تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا ورئيا (أهلاك عذاب أم هلاك موت؟)]

ـ[أخوكم]ــــــــ[20 Feb 2005, 07:15 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال سبحانه:

وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَاماً وَأَحْسَنُ نَدِيّاً * وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثاً وَرِئْياً

(مريم:74)

هل الهلاك في الآية هلاك عذاب أم هلاك موت؟

ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[21 Feb 2005, 09:50 م]ـ

الأخ الكريم ...... نجيبك بما نعرف:

1 - "الهلاك" لا يكون إلا في ميتة سوء - كما ورد في لسان العرب -.

2 - " أي فلم يغن ذلك عنهم شيئا من عذاب الله تعالى؛ فليعش هؤلاء ما شاؤوا فمصيرهم إلى الموت

والعذاب وإن عمروا؛ أو العذاب العاجل يأخذهم الله تعالى به"

راجع تفسير "القرطبي"

3 - " وجملة "وكم أهلكنا قبلهم من قرن" خطاب من الله لرسوله. وقد أهلك الله أهل قرون كثيرة كانوا أرفه من مشركي العرب متاعا وأجمل منهم منظرا. فهذه الجملة معترضة بين حكاية قولهم وبين تلقين النبي صلى الله عليه وسلم ما يجيبهم به عن قولهم. وموقعها التهديد وما بعدها هو الجواب".

راجع تفسير " ابن عاشور"

4 - "إذا كان هؤلاء المهلكون أحسن منهم أثاثا ورئيا، ولم يمنعهم ذلك من حلول العقاب بهم، فكيف يكون هؤلاء، وهم أقل منهم وأذل، معتصمين من العذاب".

راحع تفسير "السعدي"

ـ[أخوكم]ــــــــ[24 Feb 2005, 05:21 م]ـ

جزاك رب العرش خير الجزاء على هذه المشاركة

وليتك تأذن لي ببعض الوقفات:

أما ما نقلته عن لسان العرب بأن الهلاك لا يكون إلا في ميتة السوء فأظنك ستكون أول الرادين له وذلك لأجل الآيات التالية الصريحة في موضع النزاع:

(وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ) (غافر:34)

فهل يوسف عليه السلام مات ميتة سوء؟!

وقوله سبحانه:

(يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالاً وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (النساء:176)

فالآية هنا عامة في الهلاك ولا أعلم عالما واحدا قال بحصر توزيع الإرث لمن يموت ميتة سوء ومن مات ميتة حسنة فلا إرث لوارثيه!!!

أما تفسير القرطبي فكما ترى فإنه عمم في تعريف الهلاك في الآية فجعله شاملا لهلاك العذاب وهلاك الموت الطبيعي

وأما تفسير ابن عاشور فقد حكى مثل الآية فقال: ( ... أهلك ... )، بينما مسألتنا هل الهلاك هلاك عذاب أم موت طبيعي

وأما تفسير السعدي فقد فسرها بأنه هلاك عذاب لكنه لم يورد دليلا، بينما أنا أريد أي دليل حتى ولو كان عقليا يبين المراد من الهلاك في تلك الآية ونظائرها لأن معرفة ذلك ضروريا للرد على كل من يقول بمثل شبهة الكافرين السابقين

( ... أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَاماً وَأَحْسَنُ نَدِيّاً * وَكَمْ أَهْلَكْنَا .. )

وبهذا نكون عدنا لسؤال الموضوع:

[وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا ورئيا (أهلاك عذاب أم هلاك موت؟)]

ختاما

أشكرك مرة بعد مرة أخي الموفق للخيرعمار على مشاركتك القيمة

ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[24 Feb 2005, 06:34 م]ـ

اللهم آمين ولك المثل. بورك فيكم أخي الكريم.

===============================================

ورد في لسان العرب:

وهلك يهلَك (من باب علِم) هَلاكًا وهُلْكًا وتُهْلُوكًا وهُلُوكًا ومَهْلِكًا ومَهْلِكَةً وتَهْلِكَةً مثلثات اللام مات. ولا يكون إلا في ميتة سوءٍ. ولهذا لا يُستعمَل للأنبياءِ العظام. (ولكن الآية التي ذكرتها تبطل ما ذكره! إلا إذا كان هناك توجيه لها.) وعلى حد علمي لم يذكر هذا الأمر غيره (أي قوله لا يستعمل للأنبياء العظام).

لقد استسغتُ قوله في البداية معتمدا على سليقتي فأنتَ لا تقول "هلكَ صاحبي!! " أو "هلك الشيخ فلان بن فلان!!! "

=====================================

بالنسبة لمعنى "الهلاك" ... بحسب ما فهمته من التفاسير:

إما أن يهلكهم الله "بالموت" .... أو بعذاب يعجّل بموتهم"

ذكر القرطبي في تفسيره لقوله تعالى:

{ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا كذلك نجزي القوم المجرمين}

قوله تعالى: "ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا" يعني الأمم الماضية من قبل أهل مكة أهلكناهم. "لما ظلموا" أي كفروا وأشركوا. "وجاءتهم رسلهم بالبينات" أي بالمعجزات الواضحات والبراهين النيرات. "وما كانوا ليؤمنوا" أي أهلكناهم لعلمنا أنهم لا يؤمنون. يخوف كفار مكة عذاب الأمم الماضية؛ أي نحن قادرون على إهلاك هؤلاء بتكذيبهم محمدا صلى الله عليه وسلم، ولكن نمهلهم لعلمنا بأن فيهم من يؤمن، أو يخرج من أصلابهم من يؤمن ..... "

وشكرا لك على تعقيبك الجميل.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير