[المرأة في القرآن:]
ـ[ tafza] ــــــــ[03 Apr 2005, 12:46 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم؛
الحمدلله رب العالمين: اما بعد فللحق أعلام وللحقيقة نظام والوسيلة مطلوبة والقدرة على أقسامها موهوبة والسعادة بشموش الكمال مقرونة والخبرة الابدية باسعمال مناسك الشريعة موهوبة؛
وأعلى الدرجات في عليين درجة العاملين وأعلاها منزلة الهادين المحققين،
ولا منزلة لعالم في دين الله لا يفيد كما انه لا وجود حياة لحقيقة نفس لا تفيد؛
وأن أبعد الناس من السعادة من استهان بأحكام الملة؛ وأخل بشروط المحققين من اهل القبلة .. !!
[المرأة في القرآن:]
عندما كانت الحضارة الاسلامية شاهدة على عصرها، قوامة بالقسط والعلم على العالم، كان ذلك بفعل عمق التشابك بين المنجز الاسلامي وبين النصوص المؤسسة للعقل المسلم (القرآن والسنة) رؤية وفكرا وعقيدة وممارسة ذلك ان الحضارة الاسلامية هي الوحيدة بين حضارة العالم التي انبعثت من القرآن الكريم محققة احد معطياته المعرفية والمنهجية الا وهي وحدة الايمان والمعرفة بفضل تلق دقيق وواع للقرآن الكريم يقوم على اسساس الرؤية الكلية للقرآن، والابتعاد ـ الا قليلا عند بعض الفرق الكلامية مثل المرجئة والجبرية والقدرية ـ على القراءة العضينية للقرآن، وهي القراءة، التي تقسم القرآن الى موضوعات مبتسرة انسجاما مع رؤية ذاتية ومصلحية لموضوعات معينة مثل الجبر والارجاء والاختيار ,,, الخ دعما لمواقف سياسية او اجتماعية تفتقر الى العدل والشرعية وهي القراءة التي رفضها القرآن الكريم، وتوعد الله عز وجل ممارسيها بالعقاب ,,
(الذين جعلوا القرآن عضين * فوربك لنسألنهم اجمعين * عما كانوا يعملون) /92 ـ 94 ,
ذلك لان هذا القراءة تفتح بوابة اختلاط ما هو بشري بالنص الالهي تمهيدا لاحتوائه باسم الوصاية على الدين، ورعاية شؤون الناس القاصرين عن ادراك مضامين النص ,
لقد تعرض القرآن الكريم وشموليته وصفاؤه لمثل هذه القراءات فنتج عن ذلك تشوهات معرفية واجتماعية وسياسية اضرت بنقاء القرآن ورسالته الانسانية، وبجمال الحضارة الاسلامية انعكست في كل فكر الكثير من الناس وسلوكياتهم، اثارت شبهات كثيرة عمل اعداء الاسلام من خلالها على الطعن في الاسلام ومحاربته مثل شبهة اعتماد الاسلام القوة والغزو والسطو وسائل لنشره وكذلك شبهة احتقار الاسلام للمرأة والحط من شأنها والنظر اليها على انها اداة للمتعة ليس الا .. تابع للرجل وكائن تمكن قوته في اغرائه واحتيالاته المريبة.
لقد عانت المرأة المسلمة من اضطهادين اضطهاد من الداخل الاسلامي، واضطهاد من الخارج غير الاسلامي وتوابعه في الداخل الاسلامي فاما الذي من الداخل الاسلامي فكان بسبب التمسك بتلك التأويلات لكثير من نصوص القرآن والسنة التي تشكلت في اطار سياقات ثقافية واجتماعية معينة ولاسيما تلك التي تكونت في عصر الجمود والتقليد الذي اصاب الحضارة الاسلامية بعد القرن الثامن الهجري .. مضفية الشرعية على العلاقات القبلية التي حددت حركة المرأة داخل البيت بلا اي محتوى علمي او معرفي ,,
واما الذي من الخارج غير الاسلامي فكان بسبب عاملين: الاول، قراءتها المغلوطة وغير البريئة التي انحصرت في (الف ليلة واليلة) وعصر الجواري، والتأويلات الخاطئة لكثير من الكتابات الاسلامية القديمة والحديثة التي حددت مكانة المرأة في البيت وعزلتها عن المجتمع والحضارة ومؤسساتهما المتعددة والثاني عملية اغراقها بمعطيات الانموذج الغربي للمرأة، والدعوة الخبيثة لتحررها (من الدين طبعا) من دون اية اعتبارات لخصوصية النسق الحضاري ومكوناته العقائدية والاجتماعية والاخلاقية والاقتصادية ,,
ان الرؤية للمرأة وقراءتها من كلا الجانبين لم تأت عن قراءة علمية دقيقة وبريئة، لنصوص الشريعة الاصلية (القرآن والسنة) فجاءت مصابة بغبش حضاري اساء للاسلام ثم للمرأة ثم للانسان بوصفها شقه الجميل، لتعم الاساءة للمجتمع كله ,,
¥