[دلالة المثلية في آيات التحدي دراسة بيانية ناقدة]
ـ[د/ سعيد جمعة]ــــــــ[28 Apr 2005, 11:40 م]ـ
دلالة المثلية في آيات التحدي
دراسة بيانية ناقدة
تقديمالحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه، والتابعين لهم بإحسان، إلى يوم الدين، أما بعد:
فإنني لا أكاد أعلم قضية نالت من العناية والاهتمام، وتنوعت فيها الكتب والدراسات مثل قضية الإعجاز في القرآن الكريم.
فكل من تناول القرآن الكريم على أي مستوى من مستويات التناول وقف بلا شك أمام الإعجاز، سواء كان التناول بالشرح والتحليل، أو النظر والتدبر واستخلاص الدروس، أو حتى بالنقد والهجوم.
كل هؤلاء وغيرهم (ممن تناول قضية الإعجاز) وقف أمام عدة آيات يقال لها: (آيات التحدى).
وهذه الآيات - على قلتها – تمثل لب الإعجاز، لأنها تطلب من الخلق كافة ومن المكذبين خاصة الإتيان بمثل القرآن، أو ببعض من القرآن.
ومع كثرة المؤلفات إلا أنك لاتجد مايروي الغلة، ويريح الفؤاد، في توضيح معنى (من مثله) مع أن هذا هو المتحدى به، وهو بيت القصيد وجوهر المراد.
فالتحدي في: (حديث مثله)، أو في (مثل هذا القرآن)، أو (عشر سور مثله)، (أو سورة من مثله).
ذاك هو مناط التحدي.
ليس التحدي في المجيء بأعلى كلام في البلاغة ولا المجيء بأسهل لفظ وأحسن سبك وأجمل أسلوب 0، ولا المجيء بكتاب أو بعض كتاب يشمل تنبؤات عن الزراعة والفلك والطب، وغير ذلك 0
الإعجاز يكمن في هذا اللفظ (المثل) 0
فما المراد بكلمة المثل؟
ذاك هو الموضوع 0
وحقيقة لقد دفعني إلى ولوج هذا الخضمّ ماظهر في عصرنا من كتابات كانت في الماضي تختمر بخمار الخجل، وتتقنع بقناع الحياء، وكانت تغمز حينا وتلمز أحيانا أخرى وتدعى إمكان المجيء بمثل القرآن 0
وظل هذا يبدو ساعة ويختفي أخرى حتى فتحت علينا الأبواب كما تفتح يأجوج ومأجوج، فامتلأت الأسماع والأبصار بكتابات وأصوات يصرخ أهلها ليل نهار، بكلام زعموا أنه (مثل القرآن)، وبهذا يسقط (في زعمهم) التحدي 0
لقد كتبوا كلاما ً على هيئة آيات القرآن الكريم، وحوروا، وبدلوا، لكنهم جاءوا بالهيئة والنسق وتقسيم العبارات ونغماتها وفواصلها، وصارت حربا ثقافية يريدون من ورائها سلخ الأمة من دينها وتشويه الكتاب المقدس الذي يحفظ لها هويتها، ووحدتها،حتى أن الأمر وصل إلى درجة أن يؤلف كتاب سموه (الفرقان الحق) وأرادوا تقريره على العالم الإسلامي والعربي ليكون بديلا عن القرآن الكريم!!!!
لقد وصل الأمر إلى هذا المدى وأكثر، ناهيك عن مطبوعاتهم التي تقذف بها وسائل الإعلام صباح مساء0
ولكي أضع القارئ أمام هذا الذي يسمونه سورا تتحدى القرآن الكريم أنقل لكم سورة واحدة سماها صاحبها سورة الشجرة وقال إن عندي سبعين سورة على غرارها ويستطيع القارئ أن يرجع إلى مثل هذا فى مواقع الأنترنت مثل موقع منتدى نادي الفكر العربي والذي نقلت منه هذه الجمل التي يسميها صاحبها سورة الشجرة، وهاهي تي:
سُورَةُ الشَّجَرَةِ
سُبْحَانَ الّذِي خَلَقَ فَقَدَّرَ (1) وَ جَعَلَ الْقَلَمَ سُنَّةً لِلْعَالَمِينَ (2) وَ أَوْحَى إِلَى فَرِيقٍ مِنَ النَّاسِ لِيُؤْمِنُوا بِاللهِ وَ رَسُولِهِ وَ مَلاَئِكَتِهِ وَ مَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ (3) وَ فَرِيقاً صَدَّ عَنْ الهُدَى فَأَزَلَّهُمْ الشَّيْطَانُ تِلْكَ مَشِيئَةُ اللهِ رَبِّ العَالَمِينِ (4) فَمَنْ شَاءَ الهُدَى هَدَيْنَاهُ إِلَيْهِ وَ يَسَّرْنَا أَمْرَهُ وَ مَنْ رَغِبَ عَنْهُ فَالزَّيْغُ طَرِيقُهُ وَ مَا نَحْنُ بِظَالِمِينَ (5) سُنَّةُ اللهِ مُذْ كَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ فَرِيقٌ إِلَى جَهَنَّمَ وَ فَرِيقٌ إِلَى الْجَنَّةِ مُكْرَمِينَ (6) وَ اذْكُرْ فِي الكِتَابِ ذَا الهِمَّةِ إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلى بَني إِسْرَائيِلَ وَ أَيَّدْناهُ بِذِكْرٍ مُبِينٍ (7) فَكَذّبُوُهُ وَ قَالُوا إِنْ أَنْتَ إِلاَّ كَاهِنٌ مَجْنُونٌ (8) أَلاَ إِنَّهُم فِي ضَلالِهِم يُوغِلُونَ (9) فَفَجَّرْنَا مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِم مَاءًا حَتّى بَلَغَ الْحَنَاجِرَ فَقَالوُا هذا سِحْرٌ مَكِينٌ (10) وَ غَرِقُوُا فِي اليَمِّ أَوْ كَادُوا يَغْرَقُونَ (11) فَقَالُوا ادْعُ لَنَا الْلّهَ يَرْحَمنَا فَنَكُونُ مِنَ
¥