[أعم قسم وقع في القرآن .. مع نقاش حول " لا " التي تسبق فعل القسم]
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[06 Feb 2005, 12:20 م]ـ
قال ابن القيم رحمه الله عن القَسَم في قوله تعالى {فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لا تُبْصِرُونَ (39)} سورة الحاقة:
(وهذا أعم قَسَم وقع في القرآن؛ فإنه يعم العلويات والسفليات, والآخرة,
وما يُرى وما لا يُرى, ويدخل في ذلك الملائكة كلهم,
والجن والإنس, والعرش والكرسي, وكل مخلوق).
التبيان في أقسام القرآن (ص:174).
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[07 Feb 2005, 03:07 م]ـ
بعض المعتزلة يدعون أن (لا أقسم) تعني نفي القسم نقل ذلك الطبرسي في تفسيره فقال ((وثالثها: إنه نفي للقسم ومعناه لا يحتاج إلى القسم لوضوح الأمر في أنه رسول كريم، فإنه أظهر من أن يحتاج في إثباته إلى قسم، عن أبي مسلم ورابعها: إنه كقول القائل: لا والله لا أفعل ذلك، ولا والله لأفعلن ذلك. وقال الجبائي. إنما أراد أنه لا يقسم بالأشياء المخلوقات، ما يرى وما لا يرى، وإنما أقسم بربها، لأن القسم لا يجوز إلا بالله))
ولكن معناها القسم كما قال إبن عاشور (({لا أقسم} صيغة تحقيق قَسَم، وأصلها أنها امتناع من القسَم امتناع تحرّج من أن يحلف بالمُقْسم به خشية الحنث، فشاع استعمال ذلك في كل قسم يراد تحقيقه،))
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[08 Feb 2005, 05:37 م]ـ
يرد قول من قال إن لا تعني نفي القسم قول الله تبارك وتعالى "فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم " فالاية الثانية اثبتت وجود القسم. وأما معنى لا الواردة في القسم فهو مختلف فيه والأقرب أنها زائدةٌ، والتقدير: أُقْسِمُ , وهو قولُ أكثر المفسِّرينَ كما ذكر ذلكَ القرطبيُّ، والشوكانيُّ (1)، وقال به سعيدُ بن جبير (2) والزجّاجُ (3)، وابن خالويه (4).
قال الشوكانيُّ:" ويؤيّدُ هذا قولهُ: {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ} (الواقعة: من الآية76) " (5) أيْ بعد قولِه تعالى: {فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} (الواقعة:75)، وهذا هو أقربُ الأقوالِ (6) والله أعلم
[ line]
( 1) انظر: تفسير القرطبي (17/ 144)، فتح القدير (5/ 159).
(2) انظر: تفسير ابن جرير (27/ 203)، تفسير ابن كثير (6/ 535).
(3) انظر: معاني القرآن وإعرابه (5/ 115).
(4) انظر: إعراب ثلاثين سورة مِن القرآن صـ (87).
(5) فتح القدير (5/ 159).
() انظر هذه المسألةَ في: معاني القرآن وإعرابه للزجاج (5/ 115)، إعراب ثلاثين سورة مِن القرآن لابن خالويه صـ (87)، إعراب القرآن للنحاس صـ (5/ 227)، تفسير ابن جرير (27/ 203)، تفسير ابن الجوزي (7/ 336)، تفسير ابن عطية (15/ 383)، تفسير القرطبي (17/ 144)، تفسير = = البيضاوي (2/ 463)، تفسير ابن كثير (6/ 535)، تفسير الشوكاني (5/ 159)، مغني اللبيب لابن هشام (1/ 238) وهو أوسع مَن تكلَّم عنها، إمعان في أقسام القرآن صـ (6).
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[08 Feb 2005, 11:15 م]ـ
الآية حملت ردا قويا بالفعل-جزى الله الاخ احمد على التذكير بها- ...... فصيغة "لا اقسم "قسم ...... لكن توجيه النفي فيه نظر .......... ومن المستبعد ان تكون "لا "للتوكيد ... كما قال قسم كبير من المفسرين ....... لسبب فطري .... وهو ان الشىء لا يؤكد ..... بنفي الشىء ........ بمعنى لا يزداد البنيان ثباتا ... بهدمه .... هذا لا يعقل .... ولعل التحقيق ما ذهبت اليه عائشة عبد الرحمن ....... عندما ميزت بين نفي القسم ..... ونفي الحاجة الى القسم ...... والثاني هو المراد فى القرآن ... وهذا الاسلوب عربي .. متداول ... كما تقول لصاحبك:"لا اوصيك بكدا .. "وتقصد تأكيد الوصية ... لا بنفيها ... بل بنفي الحاجة اليها ... فتأمل
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[09 Feb 2005, 12:50 ص]ـ
اختلف النحاة في دلالة "لا" إذا أتت قبل القسم .... :
1 - فمنهم من يقول بأن "لا" زائدة وتفيد توكيد القسم فمعنى "لا أقسم" = أقسم
2 - وفريق يقول بأنّ "لا" نافية .... والمعنى أن الأمر لا يحتاج للقسم لوضوحه وعدم الحاجة إليه.
3 - وفريق آخر يقول بأن " لا" نافية لغرض الاهتمام والتوكيد. ومثاله - ما ذكره الأخ الكريم أبو عبد المعز - كأن تقول " لا أوصيك بأبي عبد المعز".
والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Feb 2005, 03:35 م]ـ
بارك الله فيكم جميعاً.
طرحت الأستاذة رفاه زيتوني هذا الموضوع من قبل على صفحات الملتقى، وأجادت بحثه فلينظر.
من الظواهر الأسلوبية في القرآن- ظاهرة القسم المسبوق بلا النافية ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1548).
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[28 Feb 2005, 11:17 ص]ـ
قال الزركشي في البرهان 2/ 177 [طبعة دار المعرفة بتحقيق المرعشلي]:
(قال الخطابي وسمعت ابن أبي هريرة يحكي عن أبي العباس بن سريج قال سأل رجل بعض العلماء عن قوله تعالى: {لا أقسم بهذا البلد} 1 فأخبر أنه لا يقسم بهذا، ثم أقسم به في قوله: {وهذا البلد الأمين} (التين: 3)؟!
فقال ابن سريج: أي الأمرين أحب إليك أجيبك ثم أقطعك أو أقطعك ثم أجيبك؟
فقال: بل اقطعني ثم أجبني.
فقال: اعلم أن هذا القرآن نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بحضرة رجال، وبين ظهراني قوم، وكانوا أحرص الخلق على أن يجدوا فيه مغمزاً، وعليه مطعناً؛ فلو كان هذا عندهم مناقضة لتعلقوا به وأسرعوا بالرد عليه، ولكن القوم علموا وجهلت، فلم ينكروا منه ما أنكرت.
ثم قال له: إن العرب قد تدخل (لا) في أثناء كلامها وتلغي معناها، وأنشد فيه أبياتاً.) انتهى
¥