تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[متى كانت بداية تدوين القرآن الكريم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟]

ـ[أحمد القصير]ــــــــ[01 Apr 2005, 01:46 م]ـ

هذا السؤال عرض لي وأنا أحرر مراحل كتابة القرآن الكريم، فلاحظت أن مرحلة تدوينه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لم تحرر تاريخياً، وأقصد أن هذه المسألة لم تناقش في كتب علوم القرآن، ولعل البعض وقف على بعض النصوص التي نستطيع من خلالها معرفة أول مرة كتب فيه القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Apr 2005, 03:20 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي العزيز أبا خالد وفقه الله ونفع به. هذا جواب قريب من هذا الموضوع كنت كتبته لأحد المواقع الإسلامية. فرأيت وضعه هنا مع الإشارة إلى أن الدكتور غانم قدوري الحمد قد عرض لهذا في (رسم المصحف) 95 - 100 ولم يجد نصوصاً كثيرة في الموضوع، غير أن المتفق عليه أن القرآن قد بدأت كتابته مع بداية نزول الوحي تقريباً. وأن القرآن الكريم كله كُتِبَ في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد كان ظهور الإسلام في مكة إيذاناً بنهضة كتابية عظيمة، تتمثل في حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- على تدوين القرآن الكريم منذ بدء نزوله، وتعلم الصحابة – رضي الله عنهم- للكتابة.

والأدلة على أن القرآن الكريم كتب كله بين يدي النبي -صلى الله عليه وسلم- كثيرة على ذلك منها:

1 - في قصة إسلام عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، أنه ذهب لبيت أخته فاطمة بنت الخطاب وهي مع زوجها -رضي الله عنهما-، يقرأُ لهما سورة طه خباب بن الأرت رضي الله عنه من صحيفة مكتوبة، وهي صحيفة من صحف كثيرة كان يكتب فيها القرآن الكريم في أول الإسلام في مكة، ثم بعد ذلك في المدينة.

2 - نهي النبي -صلى الله عليه وسلم- عن كتابة غير القرآن في أحاديث كثيرة، منها ما رواه الإمام مسلم في صحيحه (3004): "لاَ تَكْتُبُوا عَنِّي شَيْئًا إِلاَّ الْقُرْآنَ فَمَنْ كَتَبَ عَنِّي شَيْئًا غَيْرَ الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ " وهذا لفظ أحمد (11142). وهذا حث من النبي -صلى الله عليه وسلم -وأمر بكتابة القرآن، ودليل على عناية الصحابة – رضي الله عنهم- بكتابة الوحي، وأنهم قد تجاوزوا تدوين القرآن إلى تدوين كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- مما دعاه عليه الصلاة والسلام أن ينهاهم عن كتابة شيء غير القرآن.

3 - عن ابن عباس – رضي الله عنهما- قال: قلت لعثمان بن عفان – رضي الله عنه- ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموها في السبع الطوال؟

فقال عثمان- رضي الله عنه-: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد فكان إذا نزل عليه الشيء يدعو بعض من كان يكتب فيقول ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا وإذا نزلت عليه الآية فيقول ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا). أخرجه الترمذي (3086) وأبو داود (786) والنسائي في السنن الكبرى (8007) والبيهقي في السنن الكبرى (2/ 42) وأحمد (376). فهذا دليل على أن الرسول – صلى الله عليه وسلم - كان يأمر بكتابة كل ما ينزل عليه من القرآن مباشرة.

4 - أخرج أبو داود (2507) وغيره عن زيد بن ثابت – رضي الله عنه- قال: (كنت إلى جنب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فغشيته السكينة فوقعت فخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم - على فخذي فما وجدت ثقل شيء أثقل من فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سُرِّي عنه فقال:"اكتب". فكتبت في كتف: "لا يستوي القاعدون من المؤمنين" "والمجاهدون في سبيل الله ... " إلى آخر الآية [النساء:95]. فقام ابن أم مكتوم – رضي الله عنه- وكان رجلا أعمى لما سمع فضيلة المجاهدين فقال يا رسول الله فكيف بمن لا يستطيع الجهاد من المؤمنين؟ فلما قضى كلامه غشيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- السكينة فوقعت فخذه على فخذي ووجدت من ثقلها في المرة الثانية كما وجدت في المرة الأولى ثم سُرِّي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال:"اقرأ يا زيد". فقرأت: "لا يستوي القاعدون من المؤمنين"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"غير أولي الضرر .. " الآية كلها. قال زيد – رضي الله عنه- فأنزلها الله وحدها فألحقتها والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير