تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من بدائع التحرير و التنوير في قوله تعالى" إن الذين آمنوا و الذين هادوا و الصابئون (2)]

ـ[أبو زينب]ــــــــ[06 Mar 2005, 09:18 ص]ـ

يقول الله سبحانه و تعالى في الآية 69 من سورة المائدة:

{إِنَّ ?لَّذِينَ آمَنُواْ وَ?لَّذِينَ هَادُواْ وَ?لصَّابِئُونَ وَ?لنَّصَارَى? مَنْ آمَنَ بِ?للَّهِ وَ?لْيَوْمِ ?لآخِرِ وعَمِلَ صَالِحاً فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}

"موقع الآية دقيق و معناها أدق و إعرابها تابع لدقة الأمرين " هكذا بدأ ابن عاشور رحمه الله تفسيره لهذه الآية.

و قد اختلف القراء في قراءة كلمة" الصابئون "و المفسرون في معناها و إعرابها:

فقد قرئت:

الصابئون:قرأها الجمهور بالرفع

الصابون: قرأها نافع و أبو جعفر.

الصابئين: قرأها ابن مسعود و ابن كثير و أبي بن كعب.

الصابيون: عن الحسن بن أبي الحسن و الزهري (و حمزة وقفا).

الصابين:قرأها عثمان بن عفان و عائشة و أبي بن كعب و سعيد بن جبير و الجحدري.

ويروى عن عبد الله (ابن مسعود) أنه قرأ " يا أيها الذين آمنوا والذين هادوا و الصابئون و النصارى ... "

ما جاء في تفسير الأية:

معنى " الصابئون ":

قيل عنهم أنهم:

* فئة تركت عبادة الأوثان قبل بعثة الرسول صلى الله عليه و سلم و عبدت الله وحده على غير نحلة معينة (الظلال).

* طائفة من النصارى و المجوس ليس لهم دين , قاله مجاهد. و قال قتادة:هم قوم يعبدون الملائكة و يصلون إلى غير القبلة و يقرؤون الزبور (ابن كثير و الألوسي)

* قوم يعبدون الكواكب، و لهم قولان. الأول: أن خالق العالم هو الله سبحانه، إلا أنه سبحانه أمربتعظيم هذه الكواكب واتخاذها قبلة للصلاة والدعاء والتعظيم. والثاني: أن الله سبحانه خلق الأفلاك والكواكب، ثم إن الكواكب هي المدبرة لما في هذا العالم من الخير والشر والصحة والمرض، والخالقة لها فيجب على البشر تعظيمها لأنها هي الآلهة المدبرة لهذا العالم ثم إنها تعبد الله سبحانه، وهذا المذهب هو القول المنسوب إلى الكلدانيين الذين جاءهم إبراهيم عليه السلام راداً عليهم ومبطلاً لقولهم، (الرازي)

*الصابون: من صبا يصبو: لأنهم صبوا إلى اتباع الشهوات و لم يتبعوا شرعا و لا عقلا (الشوكاني و البيضاوي).

تفسير الآية:

1 - "إن الذين آمنوا ":

روي عن الثوري أنهم الذين آمنوا بألسنتهم أي المنافقون (و كذلك عن الزجاج).

و روي عن القاضي أنهم المتدينون بدين محمد صلى الله عليه و سلم مخلصون أو منافقون.

2 - " و الصابئون":

ظاهر الأعراب يقتضي أن يقال: والصابئين و لذلك وقع الاختلاف بين المفسرين:

1 - قال ابن كثير: لما طال الفصل حسن العطف بالرفع.

2 - ذهب الرازي مذهبين:

الأول: وهو مذهب الخليل وسيبويه ارتفع الصابئون بالابتداء على نية التأخير، كأنه قيل: إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون، والصابئون كذلك، فحذف خبره، والفائدة في عدم عطفهم على من قبلهم هو أن الصابئين أشد الفرق المذكورين في هذه الآية ضلالاً، فكأنه قيل: كل هؤلاء الفرق إن آمنوا بالعمل الصالح قبل الله توبتهم وأزال ذنبهم، حتى الصابئون فإنهم إن آمنوا كانوا أيضاً كذلك. (وافقه الشوكاني و الألوسي)

الثاني: وهو قول الفراء أن كلمة {إن} ضعيفة في العمل ههنا، وبيانه من وجوه:

الأول: أن كلمة {إن} إنما تعمل لكونها مشابهة للفعل، ومعلوم أن المشابهة بين الفعل وبين الحرف ضعيفة.

الثاني: أنها وإن كانت تعمل لكن إنما تعمل في الاسم فقط، أما الخبر فإنه بقي مرفوعاً بكونه خبر المبتدأ، وليس لهذا الحرف في رفع الخبر تأثير، وهذا مذهب الكوفيين.

الثالث: أنها إنما يظهر أثرها في بعض الأسماء، أما الأسماء التي لا يتغير حالها عند اختلاف العوامل فلا يظهر أثر هذا الحرف فيها، والأمر ههنا كذلك، لأن الاسم ههنا هو قوله {?لَّذِينَ} وهذه الكلمة لا يظهر فيها أثر الرفع والنصب والخفض. أي إنه إذا كان اسم {إن} لا يظهر فيه أثر الإعراب، جاز للمعطوف عليه النصب على إعمال حرف إن، و جاز الرفع على إسقاط عمله،

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير