[السلسلة الذهبية في المقالات القرآنية المنتقاة من الشبكة العنكبوتية [المقال الثاني]]
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[02 Feb 2005, 08:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا هو المقال الثاني من المقالات القرآنية المنتقاة من الشبكة المعلوماتية
وهذا رابط المقال الأول: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1559
الفواصل القرآنية – دراسة بلاغية
د. السيد خضر، قسم اللغة العربية
بسم الله الرحمن الرحيم
نزل القرآن بلسان عربي مبين، ونزل على قوم شغلهم البيان حتى كان أعظم بضاعتهم، وتفعل الكلمة فيهم ما لا تفعل السيوف،وقد كانوا مجبولين بحكم البيئة والنشأة وأمية الكتابة على حب البيان الرفيع المليء بالصور الإيقاعية المساعدة على تذكر المادة اللفظية كالقوافي والأسجاع وكل ما يعطي نغماً موسيقياً لفظياً، وكان على القرآن لكي يؤثر فيهم أن يعلو على بيانهم، وهكذا جاء القرآن ممثلاً أرقى استعمال للغة من لغات البشر، وتشرفت العربية بهذا الشرف الرفيع.
وصور الإعجاز في القرآن لا تحصى، ومنها إعجازه اللغوي، ومن مظاهر الإعجاز اللغوي استعماله للفواصل التي أغنى الله بها العرب عن ولعهم بالقوافي والأسجاع وعشقهم لموسيقى الألفاظ، فوجدوا خيراً من ذلك في القرآن الكريم، فآمنوا به.
وقد درستُ الفواصل وسط أخواتها من الظواهر الإيقاعية المشابهة لها في نهايات الجمل العربية كالقافية والسجع والجناس - حين يكون آخر الجملة – والإتباع، وذلك ليظهر لنا فضل القرآن على غيره من الكلام، مع أنه استعمل اللغة نفسها التي استعملها العرب بكل صورها ومظاهرها تقريباً، ولن ندخل هنا في تفاصيل الخلاف الذي ثار بين البلاغيين حول استعمال مصطلح السجع في القرآن الكريم، وإنما نذكر أن الشائع استعمال مصطلح الفاصلة في القرآن والسجع في غيره، مع التنبيه على أنه ليست كل الفواصل مسجوعة، بل منها المسجوع ومنها المرسل.
وتحليل الفواصل ودراستها يستدعي الإلمام بعلوم الأصوات والصرف والنحو والمعجم والدلالة، وذلك كله يمدّ الدراسة الأسلوبية بعناصرها الأولى، وهو ما فعلناه في دراستنا هذه.
تعريف الفاصلة: هي لفظ آخر الآية ينتهي بصوت قد يتكرر محدثاً إيقاعاً مؤثراً في صورة السجع وقد لا يتكرر، ولكن الفاصلة تحتفظ دائماً بإحدى صور التوافق الصوتي مع الفواصل السابقة واللاحقة، أما تفصيل الموضوع فعلى النحو الآتي:
1 - الدراسة الصوتية: استعمل القرآن في الفواصل حروفاً ذات وقع نغمي ووضوح سمعي لتظهر للسمع حين الوقف عليها، والوقف على أواخر الآيات من سنن القراءة كما هو معلوم، ولذلك استعمل النون فاصلة في حوالي 51% من آياته، تلتها الميم بحوالي 12,5% وهما أهم حروف الترنم في العربية، في حين لم يستعمل الخاء فاصلة قط لصعوبتها وصعوبة الوقف عليها.
وهذا إحصاء بالحروف المستعملة في الفواصل ونسب استعمال كل منها،مع العلم بأن عدد آيات القرآن الكريم (6247) آية.
الحرف / عدد مرات استعماله فاصلة / النسبة المئوية لاستعماله فاصلة
النون / 3182/ 50,93 %
الميم / 775/ 12,40%
الراء / 690/ 11,04%
الدال / 286/ 4,62%
الألف المقصورة / 245/ 3,92%
الباء / 239/ 3,82%
اللام
212
3.39%
الهاء
173
2,76%
الياء
87
1,39%
القاف
66
1,05%
ألف المد
42
67%,
التاء
42
67%,
العين
33
52, %
الفاء
22
35, %
الجيم
20
32, %
الطاء
19
30, %
الزاي
18
28, %
الهمزة
17
27, %
الظاء
17
27, %
السين
14
22, %
الصاد
12
19, %
الكاف
9
14, %
الواو
6
096, %
الثاء
6
096, %
الحاء
5
080, %
الضاد
4
064, %
الشين
3
048, %
الذال
2
032, %
الغين
1
016, %
الخاء
×
×
ملاحظات حول العد والإحصاء:
- عددت تاء التأنيث التي يوقف عليها بالسكون هاء كما في " الحاقة والقارعة" لأن مبنى الفواصل على الوقف، وهي تصير بالوقف هاء لا تاء.
-لم أعد حرف المد الناشئ عن الوقف على التنوين فاصلة لأنه ليس من بنية الكلمة، ولا يظهر إلا في حالة النصب، واحتسبت بدلاً منه الحرف السابق عليه، واعتضدت في ذلك بموقف العروضيين حين فعلوا ذلك في القوافي، فالقافية في قول شوقي:
سلوا قلبي غداة سلا وتابا لعل على الجمال له عتابا
قافية بائية كما هو معلوم.
بعض النتائج المستخلصة من الجدول السابق:
¥