تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ما حكمة الترتيب في قوله تعالى يوم يفر المرء من أخيه]

ـ[محمد أبو معاذ]ــــــــ[03 Apr 2005, 02:37 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخوة الفضلاء.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

ما حكمة الترتيب في قوله تعالى ((يوم يفر المرء من أخيه ووأمه وأبيه)) الآية.

فالترتيب له حكمة هل من متأمل ومتدبر يفيدنا

والله يرعاكم ويحفظكم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

محبكم أبو معاذ

ـ[أبو زينب]ــــــــ[03 Apr 2005, 07:52 م]ـ

و عليكم السلام و رحمة الله وبركاته

المراد أن الذين كان المرء في دار الدنيا يفر إليهم و يستجير بهم فإنه يفر منهم في دار الآخرة و فائدة الترتيب واضحة و هي الفرار من الأبعد وهو الأخ ثم من الأبوين ثم من الزوجة و الولد من قبيل الترقي إلى الأحب عادة و الأقرب. قال الزمخشري: بدأ بالأخ ثم بالأبوين لأنهما أقرب منه ثم الصاحبة و البنين لأنهم أقرب و أحب. كأنه قال: يفر من أخيه بل من أبويه بل من صاحبته و بنيه و أيده الرازي في هذا.

أما النيسابوري فقد قال في غرائب القرآن و رغائب الفرقان::

قال جار الله: إنما بدأ بالأخ ثم بالأبوين لأنهما أقرب منه، والفرار إنما يقع من الأبعد ثم من الأقرب، وأخر الصاحبة والبنين لأن البنين أقرب وأحب فكأنه قيل: يفر من أخيه بل من أبيه بل من صاحبته وبنيه.

وأقول: هذا القول يستلزم أن تكون الصاحبة أقرب وأحب من الأبوين ولعله خلاف العقل والشرع، والأصوب أن يقال: أراد أن يذكر بعض من هو مطيف بالمرء في الدنيا من أقاربه في طرفي الصعود والنزول فبدأ بطرف الصعود لأن تقديم الأصل أولى من تقديم الفرع، وذكر أوّلاً في كل من الطرفين من هو معه في درجة واحدة وهو الأخ في الأول، والصاحبة في الثاني على أن وجود البنين موقوف على وجود الصاحبة فكانت بالتقديم أولى. اهـ

و أختم بالتحرير و التنوير إذ يعطي ابن عاشور للترتيب معنى آخر. يقول:

ورتبت أصناف القرابة في الآية حسب الصعود من الصنف إلى من هو أقوى منه تدرجاً في تهويل ذلك اليوم.

فابتدىء بالأخ لشدة اتصاله بأخيه من زمن الصبا فينشأ بذلك إلف بينهما يستمر طول الحياة، ثم ارتُقي من الأخ إلى الأبوين وهما أشد قرباً لابْنيهما، وقدمت الأم في الذكر لأن إلْفَ ابنها بها أقوى منه بأبيه وللرعي على الفاصلة، وانتقل إلى الزوجة والبنين وهما مُجتمع عائلة الإِنسان وأشد الناس قرباً به وملازمة. اهـ

و الله أعلم.

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[03 Apr 2005, 08:26 م]ـ

الاخ ابو زينب ....

نحس اضطرابا فى تعليل المفسرين ... ابن عاشور مثلا يرى الترتيب"حسب الصعود من الصنف إلى من هو أقوى منه " ... لكن ترتيب الوالدين لا يسير على القاعدة ... قال".وقدمت الأم في الذكر لأن إلْفَ ابنها بها أقوى منه بأبيه"وهذا كما ترى مخالف .. لمبدأ الصعود ... اما التذرع برعاية الفاصلة .. فضعيف جذا .. فلا نحسب القرآن ... يتخلى عن البلاغة لمصلحة الايقاع .. ' (.ومسألة الفاصلة ورعاتيها عند بعض المفسرين .. كادت تصل الىشيء شبيه بمسألة الضرورة الشعرية ... )

اما قول النيسابوري: هذا القول يستلزم أن تكون الصاحبة أقرب وأحب من الأبوين ولعله خلاف العقل والشرع، ...

لا اظن الشرع يجرم او يكره .. حب الصاحبة .. ان كان اكثر من حب الوالدين .... لكن الشرع نص على البر .. وعدم العقوق ..... وشتان بين الامرين ..

اما خلاف العقل ... فهذا غير صحيح ... فالعادة ... هو شكوى الامهات من ... تفضيل الزوجات عليهن لا العكس ...

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[03 Apr 2005, 10:19 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الكريم،

لمعرفة اللمسة البيانية في هذا الترتيب، نقارن بين ما جاء من ترتيب في سورة عبس وسورة المعارج:

قال تعالى في سورة عبس: ((يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ {34} وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ {35} وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ {36})).

وقال تعالى في سورة المعارج: ((يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ {11} وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ {12} وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ {13} وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ {14})).

فلاحظ أن هذا الترتيب في الأهل يتناسب مع سياق الآيات في السورتين. وإليك بيان ذلك:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير