تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُم

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 Mar 2005, 05:25 م]ـ

قال تعالى

((((،إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ المَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)) 9 - 10 الأنفال

وقال ((بَلَى إِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ المَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ)) 125 - 126 ال عمران

لم قدم الجار والمجرور في الأنفال وأخره في آل عمران

أي لم قال في الأنفال "وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ" وفي آل عمران "وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ "

والآيتان موضوعهما واحد هو الإمداد الرباني لمقاتلي معركة بدر

أما آية الأنفال ففي التقديم للجار والمجرور فائدة الإختصاص--أي لتطمئن قلوبكم بهذا الإمداد لا بغيره من عدد وعدة---ولقد كان أصاب المسلمين وجل من أول لقاء مع عدو يفوقهم عددا وعدة-- فقد كانت رغبتهم أن يلاقوا غير ذات الشوكة وهي القافلة---فقدر لهم المولى ملاقاة ذات الشوكة فوجلوا فكان في هذا الإختصاص تعريض بهم لوجلهم --كذا قال إبن عاشور

((تقديم المجرور هنا في قوله: {به قلوبكم} وهو يفيد الاختصاص، فيكون المعنى: ولتطمئن به قلوبكم لا بغيره، وفي هذا الاختصاص تعريض بما اعتراهم من الوجل من الطائفة ذات الشوكة وقناعتهم بغُنم العُروض التي كانت مع العِير، فعُرض لهم بأنهم لم يتفهموا مراد الرسول صلى الله عليه وسلم حين استشارهم، وأخبرهم بأن العير سلكتْ طريق الساحل فكان ذلك كافياً في أن يعلموا أن الطائفة الموعود بها تمحضت أنها طائفة النفير))

ولم أجد قولا عنده أو عند غيره يبرر تقديم "قلوبكم " على الجار والمجرور في آية آل عمران

وقذ يقول قائل أن آية الأنفال نزلت قبل حصول القتال--لذلك حصل وعد فيها بالإمداد بألف من الملائكة لتثبيت الواجلين فيصبروا

وأن آية آل عمران نزلت خلال القتال لذا قال "يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ " ففي الإخبار الآني بحصول الإمداد وفي زيادة العدد زيادة في التثبيت فكان التركيز على طمأنة القلوب لتثبت في قتالها فقدم القلوب وأخر الجار والمجرور

فهل لقوله مسوغ في علم تأريخ التنزيل؟؟


ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[10 Mar 2005, 01:42 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم

جاء في التعبير القرآني
للدكتور فاضل السامرائي
(ص 71 - 72):

فقدم القلوب على الجار والمجرور في آل عمران فقال " ولتطمئن قلوبكم به "، وأخرها عنه في الأنفال فقال: " ولتطمئن به قلوبكم " علماً بأن الكلام على معركة بدر في الموطنين غير أن الموقف مختلف.

ففي آل عمران ذكر معركة بدر تمهيداً لذكر موقعة أحد وما أصابهم فيها من قرح وحزن والمقام مقام مسح على القلوب وطمأنة لها من مثل قوله تعالى: " ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين. إن يمسسكم قرح فقد مسّ القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس " (آل عمران: 139 - 140) إلى غير ذلك من آيات المواساة والتصبير فقال: " وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به "، فذكر أن البشرى (لهم) وقدم (قلوبهم) على الإمداد بالملائكة فقال: " إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به "، كل ذلك من قبيل المواساة والتبشير والطمأنة.

ولما لم يكن المقام في الأنفال كذلك، وإنما المقام ذكر موقعة بدر وانتصارهم فيها ودور الإمداد السماوي في هذا النصر وقد فصّل في ذلك أكثر مما ذكر في آل عمران فقال: " إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين. وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم. إذ يغشّيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهّركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبّت به الأقدام. إذ يوحي ربّك إلى الملائكة أني معكم فثبّتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان " (الأنفال: 9 - 12).

أقول لما كان المقام مختلفاً خالف في التعبير. أنه لما كان المقام في الأنفال مقام الإنتصار وإبراز دور الإمداد الرباني قدّم (به) على القلوب والضمير يعود على الإمداد. ولما كان المقام في آل عمران هو الطمأنة وتسكين القلوب قدّمها على الإمداد فقال " ولتطمئن قلوبكم به " وزاد كلمة (لكم) فقال: " وما جعله الله إلا بشرى لكم " زيادة في المواساة والمسح على القلوب فجعل كلاً في مقامه.

انتهى.
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير