تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[زيارة خاصة للدكتور عدنان محمد زرزور، وعرض لكتابه في علوم القرآن في طبعته الجديدة]

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Apr 2005, 04:44 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

في حي هادئ من أحياء مدينة عيسى بِمَملكةِ البحرين أظنه حي (الرفاع الشرقي)، وعلى مقربةٍ من جامع الأَحْمدي يقعُ مَنْزلُ الدكتور عدنان محمد زرزور حفظه الله، وهو الآن أستاذ بجامعة البحرين يُدَرِّسُ علومَ القرآنِ الكريمِ والتفسير وما يتعلق بذلك، وهو من الأساتذة السوريين الأوائل الذين طَوَّحَ بِهمُ الاغترابُ، وأحسبهُ الآنَ قد جاوزَ الستين مد الله في عمره على الخير والعلم والطاعة. وقد عرض علي الأخ العزيز الدكتور مساعد الطيار وفقه الله زيارةَ الدكتور عدنان للحديث معه حول بعض القضايا العلمية، التي تعرَّض لها الدكتور عدنان في مؤلفاته، والاستفادة من خِبْرتهِ بكتب المُعتزلةِ بعد كتابته لرسالته الدكتوراه عن (الحاكم الجشمي ومنهجه في التفسير) وهو من تفاسير المعتزلة التي لم تطبع بعدُ، والذي ذهب المؤلف فيه إلى أن الزمخشري قد اتكأ عليه في تصنيفه للكشاف دون إشارةٍ إلى ذلك، مع كونهِ نقلَ كثيراً من القضايا البلاغيةِ منهُ، كما حققَّ الدكتور عدنان كتابين من كتب المعتزلةِ المُهمِّةِ وهُما كتاب (تَنْزِيه القرآن عن المطاعن)، وكتاب (متشابه القرآن) كلاهما للقاضي عبدالجبار المعتزلي صاحب كتاب المغني وهو من كتب المعتزلة الكبار المشهورة.

وقد يسَّر الله تلك الزيارة قبل ستة أشهر ليلة الجمعة 24/ 8/1425هـ وبصحبتنا الأخ الكريم الشيخ عبدالعزيز الضامر الطالب بالدراسات العليا بجامعة أم القرى، والمدرس بوزارة المعارف بمدينة المُبَرَّز بمنطقة الأحساء، ومعنا كذلك الأستاذ العزيز خليفة بن عربي المُحاضر بِجامعةِ البحرين، في تخصص الأدب العربي وهو شاعرٌ مطبوعٌ، وراويةٌ مُدهش.

وكان لقاءً ماتعاً تحدثنا فيه عن عدد من القضايا العلمية المتعلقة بالتفسير وعلوم القرآن وكتب المعتزلة والشيعة التي تعرضت للقرآن الكريم، غير أَنَّ طول العهد بِها قد أنساني مُعظم تفاصيلها، وكنتُ أَنوي تسجيلها في حينها غَيْرَ أَنَّ الموقفَ لم يكن مناسباً، والحديثَ كان متشعباً، فآثرتُ أَنْ أتدارك الوقت، وأشير إلى بعض الفوائد العلمية التي ينتفع بها القارئ الكريم، ومن ذلك ما وعد به الدكتور عدنان من البدءِ في تَحقيقِ تفسيرِ الحاكم الجُشَميِّ المُسمَّى (التهذيب في التفسير)، والذي درس الدكتور عدنان في رسالته للدكتوراه منهج مؤلفه في التفسير.

كما أخبرنا أنه بصدد إصدار طبعة جديدة لكتابه في علوم القرآن بعنوان (علوم القرآن وإعجازه وتاريخ توثيقه)، وقد صدر هذا الكتاب وسأقف معه في مشاركةٍ تاليةٍ.

ومن مؤلفات الدكتور غير ما تقدم، كتابه (المدخل في تفسير القرآن)، وتحقيق (مقدمة شيخ الإسلام بن تيمية في التفسير) وهو أجود تحقيقاتها، وحقق كتاب (ملاك التأويل القاطع لذوي الإلحاد والتعطيل) لابن الزبير الغرناطي ولم يتيسر طبعه بعد، وله من المؤلفات كتاب (متشابه القرآن: دراسة موضوعية) ط. مكتبة دار الفتح بدمشق 1390هـ. وكتاب (جذور الفكر القومي والعلماني) ط. المكتب الإسلامي 1419هـ. وغيرها من المؤلفات والبحوث المنشورة.

والدكتور عدنان زرزور – حفظه الله – لا يزال في نشاطٍ وصحةٍ متَّعهُ الله بالعافيةِ، ولا يزال لديه من الهمة للتصنيف والتأليف ما لا تجده عند طلاب الدراسات العليا المقبلين على البحث العلمي، ولا أشك في أنه قد ذاق حلاوة البحث العلمي، والتحقيق بمعناه الدقيق، فلم يزده ذلك إلا إقبالاً على العلم رغم وطأة الغربةِ، وألم الفراق. ولله در أحد الشعراءِ المُحبينَ للدكتور عدنان حيث قال فيه يذكر علمه وصبره على أَلَمِ النَّوى، وقَهْرِ الغُربة:

نسائِمُ الخُلْدِ هَبَّتْ أَمْ صَبا بَرَدى؟! = أَمْ نَفحةُ المِسْكِ شَعَّتْ مِنْ دَمِ الشُّهَدا؟

خِصالكَ الغُرُّ يا عَدنانُ حافِلَةٌ = لو شِئتُ تَعدادَها لَمْ أُحْصِها عَددا

إِنْ كانَ في العِلْمِ سَعْيُ النَّاسِ مُشتَركاً= فقد بدا بالعَميقِ الخِصْبِ مُنْفَرِدا

عِشرونَ سِفْراً بِها شَعَّتْ قَريحتهُ = كالنَّارِ يَلْقى عليها التائِهونَ هُدَى

لَمْ يَفْقِدِ الكوكبُ الهادي تَأَلُّقَهُ = ليتَ الحَصَى للنُّجومِ النَّيّراتِ فِدى

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير