[صورتان في القرآن الكريم للعلم النافع والعلم الذي لا ينفع]
ـ[عطية الله]ــــــــ[17 Feb 2005, 01:26 م]ـ
[صورتان في القرآن الكريم للعلم النافع والعلم الذي لا ينفع]
قال الله تعالى في سياق قصة قارون: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ {79} وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ {80} فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ {81} وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ {82} سورة القصص
هؤلاء أهل العلم بالله تعالى وعظمته ووقاره وحقّه عز وجل، والعلم بحقارة الدنيا وزخرفها، والعلم بأمر الآخرة وأنها هي خير وأبقى وهي المقصِد، والعلم بأن ما أوتيه قارون ليس دليلاً على رضاء الله عنه وليس دليلاً على أنه ناجٍ مفلح وأن الذي ينبغي أن يتمناه العبدُ وتتوجه إليه همته هو ثواب الله لا زخرف الدنيا فهي علوم مجتمعة ونور على نور .. كل ذلك من جملة "ويلكم ثواب الله خير".
وأهل الجهل قالوا عن قارون: "إنه لذو حظٍ عظيم" فتمنّوا أن يكونوا مثله وظنوا أنه حظيٌّ عند الله، إما في الدنيا -والحال أن هذا منتهى إرادتهم ونظرهم ولا التفاتَ لهم إلى الآخرة- أو أنهم مع ذلك ظنوا أنه لا يكون ذا حظ بهذا الشكل في الدنيا إلا وهو حظيٌّ عند الله بإطلاق مرضيٌّ عنه عند ربه، فكان جهلهم جهالاتٍ متراكمة بعضها فوق بعض.
وقال تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ {82} فَلَمَّا جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون {83} فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ {84} فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ {85} آخر سورة غافر
عندما جاءتهم رسلهم بالهدى والبينات وتلتْ عليهم الوحي صدوا عن دعوتهم واستهانوا بهم واستخفوا واستهزؤوا وفرحوا بما عندهم من العلوم والفلسفات والثقافات والحضارة والمدنية والتقدم والتكنلوجيا والفنون والآداب وسائر المعارف والتجارب والمكاسب الإنسانية، ورأوا أنهم على شيء وأنهم أفضل من الأنبياء علماً ومعرفةً، وأن ما عند الأنبياء ليس بعلمٍ ولا شيئاً ذا قيمة، مجرد مواعظ وآداب وأحكام وما شابه ذلك عندنا نحن مثلها وأكثر منها وليس فيها جديد ولا إبداع ... !
إنه العلم الفاسد المذموم المردي، وقد سماه الله علماً مع ذلك.
ولعلي أستظهر لتسميته علماً أوجهاً: منها أنه كذلك في نفس الأمر إذ هو إدراكٌ.
ومنها أنه ليس مذموماً بإطلاق من حيث هو، وإنما كان علماً فاسداً غير نافع لأنه صدّ عن سبيل الله وجُعِل في معارضة العلم والهدى والنور الذي جاء به الأنبياء. والله أعلم
اللهم إنا نسألك علماً نافعاً وعملا صالحاً ورزقاً طيباً مباركاً وعملاً متقبَّلاً وغنىً عن الناس .. آمين
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[26 Sep 2006, 11:16 ص]ـ
[ center][color=black][b] اللهم إنا نسألك علماً نافعاً وعملا صالحاً ورزقاً طيباً مباركاً وعملاً متقبَّلاً وغنىً عن الناس .. آمين
آمين
العلم النافع يدل على أربعة أمور:
أولها: على معرفة الله تبارك وتعالى بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى، فهذا أول ما يدل عليه العلم النافع.
إذا لم يفدك العلم شيئاً فليتك ثم ليتك ما علمتا
فتقوى الله رأس الأمر حقاً وليس بأن يقال لقد رأستا
فالعلم النافع: هو الذي يدلك على معرفة الحي القيوم، ليس كمعرفة اليهود والنصارى، الذي يعرف الله ويسكر في الليل، فهذا عرف الله كما يعرف الكلب أن له رباً، وهذه معرفة لا تنفع، إنما العلم الخشية، وإنما يخشى الله من عباده العلماء.
الأمر الثاني: المعرفة بما يحبه الله ويرضاه وهي ثلاثة أقسام:
ففي العقائد: عقيدة أهل السنة والجماعة، وفي الظاهر: الحلال والحرام، وفي الباطن: اعتقاد القلب بالصفات الجميلة، والردع والتخلي عن الصفات الذميمة، هذا هو العلم النافع الذي يدل على ما يحبه الله ويرضاه، ويحصل هذا بالتفقه في الدين.
والأمر الثالث: الذي يدل عليه العلم النافع، دعوة الناس إلى هذا العلم.
علامة العلم النافع أن تحرص على نشره بين الناس, وتحرص على تبليغه، فلا تكتمه ولا تحجر عليه، لا تتعلم وتثقل على نفسك، فإن معنى ذلك أنك تميت العلم في نفسك.
قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [البقرة:159 - 160].
الأمر الرابع: الزهد في ما لا يقرب من الله الحي القيوم. علامة العلم النافع: الزهد في الدنيا، فازهد في غير كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.)
مقتبس من: هنا ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=FullContent&audioid=19485)
¥