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي

له كتاب في البلاغة يسمى ((الخصائص))

طالعت بحث المجاز فيه فوجدته يقول

((وكذلك أفعال القديم سبحانه نحو خلق الله السماء والأرض وما كان مثله ألا ترى أنه عز اسمه لم يكن منه بذلك خلق أفعالنا ولو كان حقيقة لا مجازا لكان خالقاً للكفر والعدوان وغيرهما من أفعالنا عز وعلا.

وكذلك علم الله قيام زيد مجاز أيضاً لأنه لست الحال التي علم عليها قيام زيد هي الحال التي علم عليها قعود عمرو.

ولسنا نثبت له سبحانه علما لأنه عالم بنفسه إلا أنا مع ذلك نعلم أنه ليست حال علمه بقيام زيد هي حال علمه بجلوس عمرو ونحو ذلك.))

فكتابه هذا من أهم كتب العربية ولا ابالغ--أفنتخذ إعتزاله الذي أوحت به عبارته كمسوغ لنا لهجر أبحاثه اللغوية؟؟

وعلى ذلك قس

ـ[ابن الشجري]ــــــــ[05 Apr 2005, 04:56 م]ـ

الأخ جمال كساه الله جمال الستر والعافيه

ليس الإقصاء داء بحد ذاته إذا ماعرفت مسبباته، وليس هو من سمة من وسمتهم (بالا سلاميين)، على قولك واصطلاحك، مع أني لا أعرف لهذه التسمية أصلا ترتكز عليه، فهي مصطلح حادث براق، ظهر مع غربة الدين وتغريب المسلمين، فلا تعجب إن أظهرت لنا ألأيام راقصا إسلاميا , أو مغن إسلاميا، كما أصبحنا نسمع اليوم بالزواج الاسلامي، والنشيد الاسلامي ...

ولماذا يتزبب المرء قبل أن يتحصرم، أترانا قد أهملنا هذا المثل السائر، وهذه العبارة المبتكرة، والتي تحكي كتب الأمثال أن أول من قالها هو شيخ ابن جني الفارسي المعتزلي.

لا أعرف لقولك معاضدا ونصيرا، تعال معي لكتب شيخ الاسلام رحمه الله، تجده قد أكثر النقل عن ابن جني في مواطن عدة من كتبه، بل أثنى عليه في ثناياها، وقد وقعت قبل مدة وأنا اطالع الفتاوى على عبارة مدح، إن اسعفني الوقت نقلتها، فهذا شيخ الإسلام، فكيف بمن دونه.

وكيف توهمت يارعاك الله أن هذا الكتاب وماحواه من درر ومبتكرات، ومؤلفه ومنزلته الراسخة في علم اللغة والاشتقاق، مهجوران من أهل العلم وطلابه، ليس الأمر كما تظن،فلو حثثت السير ولو فواق ناقةلانقلب إليك البصر وهو حسير.

ومازال العلماء منذ القدم يعرفون لأهل الفضل فضلهم، ويقرون لهم بماعندهم،وإن خالفوهم في بعض أصولهم، فكم مرة سمعت بالزمخشري وكشافه، والرازي ومفتاحه، والغزالي وإحيائه ... ، في ثنايا كتب أهل العلم، بل وفي هذا الملتقى العلمي.

إن أهل السنة بحمد الله هم أعدل القوم وأقومهم طريقة ومنهاجا، يقبلون الحق ممن قاله، ويقيسونه به، فيرتفع عندهم بقدر ماعنده من الحق، فهو ميزانهم، بل ميزان الشريعة.

أما عن نصح السلفي لأخيه السلفي عن الداء المستشري في كتب الأشاعرة أو غيرهم, فنعم الناصح وما نصح به، أليست هذه نصيحة ألأول للأخر نتناقلها صاغرا عن كابر، منذ الصدر الأول حتى يومنا هذا، ألا تخشى على غمر ناشئ في العلم من أن تلوط كلمة مرسلة مسمومة من كشاف الزمخشري بنياط قلبه، أو من كتب الغزالي وأمثالهم من أشاعرة ومعتزلة ومتصوفة ... , فمن لها حينئذ ياأخي جمال.

أوماعلمت أن الشبه خطافه، وأن القوم اصحاب لسان حداد يسرقون اللب ويسحرونه، لبلاغتهم وقوة حجتهم , وهذه العبارة التي ذكرتها نقلا من الخصائص خير شاهد، قل لي بربك لو قرأها من وسمت لك؟ هل ستكون بجواره تبين له زللها وضلالها.

فألامر أخي الكريم أمر نسبي، نقبل ماعند القوم من حق ونرد الباطل بل ندمغه بالحجج الواضحات، كما فعل ابن المنير مع الكشاف، وننصح بأن لايقرأ صغار طلاب العلم في كتب أهل الزيغ والبدع حتى تقوى شوكتهم , ويستد ساعدهم.

أما من تعلم أصول العقيده وتخرج على أيدي العلماء، فنحن معك نناديه بأن لايغفل عن مثل هذه الكتب التي حوت خرائد مبتكرات، وكم مرة يقول فيها صاحب اللسان في لسانه (ولا أعلم هذا القول من غير ابن جني) غفر الله للجميع

ومعذرة لترك النقل والاستشهاد من كتب السلف لضيق الوقت، وتجلي الحق.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير