من يحتسب ويجيبني على هذا التساؤل حول هذه الآية (اتخذوا هذا القرآن مهجوراً)؟؟
ـ[ابواحمد]ــــــــ[20 Mar 2005, 12:04 ص]ـ
سألني أحد الاخوة عن هذه الآية فقلت أحيل هذا السؤال على الاخوة في هذا الملتقى المبارك لعلي أجد الجواب:
قال تعالى (وقال الرسول يارب ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا).
السؤال: هل هناك حكمة بلاغية في ذكر لفظ (القرآن) بدلاً من لفظ (الكتاب)؟؟ وهل تطرق أحد من المفسرين الى هذه اللطيفة؟؟
علماً انني قرأت تفاسير عديدة حول هذه الآية ولم أجد شيئاً ..
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[20 Mar 2005, 01:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تسمية القرآن بالكتاب روعي فيها كونه مكتوباً في اللوح المحفوظ، وفي الصحف المكرمة، وفي المصاحف الشريفة.
وأما تسميته بالقرآن فقد روعي فيها كونه مقروءاً بالألسنة.
والذي يتعلق به فعل المكلفين هو القراءة والتلاوة؛ ومن هنا ناسب ذكر هذا الاسم في الآية الكريمة. لأن هجر القرآن إنما يكون من هذا الجانب وتوابعه من الاستماع والعمل بما فيه وتطبيق أحكامه.
والله أعلم.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[20 Mar 2005, 07:05 ص]ـ
ربما كون الآية مكية أشكل علي جوابك أخي وشيخي الدكتور العبيدي
قال الرازي ((ذكروا في المهجور قولين: الأول: أنه من الهجران أي تركوا الإيمان به ولم يقبلوه وأعرضوا عن استماعه الثاني: أنه من أهجر أي مهجورا فيه ثم حذف الجار ويؤكده قوله تعالى:
{مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَـ?مِراً تَهْجُرُونَ}
[المؤمنون: 67] ثم هجرهم فيه أنهم كانوا يقولون إنه سحر وشعر وكذب وهجر أي هذيان،))
فمعنى المهجور كما ورد عنده لم يربطه بالتلاوة والقراءة--ولم يكن حينها تكاليف على المرء غير قبول الهدى
ـ[ابواحمد]ــــــــ[20 Mar 2005, 11:23 م]ـ
أشكر للأخوة تفاعلهم واتطلع الى المزيد من التوجيه من بقية الاخوة وجزاكم الله خيرا
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[20 Mar 2005, 11:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فبارك الله في الأخوين الفقيهين (تعريباً لكلمة دكتور) على ما أورداه، ولي إضافة متواضعة لما جاء في كلامهما، أقتبسها من مؤلَّفين جليلين، الأول: "تدبّر سورة الفرقان في وحدة موضوع" لفضيلة الشيخ عبد الرحمن حسن الميداني. والثاني: " سر الإعجاز " لفضيلة الدكتور عودة الله منيع القيسي.
ولنبدأ ببيان ما جاء في لفظ " مهجوراً "، فيقول فضيلة الشيخ الميداني: "مهجوراً" إسم مفعول من "هجر الشيء" إذا تركه وتباعد عنه، ومعلوم أن المتباعد عن الشيء الهاجر له لا يبحث عنه، ولا ينظر إليه. فإذا كان المهجور كتاباً يُتلى فإن الهاجر لا يخطر على باله أن يفكر فيما جاء فيه من علم أو بيانات أو مواعظ أو أوامر ونواهي، ولو تُلي عليه. والهجر ضد الوصل ففيه معنى التباعد والترك بعد اللقاء والمخالطة.
فدلّت جملة " وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً " على أن الرسول صلى الله عليه وسلم يشكو لربه من تولّي الذين كفروا من كبراء قومه في مكة عن متابعة التفكر في القرآن لتدبّر وتفهّم آياته، حتى جعلوه مهجوراً بعد أن استمعوا ابتداءً له وعرفوا ما فيه من إعجاز. هذا ما يفيده معنى الهجر، إذ الهجر إنما يكون بعد اللقاء والمخالطة.
هكذا شكى الرسول صلى الله عليه وسلم شكوى تتعلّق بهجر كفار قومه للقرآن ...
وهذه الشكوى أُلحقت بشكوى ثانية، في قولهم: " لولا نُزّل عليه القرآن جملة واحدة .. الآية 32 ".
يقول الشيخ عبد الرحمن الميداني: التفكّر في مجمل الفقرة التي نتدبّرها من السورة يرجّح لدينا أن جملة " وقال الذين كفروا لولا نُزّل عليه القرآن جملة واحدة " معطوفة على جملة " إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً "، فهي على هذا مما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم لربّه في شكواه، وهي الشكوى الثانية التي اشتكاها الرسول صلى الله عليه وسلم لربه بشأن القرآن.
¥