[سؤال عن قوله تعالي في سورة محمد " فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون "]
ـ[سلسبيل]ــــــــ[28 Feb 2005, 02:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي سؤال عن قوله تعالي في سورة محمد " فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم "
والسؤال هو " أنتم الأعلون " هل هي سابقة على " فلا تهنوا " أم متأخرة عنها ونتيجة عليها؟؟
بمعنى ....
1 - هل المقصود بالآية بأنكم حال قوتكم وعلوكم في الأرض فلا تسالموا عدوكم ولا تهادنوهم؟
2 - أم إن الآية تنهاهم عن الهوان والدعوة إلى السلم وترتب على ذلك علوهم في الأرض وبذا يكون عدم الهوان والدعوة للسلم سبب للنصر والظفر والعلو في الأرض.
3 - أو تكون لا في هذه الآية هي " لا النافية " فهي تنفي عنهم الهوان والضعف والدعوة إلى السلم وتبشرهم بأنهم الأعلون الغالبون حيث أن الله معهم وهي بهذا تحثهم على الثبات على الحق وعدم الهزيمة النفسية أو الركون للعدو.
فأي المعاني السابقة وأي التفسيرات أرجح؟؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 Mar 2005, 06:29 م]ـ
يمكن أن يكون هذا المعنى مقصودا أيضا وهو قول ذكره أبو السعود في كتابه "إرشاد العقل السليم"
((قال تعالى
(فَلاَ تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ) 35 محمد
(وقولُه تعالى: {وَأَنتُمُ الاْعْلَوْنَ} جملةٌ حاليةٌ مقررةٌ لمعنى النَّهي مؤكدةٌ لوجوبِ الانتهاءِ، وكذا قولُه تعالى:
{وَ?للَّهُ مَعَكُمْ}
فإنَّ كونَهمُ الأعلينَ وكونَهُ عزَّ وجلَّ ناصرَهُم من أَقْوى موجباتِ الاجتنابِ عمَّا يُوهم الذلَّ والضراعةَ)) تأملوا قول المفسر؟
لقد وجدته قولا مختلفا عما قال الآخرون
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[03 Mar 2005, 02:18 ص]ـ
أخي الكريم ....
قولك: "أو تكون لا في هذه الآية هي " لا النافية " فهي تنفي عنهم الهوان والضعف والدعوة إلى السلم وتبشرهم بأنهم الأعلون الغالبون حيث أن الله معهم وهي بهذا تحثهم على الثبات على الحق وعدم الهزيمة النفسية أو الركون للعدو "
هذا التفسير لا يصح .... لأنّ "لا" الواردة في الآية لا يمكن أن تكون إلا "لا" الناهية ...
والدليل أنها جزمتْ الفعل المضارع وعلامة الجزم هنا حذف النون لأنه
من الأفعال الخمسة.
ولي عودة - إن شاء الله -.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[03 Mar 2005, 09:42 ص]ـ
للجواب عن هذه الاية يمكن الرجوع الى كتاب استاذنا العلامة فضل عباس في اعجاز القران ففيه والله تعالى اعلم الغنية للسائل الكريم
ـ[سلسبيل]ــــــــ[04 Mar 2005, 12:00 ص]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا وزادكم علما
ولكن كيف يمكن الحصول على الكتاب الذي ذكره د. جمال أبو حسان وهل له رابط في النت؟
الأخ الكريم: عمار
شكرا على توضيحك لنوعية اللام ولكني لا حظت أنك عممت قولك ... " هذا التفسير لا يصح .... "
على جميع العبارة التي نقلتها! مع أن القسم الثاني منها
وبالتحديد من القول " وتبشرهم بأنهم الأعلون الغالبون حيث أن الله معهم وهي بهذا تحثهم على الثبات على الحق وعدم الهزيمة النفسية أو الركون للعدو "
لا يتنافى مع كون أن هذه اللام هي لام الناهية لا النافية
بل أرى هذه العبارة مقاربة كثيرا لما ذكرة الأخ الكريم جمال حسني الشرباتي بقوله " فإنَّ كونَهمُ الأعلينَ وكونَهُ عزَّ وجلَّ ناصرَهُم من أَقْوى موجباتِ الاجتنابِ عمَّا يُوهم الذلَّ والضراعةَ "
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[04 Mar 2005, 02:38 ص]ـ
بارك الله فيك أخي "سلسبيل" ..... ما قصدتُ إلا الشق الأول من العبارة، وهو قولك - وفقك الله -: "فهي تنفي عنهم الهوان والضعف والدعوة إلى السلم ".
وشكرا لك.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Mar 2005, 02:58 م]ـ
الأخت الكريمة سلسبيل وفقها الله. أشكرك على حرصك على تدبر القرآن، ومشاركة الأعضاء في الفائدة والتدبر، ولا شك أن العلم يتغازر ويربو بالمذاكرة والمسائلة مع الآخرين، ولا سيما مع أهل العناية بهذا اللون من العلم.
أما قوله تعالى: (فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم) [محمد 35].
أولاً: لا التي في قوله: (لا تهنوا وتدعوا إلى السلم) هي الناهية. والفعلان بعدها مجزومان بها كما ذكر الأخ الكريم عمار الخطيب.
ثانياً: جملة (وأنتم الأعلون) جملة حالية، تدل على أن المسلم هو الأعلى بدينه وعقيدته وقيمه. وأعجبني قول أحدهم: نحن الأعلون سنداً ومتناً لأننا مسلمون.
فيكون معنى الآية: النهي عن أن يهن المسلمون، وقوله: (لا تهنوا) ليس مأخوذاً من الهوان، وإنما من الوَهْن، وهو الضعف والتخاذل عن مجاهدة أعداء الدين. يقال منه: وهن يهن فهو واهن، أي ضعيف. أما الهوان، فهو من هان يهون هواناً.
فالمعنى: لا تضعفوا عن ملاقاتهم وتجنحوا إلى المسالمة والمهادنة، وأنتم أعلى منهم بعقيدتكم ودينكم ومبادئكم. وأعلم بالله ونصره للمؤمنين منهم، وهذه هي مقومات النصر الحقيقي (1) وإن هزمتوا في ميدان المعركة في جولة أو جولات، فإن العاقبة للمتقين. ولذلك يقول قتادة في تفسير هذه الاية: لا تكونوا أول الطائفتين ضرعت إلى صاحبتها. أي لا تبادروا إلى طلب المصالحة والمسالمة، بل ضيقوا عليهم واصبروا ولو مسكم القرح والتعب، حتى يكونوا هم من يطلب الصلح، فإن رأيتم أنكم لا تصبرون أكثر بعد رغبتهم في الصلح فلا حرج من قبول الصلح كما قال تعالى: (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها)، فيكونوا هم الذين طلبوا السلم لا المسلمون. وقد فصل القرطبي في تفسيره ما قيل في أحكام هذه الاية من حيث شرعية الصلح في مثل هذه الحالات فيمكن مراجعته. وبقية ألفاظ الآية معلومة لكم إن شاء الله.
(1) هناك محاضرة قيمة للأستاذ الدكتور ناصر العمر حفظه الله بعنوان (حقيقة الانتصار) وقد طبعت بعد ذلك في كتاب. أنصح بقراءتها للتوسع في أمر حقيقة النصر. وتجدها في موقع المسلم إن شاء الله نصاً. موقع المسلم ( http://www.almoslim.net/documents/Haqeqat%20AlEntsaR.doc)