تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

تفسير يحيى بن سلام ومختصَراه

ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[03 May 2005, 03:22 م]ـ

كنت قد شاركت في دورة علمية في الدمام قبل ما يزيد على ثلاث سنوات، وكانت عن كتب التفسير، وما يتعلق بها، متتبعًا المطبوع منها خلال القرون، وكنت أدون ملاحظات سريعة لتكون منطلقًا لي في الإلقاء، وكان مما دونته هذه المعلومات عن تفسير يحيى بن سلام وتفسير هود بن محكم وتفسير ابن أبي زمنين، وقد رأيت أن أضعها هنا، وإن تيسر لي بعد ذلك قراءة متأنية لتفسير يحيى، فلعي أضيفها إن شاء الله.

تفسير القرآن ليحيى بن سلام البصري (ت: 200)

1 ـ أخذ يحيى بن سلام عن علماءِ البصرةِ نحاتِها ولغوييها ومفسِّريها، لذا ورد في كتابه بعض المسائل الإعرابية، وهو بذلك يُعدُّ من أوائل من أدخلوا الإعراب في التفسير الشامل للقرآن.

2 ـ اعتمد الإسناد في روايته عن المفسرين، وقد يورد بعض الأحاديث المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

3 ـ روى عن الحسن (ت: 110)، وقتادة (ت: 117) فأكثر عنهما، وروى عن مجاهد (ت: 104)، وعكرمة (ت: 105)، والكلبي (ت: 146)، وغيرهم.

4 ـ اعتنى بالقراءات فأوردها وأورد توجيهها.

في قوله تعالى: (وما هو على الغيب بضنين)، قال: (((وما هو على الغيب): الوحي. (بضنين): ببخيل يبخل عليكم به، وبعضهم يقرأ (بظنين؛ أي: بمتهم)) تفسير ابن أبي زمنين (5: 101).

5 ـ يصدِّر تفسيره أو تعليقه أو استنباطه بقوله: ((قال يحيى)).

ومن ذلك ما ورد في قوله تعالى: (لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتَاتاً فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (النور: 61)

قال: (((لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ): تفسير قتادة، قال: منعت البيوت زمانًا، كان الرجل لا يتضيَّف أحدًا ولا يأكل في بيت غيره تأثُّمًا من ذلك.

قال يحيى: بلغني أن ذلك حين نزلت هذه الآية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِل) (النساء: 29).

قال قتادة: فكان أول من رخَّص الله له الأعمى والأعرج والمريض، ثمَّ رخَّص لعامَّة المؤمنين (ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم) إلى قوله: (أو صديقكم).

فقوله: (أو ما ملكتم مفاتحه) قال بعضهم: هم المملوكون الذين هم خزنة على بيوت مواليهم.

وقوله: (صديقكم) قيل للحسن: الرجل يدخل على الرجل ـ يعني: فيأكل منه صديقه ـ فيخرج الرجل من بيته، ويرى الآخر الشيء من الطعام في البيت، فيأكل منه؟

فقال: كُلْ من طعام أخيك.

قال يحيى: لم يذكر الله في هذه الآية بيت الابن، فرأيت النبي عليه السلام إنما قال: (أنت ومالك لأبيك) من هذه الآية)) تفسير القرآن لابن أبي زمنين (3: 247).

6 ـ وليحيى بن سلام (ت: 200) في تفسيره اختيارات، وقد ذكرها بعض المفسرين؛ كالماوردي (ت: 450)، ومن نقل عن الماوردي؛ كابن الجوزي (ت: 597)، والقرطبي (ت: 671).

7 ـ مع قِدَمِ هذا التفسير، وكونه مسندًا إلى المفسرين، فإنَّك لا تجد عنه نقلاً في كتب التفسير المسندة؛ كتفسير الطبري (ت: 310)، وابن أبي حاتم (ت: 327)، وغيرهما، ولم يُفِد منه السيوطي (ت: 911) في الدر المنثور، مع أنه نقل في آخره عن ابن حجر قوله: ((ومنها تفسير يحيى بن سلام المغربي، وهو كبير في نحو ستة أسفار، أكثر فيه النقل عن التابعين وغيرهم،، وهو لين الحديث، وفيما يرويه مناكير كثيره، وشيوخه مثل سعيد بن أبي عروبة ومالك والثوري)) الدر المنثور (8: 701 ـ 702)، وقد نقله عن العجاب في بيان الأسباب

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير