[ما المراد بالوجوه والنظائر؟ شارك في الإجابة، وناقش شيخ الإسلام ..]
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[12 Feb 2005, 10:12 م]ـ
بسم الله
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في سياق كلام له:
(والأسماء المشتركة فى اللفظ هى من المتشابه، وبعض المتواطئة أيضا من المتشابه. ويسميها أهل التفسير: الوجوه والنظائر، وصنفوا كتب الوجوه والنظائر؛ فالوجوه فى الأسماء المشتركة والنظائر فى الأسماء المتواطئة.
وقد ظن بعض اصحابنا المصنفين فى ذلك أن الوجوه والنظائر جميعا فى الأسماء المشتركة، فهى نظائر باعتبار اللفظ ووجوه باعتبار المعنى.وليس الأمر على ما قاله بل كلامهم صريح فيما قلناه لمن تأمله.) مجموع الفتاوي ج:13 ص:276
وفي البرهان للزركشي: (فالوجوه اللفظ المشترك الذى يستعمل فى عدة معان كلفظ الأمة، والنظائر كالألفاظ المتواطئة.
وقيل النظائر فى اللفظ والوجوه فى المعانى. وضعف لأنه لو أريد هذا لكان الجمع فى الألفاظ المشتركة وهم يذكرون فى تلك الكتب اللفظ الذى معناه واحد فى مواضع كثيرة فيجعلون الوجوه نوعا لأقسام والنظائر نوعا آخر كالأمثال.)
فما تعليق المشايخ الكرام؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[12 Feb 2005, 10:13 م]ـ
فأجاب عبدالرحمن الشهري وفقه الله بقوله:
أورد الدكتور مساعد الطيار المعنى الذي فهمه لمصطلح الوجوه والنظائر في كتابه (التفسير اللغوي) 91 - 94 فقال ما نصه: (غلبَ هذا المصطلحُ على المؤلَّفات التي كُتِبَتْ في هذا العلمِ، وقد اختلفَ العلماءُ في بيانِه، ولما لم يكنْ تحريرُ هذا الخلافِ من صلبِ البحثِ، فإنِّي قد حَرَصْتُ على استقراءِ أوَّلِ كتابٍ فيه: كتابِ مقاتلِ بنِ سليمانَ البلخيِّ (ت150)، حتى أتبينَ منه المرادَ بهذا المصطلحِ؛ لأنَّ من كتبَ بعده في هذا العلمِ عَالَةٌ عليه، وإذا ظهرَ مرادُه بهذا المصطلحِ، فإنه يُحتكمُ إليه، ويُصحَّحُ ما خالفَه من التَّعريفاتِ التي ذكرها العلماءُ. وبعدَ استقراءِ كتاب مقاتلٍ، ظهرَ لي مرادُه بعلمِ الوُجُوهِ والنَّظائرِ، وإليك هذا المثال الذي يتبيَّنُ منه مرادُه بالوجوه والنَّظائرِ:
قال مقاتل: تفسيرُ الحسنى على ثلاثةِ أوجهٍ:
فوجهٌ منها: الحسنى؛ يعني: الجنَّةَ، فذلك قولُه في يونسَ: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الحُسْنَى) يونس: 26؛ يعني: الذين وَحَّدُوا لهم الحسنى؛ يعني: الجنَّةَ، (وَزِيَادَةٌ)؛ يعني: النَّظرَ إلى وجهِ اللهِ.
ونَظِيرُها في النَّجمِ، حيثُ يقولُ: (وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالحُسْنَى) النجم: 31؛ يعني: بالجنَّةِ، وكقولِه في الرحمنِ: (هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إلاَّ الإحْسَانُ) الرحمن: 60 يقول: هلْ جزاءُ أهلِ التَّوحيدِ إلا الجنَّةُ.
الوجه الثاني: الحسنى؛ أي: البنون، فذلك قول الله تعالى في النَّحْلِ: (لَهُمُ الحُسْنَى) النحل: 62؛ أي: البنون.
والوجه الثالث: الحسنى؛ يعني: الخيرَ، فذلك قولُه في براءة: (إنْ أرَدْنَا إلاَّ الحُسْنَى) التوبة: 107 يقولُ: ما أردنا ببناءَ المسجدِ إلاَّ الخيرَ.
ونظيرها في النساءِ: (إنْ أرَدْنَا إلاَّ إحْسَاناً وَتَوفِيقًا) النساء: 62؛ يعني: الخير).
**تحليلُ هذا المثالِ **
1 ـ إنَّ مقاتلَ بنَ سليمان جعلَ لفظَ الحسنى في القرآن على ثلاثةِ وجوهٍ: (الجنَّة، والبنون، والخير)، وهذه الوجوهُ معانٍ مختلفةٌ لهذه اللَّفظةِ.
2 ـ وإنه يكفي في الوجوه اتفاقها في المادَّةِ، وإن لم تتفقْ في صورةِ اللَّفظِ؛ كالحسنى والإحسانِ.
3 ـ وإنه في الوجه الأولِ فَسَّرَ الحسنى في آيةِ يونسَ بأنها الجنَّة، ثمَّ جعل الحسنى في آيةَ سورةِ النَّجمِ نظيرةً لآيةِ سورةِ يونس.
وفسَّرَ الحسنى في آية سورة براءة بأنها الخير، ثُمَّ جعلَ الحسنى في آية سورة النَّساء نظيرةً لها، فهما موضعان مختلفان من القرآنِ، لكنهما اتفقا في مدلولِ اللَّفظةِ، وهذا يعني أنَّ تماثلَ المدلولِ في الآيتينِ هو النظائرُ.
4 ـ وإنه لم يذكر في الوجه الثاني نظيرًا للآيةِ، وهذا يعني أنَّه لا يلزمُ أن يكونَ في كلِّ وجهٍ من الوجوهِ نظائرُ من الآياتِ.
ومن هذا الموضع المنقولِ عن مقاتلٍ (ت: 150) يتحرَّرُ مصطلحُ الوجوهِ والنَّظائرِ، ويكونُ كالآتي:
¥